أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أول أمس، عن إطلاق أول مركبة فضائية مقرر لها أن تهبط على سطح القمر للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً.
وأوضحت الوكالة الحكومية الأمريكية في بيان أن الرحلة العلمية البحثية غير المأهولة التي انطلقت من ولاية (فلوريدا) الأمريكية والمتوقع لها أن تبدأ محاولات الهبوط أواخر فبراير المقبل “جزء من مبادرة تجارية أطلقتها (ناسا) تدعم من خلالها قيام شركات خاصة بتطوير مركبات فضائية يمكن لها أن تنفذ مهام متنوعة تكلفها بها الوكالة”.
وأفادت بأن المركبة (بيريغرين) التابعة لشركة (استروبوتيك) غادرت كوكب الأرض حاملة خمسة من أدوات (ناسا) العلمية على صاروخ من نوع (فولكان) تابع لشركة (يونايتد لونش ايلينس) في رحلة تستغرق 46 يوما لتصل إلى سطح القمر.
وأوجزت مهام الرحلة بأنها “بمجرد الوصول إلى القمر ستقوم أدوات (ناسا) بدراسة الغلاف الخارجي للقمر والخصائص الحرارية للثرى القمري ووفرة الهيدروجين في التربة في موقع الهبوط وإجراء مراقبة البيئة الإشعاعية”.
وأضافت أن حمولات (ناسا) العلمية الخمس الموجودة على متن مركبة الهبوط “ستساعد الوكالة على فهم الكواكب وتطورها بشكل أفضل وعلى البحث عن أدلة على وجود المياه والموارد الأخرى ودعم الاستكشاف البشري المستدام على المدى الطويل”.
وقالت المركبة الفضائية: إن الصاروخ وضع المركبة “على مدار متجه إلى القمر والذي من المفترض أن يبلغ ذروته بمحاولة الهبوط في 23 فبراير المقبل”.
ووصف مدير (ناسا) بيل نيلسون الرحلة بأنها “قفزة عملاقة للبشرية بينما نستعد للعودة إلى سطح القمر لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن”.
وأكد أن مهام الرحلة “لن تؤدي إلى إجراء بحوث جديدة على القمر فحسب بل إنها تدعم اقتصاد الفضاء التجاري المتنامي بينما تظهر قوة التكنولوجيا والابتكار الأمريكي”.
وأضاف نيلسون “لدينا الكثير لنتعلمه من خلال المهام التي ستساعدنا على فهم تطور نظامنا الشمسي بشكل أفضل وتشكيل مستقبل الاستكشاف البشري لجيل (أرتيميس)” في إشارة إلى البرنامج التابع للوكالة والذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر خلال السنوات القليلة المقبلة. وتشمل أهداف برنامج (أرتيميس) هبوط أطقم متنوعة من رواد الفضاء على القمر واستكشاف القطب الجنوبي القمري الغامض لأول مرة بالإضافة إلى التأسيس لوجود مستدام على القمر وإنشاء أنظمة قابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن تمكن الإنسان من استكشاف المريخ وغيره من الكواكب.
من جهته عبر الرئيس التنفيذي لشركة (أستروبوتيك) المصنعة للمركبة التي استعانت بها (ناسا) لإجراء الرحلة جون ثورنتون عن سعادته بالإنجاز مؤكدا “إننا متحمسون للغاية .. نحن في طريقنا إلى القمر”.
وكانت (ناسا) قد قدمت ملايين الدولارات لشركتين أمريكيتين تابعتين للقطاع الخاص لبناء مركبات الهبوط على سطح القمر والتحليق بها وذلك بهدف تنفيذ مهام مسح المكان قبل وصول رواد الفضاء المرتقب.
يذكر أن المرة الأخيرة التي أطلقت فيها الولايات المتحدة مهمة هبوط على سطح القمر كانت في ديسمبر 1972.