بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع المستشار النمساوي كريستيان كيرن اليوم الأربعاء عددا من القضايا الاقليمية والدولية على رأسها جهود مكافحة الارهاب.
وأوضح السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار النمساوي الزائر أنه أجرى خلال اللقاء استعراض التصدي لقوى الارهاب والتطرف التي باتت تمثل تهديدا مشتركا لأمن واستقرار المجتمع الدولي مؤكدا عزم بلاده والتزامها بالوقوف في مواجهة هذا الخطر المشترك " الذي لا يعرف وطنا او دينا".
وقال "لقد لمست خلال اللقاء اتفاقا في وجهات نظر بين مصر والنمسا ازاء افضل السبل لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة التى تواجه مساعينا لاستعادة الاستقرار في الشرق الاوسط وتوفير المناخ الانسب للنمو الاقتصادي وتلبية طموحات شعوبنا في الحياة الامنة الكريمة".
واشار الى الاتفاق على ان يستمر التنسيق بين البلدين ازاء هذه القضايا ومواصلة التشاور حولها مؤكدا ارتباط مصر والنمسا بعلاقات متميزة على مدار عقود.
ونوه السيسي كذلك بالاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائي وتنسيق الجهود بين البلدين في المحافل الدولية "لاسيما من اجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم في سوريا واعادة الاستقرار" وأشار أيضا الى الاتفاق على دعم مؤسسات الدولة في ليبيا لانهاء المعاناة التي يعاني منها الشعب الليبي فضلا عن التعامل الفعال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل يراعى الابعاد التنموية والاسباب الجذرية للهجرة.
ولفت الى وجود رؤى مشتركة ازاء العديد من القضايا التي فرضت نفسها على المجتمع الدولي مما يساهم بشكل كبير في تميز العلاقات المصرية النمساوية سواء على المستوى الثنائي او من خلال التنسيق الوثيق في المحافل الدولية والتعاون من اجل تعزيز السلم والامن الدوليين.
وردا على استفسار حول تصريحات اخيرة تضمنت اتهاما لمصر بدعم عناصر لمهاجمة السودان أكد الرئيس السيسي ان سياسة بلاده ثابتة لا تتغير بالارتكاز على عدم التدخل في شؤون الاخرين وعدم التآمر على أية دولة أخرى مشددا على أن مصر لن تغير سياستها "مهما كانت التحديات".
وشدد على أن تلك الثوابت تم التأكيد عليها في اطار استراتيجية مصر لمكافحة الارهاب التي عرضها خلال القمة العربية الاسلامية الامريكية الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض.
وشدد على أن" مصر تتعاون فقط من أجل البناء والتنمية ولا تقوم بمثل هذه الاجراءات الخسيسة وخاصة ضد الأشقاء في السودان".
وأعرب عن تطلعه لأن تصل هذه الرسالة الى العالم بأكمله مشددا على أن مصر دولة رشيدة تحترم نفسها ولا تتعامل بازدواجية أو تابعة لأحد كما أنها قادرة على مواجهة جميع التحديات بصلابة.
وبدوره أكد كيرن أن استقرار مصر والشرق الأوسط يعد في صالح النمسا وأوروبا منوها بأن بلاده تولي أهمية كبيرة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأشار الى اهتمام الاتحاد الأوروبي بدعم أمن واستقرار مصر والمساهمة في دفع عملية النمو الاقتصادي.
وشدد كيرن في الوقت ذاته على ضرورة مواجهة الارهاب على المستوى العالمي لافتا الى أن بلاده تدعم مصر في حربها ضد الارهاب وتدرك حجم التحديات التي تواجهها في حربها ولذلك تدعمها من أجل تعزيز استقرار مصر الأمني.
ولفت الى أن المباحثات تناولت أيضا سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية ومعالجة أسبابها مشيرا الى اتفاق الجانبين على ضرورة التوصل الى علاج مستدام لتلك المشكلة.
من جهة أخرى بحث المستشار النمساوي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط.
وذكرت الجامعة العربية في بيان أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول أهم التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن.
وأشار البيان الى أن اللقاء تناول أيضا الجهود المبذولة على المستويين الدولي والاقليمي لمواجهة خطر الارهاب وكيفية التعامل مع التدفقات" غير المسبوقة" للاجئين.
وحرص ابو الغيط على الاشارة في هذا الاطار الى تطلعه" لأن يلعب الجانب النمساوي دورا مساندا للأولويات العربية سواء في اطار الاتحاد الأوروبي أو على المستوى الدولي بشكل عام".
وتناول الجانبان أيضا سبل تعزيز علاقات التعاون ما بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذات الاهتمام المشترك.
كما تناول أهمية اعطاء قوة دفع لتفعيل المقررات والتوصيات التي خرجت عن الاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي الذي عقد في ديسمبر الماضي والتي كان من بينها التوصية بعقد قمة بين الجانبين خلال الفترة القريبة المقبلة.