كشفت دراسة حديثة لعلماء الجيولوجيا من الجامعة الوطنية الأسترالية، عن كرة عملاقة من المعدن السائل داخل نواة كوكب الأرض، مسؤولة عن إنشاء المجال المغناطيسي للأرض والحفاظ عليه.
وقال العلماء: يبلغ نصف قطر اللب الخارجي للأرض نحو 3480 كيلومترا، مما يجعله أكبر قليلا من كوكب المريخ، ويتكون بشكل أساسي من الحديد والنيكل، مع بعض آثار العناصر الأخف مثل "السيليكون، الأكسجين، الكبريت، الهيدروجين والكربون"، وإن الجزء السفلي من اللب الخارجي أكثر سخونة من الجزء العلوي،والفرق في درجة الحرارة يجعل المعدن السائل يتحرك مثل الماء في وعاء يغلي على الموقد، وتسمى هذه العملية بـ "الحمل الحراري"، وهذه الحركة المستمرة تعني أن كل المواد في اللب الخارجي مختلطة بشكل جيد وموحدة.
وأضافوا: باستخدام طريقة جديدة لدراسة هذه الموجات، اكتشفنا وجود منطقة كبيرة على شكل "دونات" من النواة حول خط الاستواء، يبلغ سمكها بضع مئات من الكيلومترات، ونعتقد أن هذه المنطقة تحتوي على عناصر أخف وزنا مثل "السيليكون والأكسجين"، وقد تلعب دورا حاسما في التيارات الهائلة من المعدن السائل الذي يجري عبر النواة، والذي يولد المجال المغناطيسي للأرض.
من جهته ذكر هرفوي تكالتشيتش، أستاذ ورئيس قسم الجيوفيزياء: أن الحركة المضطربة للمعدن السائل في هذه الدوامات تخلق "المولد الجيولوجي" المسؤول عن إنشاء المجال المغناطيسي للأرض والحفاظ عليه.
وأشار العلماء، إلى أن دوران الأرض والنواة الداخلية الصلبة الصغيرة يجعل سائل النواة الخارجية ينظم نفسه في دوامات عمودية طويلة تسير في اتجاه الشمال والجنوب، وإن الحركة المضطربة للمعدن السائل في هذه الدوامات تخلق المولد الجيولوجي المسؤول عن إنشاء المجال المغناطيسي للأرض والحفاظ عليه، ويحمي هذا المجال المغناطيسي الكوكب من الرياح الشمسية الضارة والإشعاع، مما يجعل الحياة ممكنة على السطح.