أعلنت الأمم المتحدة مواجهة نحو 133 ألف شخص «انعداماً كارثياً» للأمن الغذائي شمال غزة، لافتة إلى انهيار الأنظمة الغذائية الزراعية في القطاع وتدمير الإنتاج المحلي للغذاء.

جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء حول حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة، بحث خلالها مخاطر المجاعة شمال قطاع غزة.

واستمع المجلس إلى إحاطة من كل من مدير مكتب الطوارئ والصمود بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» راين بولسون ومساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي كيريس.

من جانبه قال بولسون إن «رجالاً ونساء وفتياناً وفتيات يتضورون جوعاً بشكل فعلي فيما يستعر الصراع وتمنع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين».

واستشهد بولسون بتحذير لجنة مراجعة المجاعة بشأن وجود احتمال كبير بأن المجاعة «تحدث الآن أو أنها وشيكة الحدوث» في مناطق بشمال قطاع غزة.

وأفاد بأن التحليلات الجغرافية المكانية تشير إلى أن ما يقرب من 70 بالمئة من أراضي المحاصيل – التي ساهمت في ثلث الاستهلاك المحلي – دمرت أو لحقت بها أضرار منذ بدء تصاعد الأعمال القتالية في الحرب على غزة.

وأوضح مدير مكتب الطوارئ لـ«فاو» أن غزة – قبل اندلاع الحرب العام الماضي – كانت مكتفية ذاتياً إلى حد كبير بالإنتاج الحيواني والمحاصيل الزراعية.

وحذّر من أن الدمار الواسع لأنظمة الأغذية الزراعية بالقطاع فاقم الأزمة الإنسانية والجوع وزاد مخاطر المجاعة»، مؤكداً أن الوقت ما يزال متاحاً لإنقاذ الأرواح وذلك «حتمية إنسانية ومسؤولية أخلاقية».

وقال المسؤول الأممي إنه «بحلول وقت إعلان المجاعة سيكون الناس لقوا حتفهم بالفعل من الجوع مع حدوث عواقب لا يمكن تغييرها تستمر لأجيال»، منبهاً بأن فرصة تقديم هذه المساعدة «متاحة الآن وليس غداً».

وجدد بولسون الدعوة لبذل جهود دبلوماسية عاجلة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع بما في ذلك المجاعة في قطاع غزة، مناشداً أطراف الصراع تحمل مسؤولياتها التي تحتم حماية البنية المدنية الضرورية لتوصيل المساعدات الإنسانية وضمان عمل أنظمة الأغذية أثناء الصراع المسلح.

من جهتها تحدثت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان حول التقرير الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي حذر من الاحتمال القوي لحدوث مجاعة وشيكة بالقطاع واصفة الأوضاع الإنسانية والحقوقية للفلسطينيين في أنحاء غزة بأنها «كارثية».

وأضافت كيريس في إحاطتها أن القيود المشددة المفروضة من الاحتلال الإسرائيلي على دخول وتوزيع السلع والخدمات الضرورية لحياة المدنيين – في أبريل الماضي – اوجدت مخاطر المجاعة والتجويع في غزة.

وشددت على «أن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب محظور تماماً بموجب القانون الدولي».

ونبهت كيريس بأن أعمال الاحتلال «لا تهدف فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب ولكنها تشير أيضا إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة».

وأشارت مساعدة الأمين العام مرة أخرى لدعوة لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي للعمل لمنع الوضع الكارثي في شمال غزة أو تخفيفه.

ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ كل الخطوات في إطار سلطته بموجب ميثاق الأمم المتحدة للتأثير على الأطراف لإنهاء الانتهاكات وتيسير الوصول الإنساني المحايد وحماية المدنيين.