كان الصحابي الجليل شجاعاً رامياً سخياً خيراً فاضلاً. وكان من الشجعان ويسبق الفرس أي الخيل عدوًا قال العطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن رزين: أتينا سلمة بن الأكوع بالربذة فأخرج إلينا يدًا ضخمة كأنها خف البعير فقال بايعت بيدي هذه رسول الله قال فأخذنا يده فقبلناها قال مولاه يزيد: رأيت سلمة يصفر لحيته وسمعته يقول: بايعت رسول الله على الموت وغزوت معه سبع غزوات.
مجموعة من المؤرخين وكتاب السير كان يصفون الصحابي الجليل بأنه أعجوبة من أعاجيب الدهر فهو رام لا يخطئ أبدا وعداء لا يسبق ومقدام لا يهاب ومغامر لا تنتهي عجائب مغامراته تقرأ أخبار بطولاته فيخيل إليك أنه درب من الخرافات والأساطير وما هي كذلك فقد رواها الشيخان وأثبتاها في صحيهما ،
ومن المثير في سيرة الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع أنه كان له في مكة أموال وعقار فاعتنق الاسلام وهاجر إلى الله ورسوله صلّي الله عليه وسلم وخلف ورائه كل ما يملك وعمل في المدينة سائس لفرس طلحة بن عبيد الله من أكل طعامه .
ومن المحطات الرائعة في مسيرة الصحابي الجليل أن رسول الله صلّي الله عليه وسلم خرج في خمسمائة من أصحابة وفيهم سلمة بن الأكوع يريد العمرة فلما نبأ قريش نبأ خروجه قامت له تريد أن تصد رسول الله صلّ الله عليه وسلم عن البيت الحرام ، فنزل عليه السلام بمن معه في الحديبية ثم أوفد عثمان بن عفان إلى مكة المكرمة سفيرًا بينه وبين قريش ولكن الأخبار ما لبثت أن جاءت أن قريش قتلت عثمان فعزم الرسول صلّي الله عليه وسلم على حربهم ودعا المسلمين الذين معه إلى مبايعته على القتال والموت .
الركض لساعات متصلة
قد يكون من المباغت أن يركض شخص لعدة ساعات متصلة، تلك حكاية رئيسية، وبارزة في حياة صحابي رياضي البنية، ورجل من أهل البادية اختار الإيمان، وسار في ركابه، وأفنى فيه حياته.
سلمة بن عمرو بن الأكوع بن سنان الأسلمي رضي الله عنه، رجل من شباب قبيلة أسلم، وقد شهد بيعة الرضوان، والذي كان اعترافا بقوة الإسلام، وكيانه الناشئ، وفي الوقت ذاته، كان فرصة لإيقاف الحروب، والسماح بالدعوة، لكن مما جعل الموازين تميل لصالح المسلمين وإسلام قبائل بكاملها، فقد أقبل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه بأسلم، وغفار بعد غزوة الخندق، فقال صلى الله عليه وسلم: “أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها” (صحيح البخاري)، تفاؤلا بهذين الاسمين، واندمجت القبيلتان في الحياة الجديدة، لقد تتابعت القبائل كتلا بشرية نحو المدينة، مؤذنة بانتقال المجتمع من حالة لآخرى، ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الأعرابية بعد الهجرة، لئلا يعود الناس اجتماعيا لمألوفاتهم، ولتتوطن في نفوسهم المعارف الدينية، والسلوكيات الجديدة.
كان سلمة قوي البنية، لقيه أحد التابعين، فطلب منه مصافحته، فأخرج لهم يده، فإذا هي تشبه خف البعير ضخامة، كان إسلام ابن الأكوع وهو ابن ستة عشر عاما بالتقريب، تزيد قليلا أو تنقص قليلا عن ذلك.. لكن لم يطل المقام كثيرا بسلمة بن الأكوع، فوقعت غزوة ذي قرد، كانت غارة مفاجئة، سبقت غزوة خيبر بثلاثة أيام كما في صحيح البخاري، ولقدر الله كان سلمة بن الأكوع، وغلامه رباح معا يتابعان الماشية التي تخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبوغتا بغارة قبيل الفجر، تفتق ذهن سلمة عن تصرف سريع، فهو فرد وحده، والمنطق يقتضي جلب المدد بسرعة، فطلب من رباح ركوب الفرس، والذهاب بها لصاحبها طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وإخباره بالحدث، وهتف بدوره بصوت عال: يا صباحاه، فقد كان معتادا أن تقع الغارات صباحا، ولكن هذا النداء غدا شعارا للإنذار بوقوع الغارة.. في أي وقت.. بقي عليه تنفيذ خطة طوارئ، استغل مهارته الأساسية، والمهارات الفرعية، نسج خطة هجوم كامل مبنية على الموارد المتاحة: الركض، والرمي، بهدف تحرير الإبل والماشية، وظل يركض، ويرمي بالنبال، والسهام التي معه، وظل يتابعهم بالركض، والمناورة، والاختباء وراء الكتل الصخرية، ورجمهم بالحجارة، وظل يوجه كل الماشية التي يفلتها المغيرون باتجاه المدينة، ومع الظلام تصور المهاجمون، أن ثمة عددا من الفرسان، ومع الفجر اكتشفوا أنه شخص واحد.. ويبدو أن عددا من الفرسان عاد لغطفان خائفا من الهجوم المعاكس الذي قاده فرد، فجاء عيينة بن حصن كبير غطفان مددا، فأخبره المغيرون المرهقون من فرد واحد، فأجابهم بأنه من المحتمل أن يكون له مدد كامن، ينتظرهم، والأفضل لهم أن ينسحبوا.
استمرت المطاردة لعدة ساعات حتى امتد الضحى، ويمكن تقدير هذه المسافة بأنها أربع ساعات كاملة، ويبدو أن اليوم كان شاتيا، إذ لم يشر ابن الأكوع في روايته إلى حر الشمس، وهو أمر مألوف في الجزيرة العربية خاصة في أوقات الصيف، فعدم إشارته لحر الشمس، دال على كون الوقت كان بداية الشتاء، حيث يعتدل الليل، والنهار، علاوة على ذلك أن الضحى وقت يبدأ من بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى ساعة بالتقريب، وحتى قبيل الظهر، فامتداده دال على توسط ذلك الوقت، فيمكن القول أن الركض استمر لأربع ساعات متصلة.
نسائم النصر وعودة الأبل
والقصة علي طولها إلا أن فصولها تبدو مثيرة حيث يكملها الصحابي سلمة بن الأكوع بالقول :ثم ارتقيت أكمه فوق ثنيه الوداع واستقبلت المدينة وناديت بأعلى صوتي وااااه صباااحاه ثلاث ثم خرجت أعدو في إثر القوم حتى غدوت غير بعيد منهم فوترت قوسي ورميت واحد منهم بسهم فاستقر في كتفه فقلت خذه وأنا ابن الأكوع اليوم يوم الرضع ثم طفقت أطردهم وأرميهم وأنا أقول الشعر وكانوا في كل مرة يخلفون ورائهم بعضًا من أبل رسول الله صلّي الله عليه وسلم فأجعلها خلفي وأمضي في إثرهم
الإثارة تبلغ مدها في قصة الصحابي الجليل حيث يواصل سردها : فإذا رجع إلي فارس منهم يريد قتلي توقفت عن العدو والتمست شجرة وجعلت أرميه فيرتد عني ثم ما زالت أطردهم حتى دخلوا في طريق ضيق يكنفه جبلين فتسلقت أحدهم وجعلت أهيل عليهم الحجارة ، من أعلاه فتتساقط فوقهم وأخذت ابل رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأخذوا يتخففوا من أثقالهم فخلفوا 30 بردة و30 رمح .
خير الرجال
قال صلى الله عليه وسلم: “خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة” (صحيح مسلم)، وقسم له من المغنم نصيب الراجل، والفارس معا، تقديرا لجهده، وبذله، فقد قام بمهمة الفرسان، والمشاة في وقت واحد. وفي اليوم التالي، تحدى رجل من الأنصار كان بطل المدينة في العدو، طالبا أن يسابقه أحدهم، فقبل سلمة التحدي، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فترك الخيار له، فاختار سلمة المسابقة، وانطلق، وبعد مسافة، توقف قليلا ليستبقي نفسه، ثم ركض بسرعة شديدة، حتى أمسك الأنصاري بين كتفيه، ففاز سلمة. لكن بعد أيام قليلة، فجع سلمة بعمه عامر ابن الأكوع المنشد ندي الصوت، وقاتل فيها، وأصابته ضربة في ساقه بقي أثرها فيه، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفث فيها، فبرئت، ربما ساور سلمة القلق على ساقه حينها، لكن شفاءها بلا شك أراح نفسه، كما شهد نموذجا للفروسية المتشبعة بالإيمان حينما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه، ووصفه بأنه يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا الأمر، غرس في نفس سلمة الارتباط الوثيق بين القوة البدنية، وتشبعها بالقوة الروحية، حيث يتملك الإيمان قوى الإنسان، ويتحكم فيها، ويرتقي بها.
وعن علاقته بالنبي صلى الله عليه وسلم، يقول عن نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه مرارا، واستغفر له مرارا، ودعا له مرارا، أثمر ذلك تعلق سلمة بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنه كان يصلي صلاة الضحى في موضع معين من المسجد، ولما سئل عن ذلك، ذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا الموضع لصلاة الضحى عنده، فاستجلاب الاقتداء يكون بإظهار الرحمة والسمو الخلقي من المقتدى به.
والمطالع لسيرة سلمة يجد أنه عاد للبادية، واستوطنها، وهو أمر لافت للنظر، لكن لماذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم لسلمة وقومه في العود للبادية، والعيش فيها؟ كان الإذن عاما من النبي صلى الله عليه وسلم لقبيلة أسلم، فقد أمرهم بذلك، وقال لهم: “تنسموا الرياح، واسكنوا الشعاب”، وربما كان ذلك حفاظا على صحتهم في أبدانهم، فبعض الأعراب كانت لا تناسبه بيئة المدينة الزراعية، وقد وقع مثل ذلك لبعض الأعراب قبل ذلك، وهم العرنيون أصحاب القصة المشهورة، وعلى هذا يدل أمره صلى الله عليه وسلم للقوم، بأن يحصلوا على متنفسات واسعة، وأن يسكنوا أماكن يستطيعون الحركة فيها، وبالنسبة لسلمة، فإنه سيحتاج لمكان فيه مساحات للعدو، والتريض، وربما لإظهار جواز البقاء في البادية لأهلها، ويبقى هذا الأمر في علم العزيز العليم. وأقدر أن هذا الأمر جرى بعد فتح مكة ، حيث لا هجرة بعد الفتح، وإنما عمل صالح، ونية، فقد زالت عوامل القلق، والتوتر عن المجتمع المسلم، وصار بإمكان أهل البادية العودة إليها إن شاؤوا، خاصة إن كانوا قد تشربوا العلم، وحملوه، وتهذبت روحهم بخلق الإسلام، وقيمه العالية.
لكن سلمة ظل ينزل المدينة، ويعود للبادية بين فترة، وأخرى، وثبت أنه كان من بين من يفتي من الصحابة، وروى عنه ابنه، وعدد من التابعين الحديث النبوي، حتى توفي في المدينة عام أربع وسبعين للهجرة عن تسعين عاما أو أقل قليلا.
الدروس المستفادة
القيام بالواجب قدر الإمكان، فسلمة المحارب، والعداء، هو سلمة المفتي، والذي يعيش مجتمعه، ويستجيب لاحتياجاته، فيذهب للبادية معلما، ويعود للمدينة معلما، كما أن الواجب يؤدى قدر المستطاع، مع الأخذ بزمام المبادرة، والتخطيط الحسن، الذي يراعي الظرف، والوسائل، مع الاستجابة للطوارئ، والعمل تحت الضغط، بدون إذهاب للموارد هدرا، والالتزام بالأهداف المخطط لها، مع عدم التشتت، إضافة إلى التعاون في إنجاز المهمة بين الأفراد، وإدراك القدرات والتميز، مع الحرص على تقليل الخسائر. علاوة على ذلك، يستوقفنا أمر هام، وهو ثمن النصر، فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة دفاعية، وتأديبية، فرد المغيرين، ومنع المفسدين، لكنه أوقف القتال، فلم يستعد هو والمسلمون لغارة تامة على غطفان، والغزو، والغارة عادة عربية، فتحويلها لحرب بعيد صلح الحديبية، وقبيل خيبر، ليس أمرا مفيدا، فالرد على هجوم عابر، أو ذي طابع تكتيكي برد ذي بعد استراتيجي مجازفة، قد تضيع الخطط بعيدة المدى.
من المهم كذلك، الإشارة لتحفيز الأفراد المبادرين، وتعضيد مواهبهم، وتنميتها، فقد كافأ النبي صلى الله عليه وسلم سلمة على جهده بضعف المعتاد، وذلك بناء على الدور الذي قام به، وحمايتها من عوارض الغرور، فالنبي صلى الله عليه وسلم أنصف سلمة بالإشادة به، لكنه في اليوم التالي حينما تحداه الأنصاري في السباق، واستأذن سلمة النبي صلى الله عليه وسلم في مسابقته ترك الخيار له، ولم يفرط في الثناء عليه، ولم يقم بتشجيعه حفاظا على نفس الأنصاري، وقومه، واكتفى سلمة بتسجيل فوزه على الطرف الآخر مسجلا احترافيته في العدو، كان هذا نهجا نبويا قويما، سجل في تشجيع الشباب على إبراز قدراتهم البدنية، والعقلية، فالنبي صلى الله عليه وسلم أجاز رافع بن خديج، وسمرة بن جندب رضي الله عنهما رغم صغر سنهما في أحد لبراعتهما، وقوتهما الجسمية. وفي المقابل، فإن الحفاظ على المنافسة في سياق جاد، وإبعادها عن إثارة التوتر، والنزعات من أي نوع كان أمر مطلوب للغاية، بحيث لا تخرج المنافسة عن غاياتها في تحفيز المواهب، وتعزيز الروح التنافسية، وتقوية حافز التميز.
الحالة النفسية
وفي إذنه صلى الله عليه وسلم لأسلم في الذهاب للبادية، أمر يلفت النظر فهي مراعاة للأحوال النفسية، والصحية، والاجتماعية، وإعادة توزيع للسكان بما يكفل لهم العيش وفقا لمألوفاتهم، وما اعتادوه في حياتهم، كما أن البادية كانت مهمة اقتصاديا للمدن العربية القليلة، فقد كانت توفر لها كثيرا من الاحتياجات، وتحافظ على الثروة الحيوانية عموما، كما توفر الخزان البشري للجزيرة العربية، وتحافظ على اللغة العربية على سليقتها، وقد أمر عمر رضي الله عنه الأعراب بمغادرة المدينة بعيد عام الرمادة. كما أن رعايته صلى الله عليه وسلم للمميزين تظهر في دعائه، واستغفاره، ومسحه على وجوههم، وإردافهم معه، بحيث يراهم الناس بمعيته صلى الله عليه وسلم، فيعرفون قربه منه، ويحترمونه، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أردف سلمة، ودعا له، واستغفر له، وهذا أمر محفز، يجعل الفرد يتعلق، ويرتبط بالقدوة العليا، ويحتذيه، هذا عدا عن بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، واستغفاره لسلمة، وما يعنيه ذلك من بركات، ونفحات على روح ذلك العبد المؤمن. وفي المقابل، فإن القيادة لا تعني الانفصال عن المجموع، بل الانتماء به، والالتصاق به، والتفاعل معه، وتقديم المثال الرفيع الذي يمكن احتذاؤه، فإن كان معصوما، فالاقتداء يتحقق بقدر الإمكان.
ثمار الدعوة
لقد كان إسلام سلمة بن الأكوع، وأسلم وغفار في لحظة هامة، استشرف فيها أبو ذر رضي الله عنه ثمار دعوته لعشرين عاما تقريبا، وانطلق بالقبيلتين، ودخل المدينة، ليكون ذلك مؤشرا على إنتاج لحظة تاريخية لاحقة صلح الحديبية، وما بعدها، ولما توثق النبي صلى الله عليه وسلم من تحقق أهداف البقاء في المدينة في نفوس قبيلة أسلم ترك الخيار لهم، وأذن لهم في البادية، وبقي سلمة في دوره المنوط به، يتحرك بين البادية، والمدينة، محافظا على دوره، وعلاقته وصلته بالمدينة، وأثره فيها. إن الاقتداء بالصحابة، يتحقق باتباعهم بإحسان، وهو ما يقتضي فهم الدروس، والعبر، والغايات، والانطلاق في تطبيق هذه الدروس مع إدراك الفوارق في الظروف، والوقائع، والاهتمام بتحقيق هذه الغايات، بأفضل الوسائل، إن إدراك النسبة والتناسب بين المثال، والواقع الراهن، والتعامل مع النموذج بالوعي اللازم، يضمن تحقق الفائدة الأقصى من هذا النموذج، وتفعيل جوانب التميز فيه، وفي المقابل، فإن مقام النبوة العالي يبقى هو الإطار الذي يحتوي الجوانب كافة، ويصوب بقية أفراد النموذج، في حين يتمكن الناس عبر النماذج الأخرى المصاحبة من الاستفادة من هذه النماذج، واتباعها بوعي، وبصيرة. رضي الله عن سلمة بن الأكوع، ورفع درجته في عليين، وألحقنا به في الصالحين.
وفاته
عن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان خرج سلمة إلى الربذة وتزوج هناك امرأة فولدت له أولادا وقبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة قال الواقدي وجماعة توفي سنة أربع وسبعين قلت كان من أبناء التسعين وحديثه من عوالي صحيح البخاري. وجعل الزركلي وفاته سنة 74 هـ الموافق 693 م.
شجاعته
حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومن لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك كل قد حدث في غزوة ذي قرد بعض الحديث أنه كان أول من نذر بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع غداً يريد الغابة متوشحاً قوسه ونبله ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله معه فرس له يقوده حتى إذا علا ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم فأشرف إلى ناحية سلع ثم صرخ وا صباحاه ثم خرج يشتد في آثار القوم وكان مثل السبع حتى لحق القوم فجعل يردهم بالنبل ويقول إذا رمى:
خذها وأنا ابن الأكوع
واليوم يوم الرضع
فإذا وجهت الخيل نحوه انطلق هارباً ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى ثم قال:
خذها وأنا ابن الأكوع
واليوم يوم الرضع
سلمة بن الأكوع صحابي شهد معركة مؤتة، وهو من أهل بيعة الرضوان.
وكان من أبرز قوات المشاة، وبذلك قال فيه رسول الله في غزوة ذي قرد ««خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة «»
تاريخ ومكان الوفاة: 693 م، المدينة المنورة،
حدثناه محمد بن المثنى. حدثنا مكي. قال: يزيد أخبرنا، قال: كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف. فقلت له: يا أبا مسلم! أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة.
قال: رأيت النبي يتحرى الصلاة عندها(عند الأسطوانة) هي المعروفة بأسطوانة المهاجرين.
وذكر الحافظ العسقلاني: أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها. وروى عن الصديقة أنها كانت تقول: لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام. وإنها أسرتها إلى ابن الزبير فكان يكثر الصلاة عندها