طور فريق بحثي صيني من معهد الشمال الغربي للبيئة الإيكولوجية والموارد الطبيعية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، مادة كيميائية لتثبيت الرمال مناسبة للاستخدام في المناطق الصحراوية الباردة، من المتوقع أن تستخدم كأداة جديدة للتحكم في الرمال ومنع التصحر في مثل هذه المناطق.
وقام الباحثون بتعديل عوامل تثبيت الرمل المصنوعة من مادة البولي يوريثين التي تنقلها أسيتات السليلوز عن طريق دمج الغليسرين ثلاثي غليسيديل الأثير والغليسرين لتعزيز مقاومة الصقيع، وأثبتت التجارب أن هذا العامل الجديد المقاوم للصقيع والمثبت للرمل يظهر قابلية ممتازة للتحلل، حيث تتطاير المواد الأساسية أثناء عملية التحلل الحراري مطلقة بخار الماء والأمونيا وثاني أوكسيد الكربون ما يضمن عدم حدوث تلوث بيئي، وبالإضافة إلى ذلك تظل قوة توحيد عامل تثبيت الرمال المذكور مستقرة في ظل ظروف درجات الحرارة المنخفضة التي تقل عن 20 درجة مئوية تحت الصفر ما يشكل ميزة حاسمة ضرورية في المناطق المرتفعة والمناطق الصحراوية على ارتفاعات عالية.
وأثبتت التطبيقات الميدانية أن هذا العامل لا يعمل على تثبيت الرمال المتحركة بشكل فعّال فحسب، بل يعزز أيضا نمو النبات ليوفر بالتالي دعماً قوياً للاستعادة الإيكولوجية في المناطق الصحراوية.
وقال الباحث ليو بن لي من المعهد: إن الظروف البيئية في المناطق الصحراوية الباردة قاسية للغاية، ما يوجب ألا تمتلك مواد تثبيت الرمل مقاومة قوية لدرجات الحرارة المنخفضة فحسب، بل أن تظهر أيضاً نفاذية ممتازة للأوكسجين وخصائص مقاومة التجمد، ودون إعاقة إنبات بذور النباتات.
وأضاف: إن تصنيع هذا الإنجاز البحثي العلمي سيعزز أيضاً تطوير صناعة مواد تثبيت الرمال الصديقة للبيئة.
ويعد تطبيق المواد الكيميائية لتثبيت الرمال المتحركة أحد الطرق الأساسية لمكافحة التصحر، حيث يتضمن هذا النهج استخدام مواد كيميائية لاصقة لربط جزيئات الرمل السائبة معا ما يخفف بالتالي من زحف الرمال التي تهب عليها الرياح، ومع ذلك تم تصميم المواد الكيميائية التقليدية لتثبيت الرمال بشكل أساسي في المناطق الحارة والقاحلة، أما في المناطق الصحراوية الباردة أو المرتفعة مثل هضبة تشينغهاي- شيتسانغ وهضبة منغوليا الواقعة في شمال غربي وجنوب غربي وشمالي الصين، فإن درجات الحرارة الأكثر برودة غالباً ما تجعل الطرق التقليدية للتحكم في الرمال غير فعالة.