تحت شعار «قضايا مستجدة وتأصيل شرعي»، انطلقت اليوم في مدينة «إسطنبول» التركية أولى فعاليات «المنتدى الدولي الحادي عشر لقضايا الوقف الفقهية»، والذي تنظمه «الأمانة العامة للأوقاف» بالتعاون مع «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية»، و«رئاسة الشؤون الدينية» هناك.
وقد شهد حفل الافتتاح زخمًا كبيرًا من خلال الكلمات التي ألقاها ممثلو الجهات المنظمة والمشاركة والدولة المضيفة والعلماء والباحثين المتخصصين، ما يعكس المكانة الكبيرة لهذا المنتدى الفقهي الوقفي الهام والدور المأمول منه لمأسسة كل ما يتعلق بالوقف وشؤون الواقفين وأمانات الأوقاف في العالم الإسلامي، من خلال تدارس قضايا الوقف المستجدة، والتأصيل الشرعي لها، انطلاقًا من الدور الذي تقوم به دولة الكويت ممثلةً بالأمانة العامة للأوقاف، باعتبارها «الدولة المنسقة لجهود الدول الإسلامية في مجال الوقف على مستوى العالم الإسلامي» وفقًا لقرار المؤتمر السادس لوزراء أوقاف الدول الإسلامية المنعقد سنة 1997م، في العاصمة الإندونيسية «جاكرتا».
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني للدولة المضيفة والسلام الوطني لدولة الكويت، وتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور سليم أرجون، نائب رئيس الشؤون الدينية بالجمهورية التركية، كلمة رئاسة الشؤون الدينية، داعيًا فيها إلى إعادة النظر في الأحكام الفقهية والاجتهادات المتعلقة بالأوقاف، وإلى بذل مزيد من الدراسات في مجال قانون الأوقاف، منوهًا بدور الوقف في تحقيق التنمية المستدامة، والحد من مشكلات الفقر، وأعرب عن شكره وتقديره لدولة الكويت ومكانتها وجهودها الاستثنائية، واهتمامها البالغ بإدارة ملف الأوقاف في العالم الإسلامي.
كما ألقت نائب الأمين العام للإدارة والخدمات المساندة بالأمانة العامة للأوقاف، السيدة أمل الدلال، كلمة الأمانة أكدت فيها أن إحياء سنة الوقف الشريفة أحد أهم الأهداف الإستراتيجية، راجية أن تكون قرارات وتوصيات المنتدى الحالي كسابقيه نبراس هدى للمسلمين في العالم، بتناوله القضايا الفقهية المستجدة في مجال الوقف، واقتراح الحلول الشرعية لها.
وألقى الدكتور عبد الله المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كلمة تضمنت دور المنتدى في تدارس قضايا الوقف الفقهية المستجدة، وبحث مشكلاته المعاصرة، وتأصيل نظرياته، وتقديم الاستشارات والخبرات للمؤسسات الوقفية في العالم، والدور الحضاري للوقف في بناء الأمة، مشيدًا بالشراكة الإستراتيجية مع الأمانة العامة للأوقاف، كمؤسسة وقفية عريقة، والتي امتدت لأكثر من ثلاث عقود.
وشارك رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الشيخ الدكتور خالد المذكور بكلمة تحدث فيها عن أمانة الأوقاف كأحد صور الصحوة الوقفية الإسلامية، داعيًا للعودة لتراثنا العلمي في استنباط صور متجددة للأوقاف، ونوه إلى دور اللجنة العلمية في لم شتات مسائل الوقف الفقهية، بما يعين المؤسسات الوقفية في كافة أرجاء العالم الإسلامي.
 
وألقى كلمة المشاركين الدكتور علي محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مثمنًا دور دولة الكويت والأمانة العامة للأوقاف تجاه قضايا إحياء الوقف وتأصيل علومه والانطلاق به نحو التفعيل والتطوير والتجديد، مقترحًا: إنشاء بنك وقفي عالمي لاستثمار أموال الوقف والواقفين، وإنشاء منظمة دولية للوقف.
وقبيل انتهاء فعاليات الحفل، كرمت الأمانة العامة للأوقاف رئاسة الشؤون الدينية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وسفارة دولة الكويت في الجمهورية التركية، ورئيس اللجنة العلمية للمنتدى، ثم أُعلن موعد بدء الجلسات العلمية للمنتدى.