تنطلق النسخة السادسة والعشرون من كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي تستضيفها الكويت من 21 ديسمبر الجاري حتى الثالث من يناير المقبل، ومن المأمول أن تشهد منافسة استثنائية بفضل الجهوزية العالية لسبعة منتخبات من أصل ثمانية مشاركة في البطولة.
وتقام “ خليجي 26 “ في خضم خوض جل المنتخبات منافسات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والتي يشارك فيها 18 منتخبا تم توزيعها على ثلاث مجموعات، بحيث يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى المونديال مباشرة، في حين تتحول المنتخبات صاحبة المركزين الثالث والرابع إلى المرحلة الرابعة.
وباستثناء المنتخب اليمني، فإن باقي المنتخبات الأخرى وهي: قطر، والسعودية، والكويت، والإمارات، والعراق، والبحرين وعُمان، تشارك في المرحلة الحالية من التصفيات المونديالية، وخاضت حتى الآن ست جولات، بانتظار استكمال الجولات الأربع المتبقية خلال نافذتي الاتحاد الدولي لكرة القدم في شهري مارس ويونيو المقبلين 2025 بواقع مواجهتين في كل نافذة.
وسيكون رهان كأس الخليج مناسبة مثالية للمنتخبات السبعة، من أجل الحفاظ على كامل الجهوزية قبل استكمال مشوار التصفيات، خصوصا في ظل فراغ عدم وجود فترات توقف دولية خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيقف عائقا أمام خوض معسكرات ومباريات ودية تحضيرية، في ظل وجود استحقاقات محلية وقارية على مستوى الأندية حسب الروزنامة الموسمية التي يضعها كل اتحاد على حدة.
وكانت قرعة كأس الخليج، التي سحبت يوم التاسع من نوفمبر الماضي، قد أسفرت عن تواجد منتخبات الكويت صاحبة الأرض، وقطر، والإمارات، وسلطنة عُمان في المجموعة الأولى، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات العراق حامل اللقب، والسعودية، والبحرين، واليمن.
وستجد المنتخبات في البطولة مجالا رحبا من أجل تعزيز الإيجابيات التي ظهرت خلال التصفيات المونديالية، وعلاج بواطن الضعف قبل العودة إلى المنافسة مجددا خلال شهر مارس المقبل، خصوصا للمنتخبات التي لم تقدم المستويات المطلوبة ولم تحقق النتائج المأمولة، لتجد في معترك “ خليجي 26 “ مناسبة مثالية لاختبار القدرات الفنية للاعبين والمدربين في مواجهة فرق تعتبر بكامل الجهوزية، وتنافس بقوة من أجل الوصول إلى المونديال.
ولا تعيش المنتخبات الخليجية وضعية مثالية في التصفيات حتى الآن، فباستثناء المنتخب العراقي، لا يحتل أي منتخب من المنتخبات الأخرى مركزا مؤهلا مباشرا إلى المونديال، الأمر الذي يتطلب مراجعة شاملة للجولات الست السابقة، وتصحيح بعض الأمور من أجل تصويب المسار قبل استئناف المنافسة.
وتتوزع المنتخبات الخليجية على المجموعات الثلاث للمرحلة الحالية من التصفيات، بحيث يتواجد المنتخبان القطري والإماراتي في المجموعة الأولى، في حين تتواجد منتخبات العراق وعمان والكويت في المجموعة الثانية، فيما يلعب المنتخبان السعودي والبحريني في المجموعة الثالثة.
العنابي يأمل العودة
في المجموعة الأولى، حيث يتواجد حاليا في المركز الرابع برصيد 7 نقاط فقط، جناها من انتصارين وتعادل مقابل ثلاث خسائر، بفارق كبير عن المنتخب الإيراني المتصدر برصيد 16 نقطة، فيما يأتي المنتخب الأوزبكي ثانيا برصيد 13 نقطة.
وقوضت بعض النتائج المفاجئة لبطل آسيا في النسختين الأخيرتين 2019 و2023 آمال التأهل المباشر الذي بات مشروطا بالانتصار في الجولات الأربع الأخيرة، مقابل تعثر المنتخب الأوزبكي من أجل اللحاق بالمركز الثاني، وبالتالي يبدو منطقيا أن المنتخب القطري مطالب بالحفاظ على الفارق عن المنتخبين القيرغيزي الخامس برصيد 3 نقاط، والكوري الشمالي الأخير برصيد نقطتين، من أجل البقاء في المركز الرابع المؤدي إلى المرحلة الأخيرة التي تشارك بها ستة منتخبات (أصحاب المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث) سيتم توزيعها عل مجموعتين، تلعب كل مجموعة دوريا من مرحلة واحدة، على أن يتأهل صاحبا المركز الأول في كل مجموعة إلى المونديال، فيما يخوض صاحبا المركز الثاني ملحقا قاريا للتأهل إلى الملحق العالمي.
طفرة إماراتية
تبدو وضعية المنتخب الإماراتي في تصفيات مونديال 2026 أفضل نسبيا، من خلال تواجده في المركز الثالث بالمجموعة الأولى خلال المرحلة الثالثة للتصفيات، برصيد 10 نقاط، على بعد ثلاث نقاط من منتخب أوزبكستان صاحب المركز الثاني، ما يُبقي الحظوظ قائمة من أجل التأهل المباشر، شريطة تجسير فارق النقاط الثلاث من خلال تحقيق نتائج جيدة في الجولات الأربع الأخيرة، في حين أن البقاء في المركز الحالي حتى نهاية المرحلة يعني التحول رفقة المنتخب القطري إلى المرحلة الرابعة.
ويتواجد المنتخبان القطري والإماراتي في المجوعة الأولى من كأس الخليج، وسيلتقيان في اليوم الافتتاحي للبطولة 21 ديسمبر على استاد جابر المبارك، دون أن يكون لتلك المواجهة أي تأثير تنافسي مباشر على مستوى التصفيات المونديالية؛ ذلك أن المنتخبين فرغا من مواجهتي التصفيات، حيث التقيا ذهابا في الدوحة خلال شهر سبتمبر الماضي في استهلال المشوار، وإيابا في أبوظبي يوم 14 نوفمبر الماضي في الجولة السادسة، وفاز المنتخب الإماراتي في المواجهتين.
العراق يبحث عن الفرصة
ويحتل المنتخب العراقي المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر، حيث يعد المنتخب العراقي الوحيد بين المنتخبات السبعة الذي يحتل مركزا مؤهلا مباشرة إلى المونديال، لكنه ليس في مأمن من المنتخب الأردني الثالث برصيد 9 نقاط.
في حين يتواجد المنتخب العماني في المركز الرابع برصيد 6 نقاط، بفارق نقطتين عن المنتخب الكويتي الخامس، فيما يحتل المنتخب الفلسطيني المركز الأخير برصيد 3 نقاط.
ولن يلتقي المنتخب العراقي مع أي من منتخبات المجموعة في بطولة كأس الخليج، في حين ثمة مواجهة متكررة بين المنتخبين العماني والكويتي في المجموعة الأولى من كأس الخليج، حيث يلتقيان في المباراة الافتتاحية يوم 21 ديسمبر على استاد جابر الدولي، على أن تتجدد المواجهة في التصفيات المونديالية في الجولة الثامنة يوم 25 مارس المقبل على الاستاد نفسه، علما بأن المنتخبين التقيا في مباراة الذهاب في مسقط يوم العاشر من أكتوبر الماضي، وفاز المنتخب العماني برباعية نظيفة.
وتتفاوت حظوظ المنتخبات الخليجية الثلاثة في التأهل؛ إذ يملك المنتخب العراقي الفرصة الكاملة للتأهل المباشر شريطة الحفاظ على مركزه الحالي الثاني في الجولات الأربع الأخيرة، في حين يبدو أن المنتخبين العماني والكويتي مطالبان بتحقيق نتائج استثنائية عند استكمال المشوار من أجل المنافسة على التأهل المباشر، أو التواجد في أحد المركزين الثالث والرابع من أجل التحول إلى المرحلة الأخيرة.
وضعية غير مريحة
في المجموعة الثالثة يعيش المنتخبان السعودي والبحريني وضعية غير مريحة، في ظل نتائج غير متوقعة في الجولات الست الأولى بالمجموعة، التي قطع فيها المنتخب الياباني شوطا كبيرا نحو التأهل، بعدما جمع 16 نقطة، ليغرد وحيدا في الصدارة بفارق تسع نقاط كاملة عن أقرب مطارديه المنتخب الأسترالي الثاني برصيد 7 نقاط، فبات بحاجة إلى ثلاث نقاط من أصل 12 متاحة، لضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم رسميا وبشكل مبكر. الغريب في المجموعة أن المنتخبات الأربعة المتبقية وهي إندونيسيا، والسعودية، والبحرين، والصين، تحتل المراكز من الثالث إلى السادس بالرصيد نفسه البالغ 6 نقاط، فيما يعود الترتيب إلى فارق الأهداف فقط.
المنتخب السعودي الذي اعتاد أن يضمن مقعدا في نهائيات كأس العالم كما فعل في النسختين الماضيتين من المونديال، لم يقدم المستوى المنتظر في التصفيات الحالية، مكتفيا بانتصار واحد وثلاثة تعادلات، الأمر الذي قضى بالاستغناء عن الجهاز الفني السابق بقيادة الإيطالي روبرتو مانشيني.
وإعادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، دون ان يأتِ هذا الأخير بجديد حتى الآن، حيث خسر المنتخب السعودي أمام إندونيسيا بهدفين دون رد في جاكرتا خلال الجولة الماضية السادسة.
وبالنتائج نفسها وبالرصيد ذاته ظهر المنتخب البحريني الباحث عن التأهل الأول في تاريخه إلى المونديال، حيث كان قد فرط بفوز على المنتخب الأسترالي في المنامة مكتفا بالتعادل.
الفرصة محصورة فقط في مركز ثان مؤهل إلى المونديال عن المجموعة، بعد الفارق الذي حققه المنتخب الياباني عن البقية، والمهمة ليست سهلة للمنتخبين الخليجيين في ظل شراسة كبيرة للمنتخبين الإندونيسي والصيني.
البحث عن تصحيح المسار لجل المنتخبات الخليجية في التصفيات المونديالية يفرض الاستفادة القصوى من كأس الخليج في نسختها السادسة والعشرين للتنافس بقوة، ورفع درجة الجاهزية وعلاج السلبيات، وتعزيز الإيجابيات بهدف العودة القوية إلى التصفيات اعتبارا من شهر مارس المقبل.