يذخر التاريخ الإسلامي بشخصيات مؤثرة، بداية من خير البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، مروراً بالصحابة الأخيار أبو بوبكر الصديق وعمر بن الخطات وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وصحابة روسل الله الأخيار، مروراً بالسلف الصالح عمر بن العزيز والائمة الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل، ولم يخل العصر الحديث من هؤلاء المؤثرين ومنهم على سبيل المثال عبد الرحمن السميط ومحمد متولي الشعراوي وغيرهم ...

- التحق في جنوب افريقيا بالمركز الإسلامى لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة
- درس الرياضيات وإدارة الأعمال والتحق بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسُس الهندسة الكهربائية
- اضطر إلى ترك المدرسة كي يعمل في عمر السادسة عشر
- أكمل تحصيله العلمي بمطالعاته الفردية 
- وتحدث الإنجليزية والعربية ولغات أخرى
- عمل في محل تجاري يقع قرب مركز آدمز لتخريج المبشرين المسيحيين بضواحي دربان
- سمع اتهامات للمسلمين بـاستخدام السيف لإجبار الناس على الإسلام ما أثار اهتمامه بمقارنة الأديان
- أخرج أكثر من 20 كتابا تركز على شرح رسالة الإسلام وقضايا العقيدة ومقارنات الأديان

 
ديدات لم يكمل تعليمه النظامي، ورغم ذلك كان يتحدث الإنجليزية والعربية ولغة الزولو والكوسا ولغات أخرى
الشيخ أحمد ديدات داعية إسلامي ذو أصول هندية انتقل للعيش مع والده في جنوب أفريقيا، وكرس حياته للدفاع عن الإسلام، واشتهر في العقود الأخيرة من القرن العشرين بمناظراته الدينية مع القساوسة المسيحيين حول العالم.
لم يكمل تعليمه النظامي، ورغم ذلك كان يتحدث الإنجليزية والعربية ولغة الزولو والكوسا ولغات أخرى.
المولد والنشأة
ولد أحمد حسين ديدات يوم 1 يوليو 1918 في بلدة تادكيشوار في إقليم سراط، بولاية كوجرات شمال غربي الهند، لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة.
كان والده يعمل بالزراعة وأمه تساعده وبعد نحو 9 سنوات، انتقل والده عام 1927 إلى جنوب أفريقيا ضمن مجموعات أخرى من الهنود، بسبب الظروف المعيشية السيئة التي كانت سائدةً في الهند في ذلك الوقت مع عدم توافر ظروف الدراسة الملائمة هناك.
عاش والده فى مدينة ديربان بمحافظة كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا، وغير عمله الزراعي واتجه للعمل بالخياطة.
عام 1927، سافر أحمد ديدات إلى جنوب أفريقيا وعمره 9 سنوات للعيش مع أبيه، وبعد شهور قليلة من رحيله توفيت والدته.
بمجرد وصوله إلى جنوب أفريقيا التحق أحمد ديدات بالدراسة بالمركز الإسلامى فى ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية.
كرس ديدات نفسه للاجتهاد في دراسته، وتغلب على حاجز اللغة وتفوق في المدرسة، وفي عام 1934 أكمل المرحلة الابتدائية.
وبسبب الظروف المالية، اضطر إلى ترك المدرسة كي يعمل، وكان عمره وقتها 16 عامًا، وفي عام 1937، تزوج من السيدة حواء غنغت وأنجبت له ولدين أحدهما إبراهيم، والآخر يوسف، الذي اغتيل عام 2020، في مدينة فيرولام بولاية ديربان بجنوب أفريقيا، كما أنجبت له ابنة أسماها رقية.
وفى أواخر الأربعينيات التحق بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى فى ذلك الوقت، فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال، كما التحق بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسُس الهندسة الكهربائية.
واصل أحمد ديدات تحصيله العلمي بمطالعاته الفردية، وكان يتحدث الإنجليزية والعربية ولغة الزولو والكوسا ولغات أخرى.
 
 

الوظائف والمسؤوليات

 
 
بدأ حياته بائعا بدكان للمواد الغذائية، ثم انتقل للعمل فى مصنع للأثاث لمدة 12 عاما، وصعد سلم الوظيفة فى هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع.
وفي عام 1949، سافر إلى باكستان طلبا للعمل فاشتغل بمصنع للنسيج ثم عاد لجنوب أفريقيا عام 1952.
وفي عام 1959 ترك عمله ليتفرغ للدعوة في المركز الدولي للدعوة الإسلامية الذي أسسه عام 1957، كما أنشأ بديربان عام 1968 نواة أول مركز إسلامي بجنوب أفريقيا أسماه «مركز السلام».
 
 

التجربة الدعوية

 
في عام 1936، أثناء عمله بائعا للأثاث، التقى ديدات بمجموعة من المبشرين في معهد ديني مسيحي على الساحل الجنوبي لمحافظة ناتال، وسمع منهم إساءات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما اتهموا المسلمين بـ»استخدام السيف» لإجبار الناس على الإسلام، فساءت مثل هذه الاتهامات ديدات وأثارت اهتمامه بمقارنة الأديان.
عثر ديدات في محل عمله خلال مقامه بباكستان على كتاب للعالم الهندي رحمة الله الكرانوي بعنوان «إظهار الحق» فقرأه وغيّر مجرى حياته.
 
تحدث الشيخ مرة عن أثر هذا الكتاب فقال «كنت شابا أعمل في محل تجاري يقع قرب مركز آدمز لتخريج المبشرين المسيحيين بضواحي دربان. كان طلاب المركز يمرون بي أثناء عملي ويقولون لي: هل تعلم أن محمدا نشر دينه بالسيف؟ هل تعلم أن القرآن منقول من التوراة؟ وأنا لا أعلم شيئا فلا أجيب».
وفي أحد الأيام كنت أبحث عن شيء أقرأه فبدأت أفتش مكتبة مالك المحل الذي أعمل فيه، فوقعت على كتاب قديم مغبر. ما إن تناولته حتى بدأت أعطس! لفت انتباهي أن الكتاب إنجليزي لكن عنوانه عربي مرقوم بأحرف لاتينية. قرأت الكتاب فتغيرت حياتي إلى الأبد، فهو كان يجيب على الأسئلة التي كان المبشرون يقلقونني بها».
بعد عودته إلى جنوب أفريقيا تعرف على عالم بريطاني يدعى فير فاكس كان أسلم وقدم عدة محاضرات عن المسيحية لمجموعة من شباب ديربان كان ديدات أحدهم.
وفي عام 1942، ألقى ديدات محاضرته الأولى بعنوان «محمد: رسول السلام» لجمهور من خمسة عشر شخصًا في سينما دوربان.
بدأ ديدات نشر الإسلام بين الأفارقة حين كان التواصل بين الأعراق المختلفة جريمة يعاقب عليها القانون العنصري بجنوب أفريقيا، وآثر أن ينتقل للعيش مع قبيلة الزولو في ظروف معيشية بسيطة جدا.
عقد دورات متخصصة في دراسة الأناجيل لإعداد الدعاة إلى الإسلام بمركز الدعوة الذي بناه قرب أكبر مساجد جنوب أفريقيا، ليتمكن من دعوة زواره من السياح غير المسلمين إلى الإسلام.
في عام 1949، انتقل ديدات إلى باكستان مع عائلته وعاش في كراتشي لمدة ثلاث سنوات. وفي عام 1957، أسس مع أصدقاء مقربين مركز الدعوة الإسلامية الدولي (ipci) بهدف طباعة مجموعة متنوعة من الكتب عن الإسلام وتقديم دروس للمسلمين الجدد.
وفي العام التالي، أنشأ ديدات معهدًا إسلاميًا يسمى معهد السلام التعليمي على قطعة أرض مساحتها 75 فدانًا (30 هكتارًا) تقع في بريمار في جنوب ولاية ناتال، قبل أن يخرج إلى العالم -في أول مناظرة عالمية 1977 بقاعة ألبرت هول في لندن.
 
 

مناظر عنيد

 
بحلول الثمانينيات، بدأ عمل أحمد ديدات في الظهور خارج موطنه الأصلي جنوب إفريقيا وطاف العالم مُحاضرا ومُناظرا لعلماء الديانات الأخرى، خاصة المسيحيين أمثال فلويد كلارك وجيمي سواغارت وأنيس شروش، مما دفع الكنائس وجامعات غربية لتخصيص قسم بمكتباتها لمناظراته -التي انتشرت أشرطتها- للرد على الأفكار الواردة بها وإبطال تأثيرها جماهيريا.
كان له دور كبير في إسلام آلاف المسيحيين -في العالم- الذين صار بعضهم دعاة إلى الإسلام، كما ساهم في الكفاح ضد التمييز العنصري بجنوب أفريقيا.
وزع ملايين النسخ من أشرطته ومحاضراته وكتبه مجانا طيلة مسيرته الدعوية، وما زال مركزه الدعوي الذي أسسه يرسل الكتب دون مقابل لأي إنسان يطلبها أينما كان.
يرى ديدات أن “في الإسلام الحل الأمثل والإجابة الشافية لكل جنوب أفريقيا والتفرقة العنصرية والخمر والمقامرة وكل ما يؤثر على الإنسانية من أساليب الهدم”.
شرع في التأليف منذ الخمسينيات فأخرج أكثر من 20 كتابا تركز على شرح رسالة الإسلام، وقضايا العقيدة ومقارنات الأديان، ومن هذه المؤلفات:
ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟ (طبع منه أكثر من 300 ألف نسخة).
هل الكتاب المقدس كلام الله؟ (طبع منه أكثر من 260 ألف نسخة).
مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء.
المسيح في الإسلام.
الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية.
المسلم يؤدي الصلاة.
من دحرج الحجر؟.
مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء.
المسيح في الإسلام.
محمد: الخليفة الطبيعي للمسيح.
ماهو اسمه؟ (الله في اليهودية والمسيحية والإسلام).
الاختيار.
شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان رشدي الغرب.
عتاد الجهاد.
الخمر بين المسيحية والإسلام.
من المعمدانية إلى الإسلام.
الجوائز
مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986، وأعطي درجة “أستاذ”.
المرض والوفاة
أصيب أحمد ديدات في 4 مايو 1996 بشلل تام إثر عودته من رحلة دعوية بأستراليا، وتم نقله جوا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض للعلاج.
استطاع التواصل مع عائلته بإشارات رقمية خاصة، حيث أمضى السنوات التسع الأخيرة من حياته في سرير بمنزله في جنوب أفريقيا، تحت رعاية زوجته.
توفي الشيخ ديدات في 8 أغسطس 2005، ودفن بديربان، وبعدها بنحو عام لحقت به زوجته عن عمر يناهز 85 عاما.
 
 
 

دراسة الأناجيل

أثناء عمله في محل والده جاءته بعثة آدم التنصيرية و سألته عدة اسئلة عن الدين الإسلامي و كان ديدات لم يستطيع أن يجيب عن كل التساؤلات التي وجهت إليه فقرر بعدها وبشدة أن يدرس الإنجيل وبالرغم من أنه لم يتعلم اللغة العربية ولم يستطيع قراءة الأناجيل باللغة العربية كان يستدعي أحد يقرأها له كي يمتلك مواجهه السائلين ويرد على كل هذه الأسئلة التي لم يستطيع الرد عليها وبالفعل تعلم ديدات وو صل إلى درجة الداعية الإسلامي، بعد أن اشترى أحمد ديدات أول نسخة من الإنجيل وبدأ يقرأ ويعي ما فيه، وفي اللقاء الثاني بطلاب الإرسالية كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات، وحينما لم يصمدوا أمام حججه قام بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان والقساوسة في المناطق المختلفة، وشيئًا فشيئًا تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأ ديدات واستمر فيه، فكان له من الجولات والنجاحات الكثيرة، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قدّم خلالها المئات من المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، وحتى عام 1956 كان ديدات فيها يحضر صباح كل أحد محاضرات دعوية، وكان جمهوره صباح كل أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد، وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه فيرفاكس أن يدرس المقارنة بين الديانات المختلفة وأطلق على هذه الدراسة اسم (فصل الكتاب المقدس) وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية استخدام الكتاب المقدس في الدعوة للإسلام، استمرت دروس فيرفاكس لعدة أسابيع أو حوالي شهرين ثم تغيب بعدها فاقترح عليهم أحمد ديدات أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد فيرفاكس وأن يبدأ من حيث انتهى؛ كونه قد تزود بالمعرفة في هذا المجال، وظل لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد، وقد كان ديدات جريئاً في دفاعه عن الإسلام ومن نتائج ذلك أنه أسلم على يديه كثير من المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، بل والبعض منهم الآن دعاة إلى الإسلام، فقد اشتهر خلال الثمانينيات من القرن الماضي بمناظراته مع عدد من القساوسة حول الإسلام والأديان والعقائد فقد اشتهر بمناظراته المثيرة حول النصرانية وتناقض الأناجيل والتي لاقت إقبالاً كبيراً من الجماهير واعتنق الكثيرون الإسلام على يديه، فأسس لاحقاً منظمة الدعوة الدولية.
 
 

مركز عالمي للدعوة

في عام 1959 توقف ديدات عن مواصلة الكتابة حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور زار ديدات العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي وكان ديدات العضو المؤسِّس الأوَّل لـ المركز الدولي للدعوة الإسلامية ومؤسس معهد السلام لتخريج الدعاة ipci بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا وأصبح رئيساً له.
ديدات العضو المؤسس له، وقد ترأسه لسنوات عديدة - فاز أثناءها بجائزة الملك فيصل لعام 1986 - وعن طريقه نشر ديدات كتبه وأنتج شرائطه، ويوزع المركز ملايين النسخ المجانية وخاصة من الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم الذي حرص على توزيعها على المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم، كما يقوم المركز بعدد من الأنشطة من بينها إعداد دورات للدعاة، ودعوة غير المسلمين عن طريق السياحة والجولات بين المساجد والتعريف بالإسلام، كما حرص المركز على ترجمة معاني القرآن والكتب الإسلامية باللغات المحلية في جنوب أفريقيا مثل لغة الزولو zulu وغيرها، والمركز يستعد لإنشاء متحف وأرشيف خاص بالشيخ ديدات في الطابق الذي كان يحتله مكتبه، وهو يعلن عن ذلك للجميع حتى يمكن جمع محاضرات ولقاءات وكتب ديدات، والمركز عادة ما يلجأ للإعلان بشكل جذَّاب ولافت عما يقوم به، وهي طريقة ربما لا تُعهد في البلاد العربية، ولكنها مبررة في مجتمع متغرب westernized يمثل المسلمون فيه أقلية تحاول التأثير، فعلى سبيل المثال قد تقرأ وأنت تمر بالسيارة في وسط المدينة إعلانًا مثل القرآن يتكلم، اقرءوا القرآن - العهد الأخير.