مع حلول شهر رمضان المبارك، يتجمع بعض الأهالي والأطفال في قصر نايف “مبنى محافظة العاصمة”، ويتسمر المشاهدين خلف التلفاز لرؤية مدفع الإفطار في رمضان وقت المغرب لمشاهدة لحظة إطلاق مدفع الإفطار الذي تحول إلى تقليد تتوارثه الأجيال منذ عهد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع لدولة الكويت.
وعلى مدى أيام الشهر الفضيل يتوافد على قصر نايف جمهور من الكبار والصغار يجتمعون في أجواء تراثية لمشاهدة مدفع الإفطار الذي أطلقه للمرة الأولى علي بن عقاب بن علي الخزرجي بحسب ما ذكره الفلكي والمؤرخ عادل السعدون في كتابه “موسوعة الأوائل الكويتية”.
وقد أدرجت منظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرابع من شهر يوليو عام 2022، (قصر نايف) على قائمة التراث في العالم الإسلامي، خلال انعقاد الاجتماع العاشر للجنة التراث في العالم الاسلامي التابعة للمنظمة.
وشكّل إدراج (قصر نايف)، الذي يمتد لأكثر من قرن من الزمن على قائمة التراث في العالم الإسلامي، اعترافاً بأهميته التاريخية والتراثية كأحد أهم القصور في العالم الإسلامي، ورمزيته التاريخية والسياسية والثقافية والأثرية والمعمارية.
واوضح السيف ان (قصر نايف) يظل شاهدا على روعة المعمار في الكويت خلال الربع الاول من القرن العشرين “بأسواره العالية وأبوابه الخشبية وساحته الكبيرة وأقواسه التي تزين المكان وتنبع منه الحياة خاصة في رمضان من خلال احياء تقاليد مدفع الافطار”.
يقع “قصر نايف” في منطقة “القبلة” ويمتد على مساحة 28882 متراً مربعاً، وهو مربع الشكل تحيط به 214 غرفة متفاوتة المساحات يستخدم بعضها كمستودعات للأسلحة والذخيرة فيما يستخدم البعض الاخر كمهاجع للحراس والمحاربين.
ويشتمل القصر أيضاً على فناء فسيح يسمح بالتجمعات البشرية كما يتضمن مسجداً في الزاوية الشمالية بجانب بئر.
ومن وسط الفناء الكبير يمكن مشاهدة الليوان الطويل في الجانبين الشمالي والشرقي على شكل أقواس وأعمدة على غرار القصور ذات المعمار الاسلامي القديم.
وأصبح “قصر نايف” عام 1950 مقراً لمديرية الأمن العام التي حافظت على استتباب الأمن والنظام والفصل في قضايا النزاع بين الناس وتولى إدارتها الشيخ عبدالله المبارك الصباح والشيخ عبدالله الأحمد الصباح (رحمهما الله).