السؤال السابق كان محورا لندوة عقدتها جامعة لندن وحضرتها "الوسط" ، واتفق المجتمعون على أن السيطرة على غزة وإعادة الحياه لطبيعتها من جديد سيستغرق وقتاً طويلاً ، خاصة وأن هناك الكثير من الملفات التي لم يتم الاتفاق عليها ، ومنها عملية إعادة إعمار كل ما تم تدميره، وهي المهمة الدقيقة ، والتي لا يبدو أن لدى حماس القدرة في المستقبل على القيام بهذه المهمة وإعادة البناء أو إحياء جوانب الحياة التي تم تدميرها، خاصة في ظل : 
١-انهيار البنية التحتية للقطاع
٢-عدم الاتفاق على منظومة حكم واحدة تجمع الشعب الفلسطيني في غزة والسلطة تحت راية حكم واحدة في غزة. 
وقال أحد المتحدثين صراحة أن حماس تحديدا يمكن أن تتحمل المسؤولية عن الوضع، وعلى المواطنين الفقراء الآن أن يفكروا بأنفسهم في كيفية التعافي وإعادة بناء حياتهم بالإضافة إلى إيجاد احتلال جديد يوفر لهم ما يكفي من المال للعيش.
بينما رد أحد المتحدثين الآخرين بأن الوضع عامة دقيق ، سواء بسبب حماس أو غيرها. 
تطورات أمنية 
ومع كل ما سبق أشار المتحدثون أنه وخلال الساعات الماضية حصلت بعض من التطورات السياسية والأمنية الدقيقة في قطاع غزة ، حيث أعلن نتنياهو عن تصفية من وصفه بالرقم ٤ في قيادة حركة حماس ، وأن بقية قيادات الحركة ستجد نفس المصير قريبا. 
وتزامنا مع هذا التصعيد تداولت بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي النشطة في فلسطين حديثها الذي قالت فيها أن الكثير من سكان قطاع غزة يعتقدون أن أيام حكم حماس قد انتهت، وكانت الاتهامات قوية للحركة ، بالقول بأن الحركة لم تعد تستحق أن تمثل شعب غزة.
وعلى الرغم من أن الكثيرين ما زالوا يخشون التحدث ضد حركة المقاومة، يبدو أن المزيد والمزيد من الناس يظهرون علامات عدم الرضا عن إدارة حماس وحتى الاعتراض على الوضع المدمر الذي نشأ نتيجة لسلوك الحركة في القطاع. الاشهر القليلة الماضية.
غير أن هناك الكثير من الحقائق الاستراتيجية على الأرض والتي يجب ألا يغفلها أحد الآن ، والتي وردت في ورقة بحثية تم عرضها وهي: 
١-أن حركة حماس ظلت تحكم القطاع وحافظت على بنيانيه لسنوات 
٢-صحيح أن الكثير من الفلسطينيين شكوا بسبب هذا الحكم وانتقده بقوه ، ولكن الحق يقال أن حماس حاولت وبجد تدشين نظاما عادلا في الحكم رغم كل المصاعب. 
بالتالي فأن حماس بالفعل هي فكرة ، وفكرة لا يمكن أن تنتهي بانتهاء من يقودوا جناحها العسكري ، خاصة وأن هذا الجناح قاد النضال الشعبي لسنوات ، ولا تزال الكثير من الجهود التي قام بها ماثله وواضحة للكثيرين. 
من هنا أحيي أصواتا فلسطينية أشارت إلى ضرورة وضع حماس في الصورة وأصرت على وضعها على رأس الاجتماعات السياسية للفصائل الفلسطينية ، خاصة وأن مسار العمل النضالي الفلسطيني يؤكد أن حركة حماس هي جزء من الحل ، وليست جزء من المشكلة. 
صحيح أن لعملية السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) ، الكثير من المآخذ ولكن في النهاية حركة حماس هي جزء من النسيج الوطني الفلسطيني الذي لا يمكن تجاهله. 
وللعلم وللتاريخ ، فإن الكثير من التقارير البحثية الإسرائيلية ذاتها اعترفت بأن اغتيال السنوار وقيادات حماس لن ينهي فكره الحركة ، والتاريخ نفسه يعترف بهذا الأمر ، وبالتالي لا يجب الحديث كثيرا عن هذه النقطة.