يذخر التاريخ الإسلامي بشخصيات مؤثرة، بداية من خير البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، مروراً بالصحابة الأخيار أبو بوبكر الصديق وعمر بن الخطات وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وصحابة روسل الله الأخيار، مروراً بالسلف الصالح عمر بن العزيز والائمة الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل، ولم يخل العصر الحديث من هؤلاء المؤثرين ومنهم على سبيل المثال عبد الرحمن السميط ومحمد متولي الشعراوي وغيرهم ...

- حصل على درجة الليسانس في الدراسات العربية والإسلامية ودرجة الماجستير في الفقه المقارن
- درس البلاغة والنحو والصرف وحفظ كثيرًا من المتون كألفية بن مالك وغيرها
- تنشئة الابن والابنة على تعاليم الإسلام تمكنهما من بناء أسرة سليمة معافاة من الأمراض الاجتماعية
- من أقواله .. يجب أن يكون الداعية رفيقا بالناس وخاصة العاصي كونه مبتلى ويحتاج إلى الدواء

عمر عبد الكافي شحاتة (1 مايو 1951م-) داعية إسلامي مصري ولد في المنيا بقرية تلة بصعيد مصر. اهتم بالإعجاز العلمي في القرآن واللغة العربية وأحاديث الدار الآخرة.
نشأ في قرية تلة من قرى محافظة المنيا، حصل على درجة الليسانس في الدراسات العربية والإسلامية ودرجة الماجستير في الفقه المقارن. التحق بكلية الزراعة وحصل منها على درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية، ودرس بأكاديمية البحث العلمي وعمل باحثًا بالمركز القومي للبحوث. تنقل وهو صغير بين أيدي أساتذة وعلماء في شتى العلوم الشرعية من فقه وتوحيد وتفسير وسيرة وأصول فقه وعلوم حديث، من أمثال الشيوخ محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي ويوسف القرضاوي، وحفظ على يد أساتذته صحيحي البخاري ومسلم بالأسانيد، وكان لهذا الحفظ أثره الواضح في تلقيه العلم طوال سنوات عمره.
وبسبب حبه للغة العربية وإلمامه بآدابها وعلومها؛ فقد درس البلاغة والنحو والصرف وحفظ كثيرًا من المتون كألفية بن مالك وغيرها، خلال فترة السنوات التي كان فيها عضوًا بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي.
غادر مصر عام 2000 بسبب التضييق الذي تعرض له في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فمنع من إلقاء أي محاضرات أو خطب في المساجد والجامعات والأندية، مما أجبره على السفر إلى الخارج وإكمال دعوته هناك. كان يقيم في دولة الإمارات ويتنقل بين العديد من الدول العربية والأوروبية لنشر الدعوة الإسلامية، ثم عاد إلى مصر عام 2011م
نشاطه الدعوي
بدأ يخطب في يوم الجمعة ويُلقي دروس العلم فور تخرجه من الجامعة عام 1972م، وكان له درسان يومي الإثنين والخميس نحو عشرين عامًا، وله دروس علم ومجموعات محاضرات منتظمة أُلقيت لفترة طويلة منها: الدار الآخرة، وشرح صحيح البخاري، والسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، فيما عدا خطب الجمعة التي تربو على (1200) خطبة، كذلك فقد بلغت دروسه قرابة الـ (3000) درس مدة كل درس ساعة ونصف.
5 أسس لسعادة الأسرة 
يشدد الداعية الإسلامي، الدكتور عمر عبد الكافي -الذي حلّ ضيفا على برنامج “الشريعة والحياة في رمضان”- على أهمية تنشئة الابن والابنة على تعاليم الإسلام، حتى يمكنهما بناء أسرة سليمة معافاة من الأمراض الاجتماعية، كما يدعو إلى غرس ثقافة الأخوّة والتكافل بين المسلمين.
وخصصت الحلقة الأولى (2024/3/11) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” موضوعها لمنظومة العلاقات في الأسرة المسلمة.
ووفق الدكتور عمر، يجب أن ينشأ الابن والابنة على فهم كامل للحقوق والواجبات وحسن التعامل، وعلى كيفية تقوية علاقتهما بالله الذي ربط بينهما؛ لأن جذور الحياة الزوجية في السماء وثمرتها في الأرض.
وفي حال لم يستطع الأب أو الأم أو كلاهما أن يستوعبا أولادهما وأسرتهما، يقترح الداعية الإسلامي توفير ما أطلق عليها محاضن أبوة وأمومة”، أي المحضن العلمي الاجتماعي الذي يلقّن الابن والابنة دروسا في كيفية التعامل مع الطرف الآخر.
ويكون المحضن الاجتماعي مكوّنا من عملاء متخصصين في الشريعة والفقه وعلم الاجتماع.
وهناك 5 أسس إذا ثبتت في البيت سعدت الأسرة؛ وهي: التغافل، والتغافر و”ليس التخزين في الصندوق الأسود”، والتفاضل، وذكر الحسنات باستمرار والتعبير عن المشاعر، وشكر الله -عز وجل- على النعم الثلاث: “أمسى آمنا في سربه، معافى في بدنه، وعنده قوت يومه».
ويشدد الدكتور عمر عبد الكافي على مسألة تقوى الله بالنسبة للزوج والزوجة حتى يصلحهما الله لبعضهما بعضا، مستدلا في كلامه بقول ابن عباس “أعرف ذنوبي في سوء خلق زوجتي ودابتي».
وعن أثر المشكلات الاجتماعية -مثل: ضيق العيش وقلة الرزق- في الميثاق الغليظ بين الزوجين، أعاد الدكتور عمر التذكير بأهمية الأخوّة والتكافل بين المسلمين، وكيف أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكّن في قلوب المسلمين التوحيد والأخوّة، فأصلح بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وأمر ببناء المسجد لتكون العلاقة بين الخالق والمخلوق، وقال “ابنوا السوق” لتكون الهيكلة والقوة الاقتصادية حتى يعطي الغني أخاه الضعيف.
وارتكز مجتمع المدينة في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على فهم عميق للمسلمين الأوائل والذين تبعوهم بإحسان، وفهموا أنه “إذا مات مسلم جائعا حُوسب كل الأغنياء في العالم الإسلامي أمام الله -عز وجل- أنهم قتلوه».
ويدعو الدكتور عمر إلى ضرورة غرس ثقافة التكافل والأخوّة بين الأبناء، والغني يعطي الفقير “وما جاع فقير إلا بتخمة غني”، وإذا جاع في المجتمع الإسلامي فقراء، فهناك أغنياء لم يُخرجوا زكاة أموالهم.
وعن الأمور التي تستهدف الأسرة، ركّز الداعية الإسلامي على مسألة المناعة التربوية الإيمانية التي تقف ضد هذه الأوبئة والمصائب، وأن يُحصّن الأبناء بإشغالهم بمعرفة السلف الصالح، بدل الانشغال بالفنانين واللاعبين وغيرهم.
مؤلفات
تفرغ لأبحاثه العلمية الخاصة منذ عام 1994م، وعكف على تأليف موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وموسوعة أنبياء الله، وكتاب عن (فقه الغربة)، وهو كتاب يخص المسلمين المغتربين الذين يعيشون خارج بلاد الإسلام، كذلك كتاب الصلاة عبادة وأسرار وكتاب صفوة الصفوة والوعد الحق وكتاب أمسك لسانك.
في الإعلام
له العديد من البرامج التلفزية والإذاعية الشهيرة ولعل أشهرها برنامج «الوعد الحق» وبرنامج «هذا ديننا» وبرنامج «صفوة الصفوة» بالإشتراك مع الدكتور محمد خالد في قناة الشارقة الفضائية، وقد تحولت هذه البرامج إلى كتب وحققت نجاحًا عالميًا. وله فقرة ثابتة في برنامج 90 دقيقة بعنوان (وإنك لعلى خلق عظيم) بدأت في 5 يناير 2013م، وله العديد من البرامج الذي يُقدمها كل عام في شهر رمضان منها: مذكرات إبليس، وكنوز السنة، وويزكيهم، وأهل الحكمة. من القنوات التي قدم بها برامج قناة دعوة وقناة الرسالة وقناة الندى الفضائية.
 
 
مناصب وعضويات
- عضو في هيئة الحكماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
- عضو جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
- مدير مركز الدّراسات القرآنية لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
- عضو في المجمع الفقهي لعلماء الهند.
- مستشار ثقافي بمركز جامعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.
اقتباسات 
- فرحك بالمعصية أكبر من المعصية نفسها، ونسيانك لرؤية الخالق لك أكبر من المعصية، ولا يوجد هناك شخص يعمل المعصية وربّنا لا يراه، فلا تحتقر نظر الله إليك، فربما ينظر إليك الله في المعصية نظرة مقتٍ فيبغضك.
=  لقد خاف الصّالحون من سوء الخاتمة فأظمئوا نهارهم، وسهروا ليلهم طاعةً لله تعالى، حتّى يُجيرهم من سوء الخاتمة، وبذلوا الغالي والنّفيس في سبيل ذلك. 
-  من داوم على القرع لابد ان يُفتح له الباب، وليس عند الله باب ولا بوابّ، فالنّية الصّادقة تدخل على كرم الله وتغترفُ من فضله.” “أقصر طريق يوصل بين نقطتين هو الخطّ المستقيم، وأفضل طريق يوصل إلى الله هو الصّراط المستقيم، لذلك ندعو الله على الأقلّ في اليوم 17 مره “ اهدنا الصّراط المستقيم “ لذلك نحتاج الى تجديد النيّة، والعزيمة، والهمّة، واصلاح ما في القلوب من عُيوب.
-  الولد ليحصل على شهادة صغيرة يُنفق عليه أبوه ما لا يقلّ عن 20 سنة، فكيف بجنّةٍ عرضها السّموات والأرض !!