افتتح  أول أمس، في “متحف: المتحف العربي للفن الحديث”، معرض “شاهد” للفنان ورسام الكاريكاتير السوداني خالد البيه، الذي يوثق جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن طريق الفن، ويستمر في استقبال الزوار إلى العاشر من أغسطس المقبل.
والمعرض عبارة عن عمل فني تركيبي يستخدم وسائل سمعية وبصرية تفاعلية، ويتكون من أربعة رسومات رقمية مطبوعة معروضة على مرآة تمتد بعرض الحائط، حيث تعكس هذه الرسوم مشاهد مؤثرة لضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت عددا غير مسبوق من المشاهدة، إذ تؤكد انعكاسات صور الزوار في المرآة، بين صور الضحايا على أهمية دورهم كشهود. ويشتد المشهد حدة عبر عرض صورة منعكسة لمدينة غزة المدمرة في المرآة، مع تسجيل صوتي للزوار يرددون فيه أسماء وأعمار الشهداء، حتى لا تبقى مجرد أرقام فقط.
وقالت زينة عريضة، مدير “متحف: المتحف العربي للفن الحديث”: إن إقامة المعرض في فضاء “متحف”، يعكس دور المتحف بوصفه منصة للفنانين الإقليميين لعرض رؤاهم، إذ منذ إنشائه، يلتزم دوما بتسليط الضوء على تركيبات متنوعة من الفن العربي، ومتابعة القضايا الفريدة والمهمة، وتناول الطريقة التي تتشكل عليها المجتمعات، وذلك من خلال بسط تساؤلات حول دور الفن في سياقاتنا المحلية والإقليمية.
وأضافت أنه من خلال هذا العمل الفني التركيبي، يؤكد الفنان خالد البيه على دور كل زائر كـ “شاهد” وكيف يضم صوته إلى أصوات أولئك الذين يتحدثون علنا عن فلسطين في مواجهة وسائل الإعلام المتحيزة، حيث يستخدم الفنان أثر الانعكاس، حرفيا أو مجازيا، ليكشف عن حجم هذه المأساة.
ومن جهته، قال الفنان خالد البيه في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”: إن المعرض يجعل المتلقي يقف شاهدا على ما يقع في قطاع غزة وغيرها من البلدان الأخرى التي تعاني من ويلات الحروب، مشيراً إلى أنه اتكأ على هذا العمل التركيبي الذي يضع الزائر في قلب الأحداث ويطلب منه أن يكون شاهدا فعليا، وذلك عندما يصل إلى الركن الخاص بلائحة الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزة، ويقرأ أسماءهم، ويسمعها مباشرة في القاعة المجاورة. وأشار إلى أنه تلقى لائحة أسماء الشهداء من وزارة الصحة الفلسطينية، وتمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، ليتم قراءتها بالعربية والإنجليزية معا.
تجدر الإشارة إلى أن “متحف: المتحف العربي للفن الحديث”، هو المتحف الرائد في العالم العربي للفن الحديث والمعاصر.
ويوفر المتحف بيئة رحبة وحيوية تدعو إلى إثارة الحوار حول الفن الحديث في المنطقة وخارجها. كما يقدم برنامج معارض مؤقتة على مستوى عالمي كل عام، يضم فنانين حديثين ومعاصرين معروفين عالميا، تلعب أعمالهم دورا مهما في إنشاء الحوارات حول التحولات الاجتماعية والسياسية في التاريخ والحياة المعاصرة في العالم العربي.