لم تكن الكويت وطنا لأهلها فحسب إنما مقصدا لكل سائل ومريد ومدرسة لنهج متأصل بقيم العطاء والخير أسسها الآباء والأجداد وخلدتها الأيام على مر التاريخ منها معروف وموثق ويعود إلى 400 عام دون في الكتب والمخطوطات والوثائق أما جذور العمل الخيري التي امتدت عميقا عبر تاريخها قبل ظهور النفط فكانت وستبقى علامة فارقة طبقت شهرتها الآفاق.
ومنذ عام 1613 وحتى يومنا هذا لم يغب العطاء عن أرض الكويت التي سطر أبناؤها حكاما وشعبا أروع الأمثلة في عمل الخير والعطاء غير المحدود على جميع الأصعدة حتى أصبح العمل الخيري سمة الكويت والكويتيين.
ولأن العمل الخيري ليس سلوكا لدى الكويتيين فحسب بل هو نهج راسخ أيضا لدى حكام الكويت الذين كتب التاريخ مآثرهم ومحاسنهم بحروف من ذهب مثل (جابر العيش) و(جابر العثرات) والشيخ مبارك الصباح الذي أسس مضيف (عيش بن عمير) كما أسست في عهده أول جمعية خيرية كويتية عام 1913 وهي الجمعية الخيرية العربية على يد فرحان الخضير.
أعلنت المبرة الإسلامية الخيرية عن تواصل جهودها الخيرية والإنسانية داخل الكويت عبر العديد من المشروعات التي تهدف إلى تقديم يد العون للأيتام والمعاقين وطلاب العلم والأسر المتعففة ، بالإضافة إلى تنفيذ المشروعات الموسمية لشهر رمضان المبارك خلال الشهر الكريم ولا سيما توزيع وجبات إفطار الصائم والسلة الرمضانية للأسر المحتاجة تحت شعار « أسعدُ الناس من أسعد الناس»
وقال رئيس مجلس إدارة المبرة منصور اللوغاني: رمضان هو شهر الجود والكرم والتكافل والتراحم بين المسلمين، ولذلك تواصل المبرة دعمها للأسر المتعففة، وبخاصة من خلال مشروعها الموسمي السنوي إفطار الصائم، والذي سيتم تنفيذه هذا العام من خلال توزيع السلال الغذائية والوجبات بالإضافة إلى بطاقات شراء المواد الغذائية من المجمعات وذلك وقوفا إلى جوار إخواننا المقيمين معنا في هذا البلد الطيب ومساعدة العمال ودعم الأسر المتعففة .
أسعدُ الناس من أسعد الناس
وأشار اللوغاني إلى تنوع جهود المبرة الخيرية في شهر رمضان المبارك لكافة الفئات المحتاجة، موضحا أن المبرة ترفع شعارها الدائم «أسعدُ الناس من أسعد الناس».
وقال : قد شاهدنا ولامسنا الفرحة والسرور لا تفارق وجوه المستفيدين من مشاريع المبرة والتي تشمل مساعدة الطلبة المحتاجين وتخفيف العبء عن الأسر المتعففة ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى استمرار توزيع المياه ضمن مشروع سقيا الماء، كما تعمل المبرة على تنفيذ عدد من المشاريع لخدمة القرآن الكريم ورعاية حلقات تحفيظ وتعليم القرآن الكريم.
وبين اللوغاني أن المبرة الإسلامية الخيرية واحدة من مؤسسات الخير الكويتية التي تعمل على تخفيف معاناة المحتاجين من الأيتام وطلاب العلم والأسر المتعففة والمعاقين داخل دولة الكويت .
وتسعى المبرة الى خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية بكفاءة واحتراف بالوسائل الإبداعية والمتطورة الحديثة، لإقامة المشاريع الخيرية والإنسانية في بلدنا الحبيب الكويت انطلاقا من شعار (أسعدُ الناس من أسعد الناس) للمساهمة في تقديم جميع أنواع المساعدات الإنسانية لخدمة الفرد والمجتمع.
خيرنا في ديرتنا
وتحدث اللوغاني عن خبرة المبرة وتخصصها في العمل داخل الكويت وقال : أهل الكويت ضربوا مثالا حيا في حب الخير والحرص على مساعدة المحتاج، إلى أن وصل خير الكويت كل أنحاء العالم، والمطلع على مسيرة المبرة الإسلامية الخيرية ومنذ نشأتها يجدها تعمل جاهدة على تطوير أنشطتها ومشاريعها الخيرية المختلفة لما فيه خير هذا البلد المعطاء وخدمة مجتمعه، وإن أسرة المبرة سعت إلى إضفاء أجواء من السعادة والفرح على الشباب والأسر المتعففة بعملها الخيري المتمثل في «خيرنا بديرتنا» والتي تحمله كشعار وعمل بذلك، وما رأينا إلا القبول من الجمهور والترحيب لمثل تلك الأعمال الخيرية السخية التي جبل عليها أهل الكويت سواء المواطنون وحتى المقيمون على هذه الأرض الطيبة ونسأل الله أن يعيننا على مد يد العون لكل محتاج.
مشروع إفطار الصائم
مشروع إفطار الصائم من أبرز المشاريع الخيرية الموسمية التي تنفذها المبرة الإسلامية الخيرية في شهر رمضان المبارك من كل عام، على هيئة سلال غذائية للأسر المحتاجة والعمالة المحتاجة، تحقيقا لمعاني التراحم والتكافل بين المسلمين وبعضهم البعض في هذا الشهر المبارك.
وبحمد الله يقوم متطوعون من المبرة بتوزيع السلال الرمضانية والوجبات على الأسر المتعففة في عدة مناطق داخل الكويت ، وقد اشتملت على مواد تموينية وغذائية ضرورية لتجهيز وجبة الإفطار.
وإلى جانب مشروع إفطار الصائم نفذت المبرة مشروع توزيع كراسي على ذوي الاحتياجات الخاصة ، كما نعمل على توزيع كسوة العيد في نهاية الشهر الكريم على الأسر المتعففة على شكل كوبون مشتريات من أسواق الملابس المعروفة بهدف التخفيف من أعباء الأسر وإدخال البهجة والسرور عليهم وعلى أبنائهم
مشروعات متنوعة
وعن تنوع مشروعات المبرة الخيرية قال اللوغاني : لدينا عدة مشاريع متنوعة لخدمة شرائح مختلفة من المحتاجين ومنها مشروع «فرحة لدعم الأسر المتعففة» فكثير من الأسر المتعففة في ديرتنا الحبيبة الكويت تعاني من أوضاع بالغة الصعوبة ، ودعم أهل الخير لهم مهما كان بسيطاً لكن راح يفرق بمشيئة في تحسين أحوالهم ، قال الله تعالى: «ومَّا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ» ، ودعم الأسر المحتاجة والتبرع لها يدخل في دائرة تفريج الكربات وإدخال السرور على أسرة بأكملها
وهناك أيضا مشروع «دعم طالب العلم» وهو مشروع تعليمي يتم من خلاله تقديم المنح الدراسية ودفع تكاليف المتعثرين في الرسوم الجامعية والمدرسية وذوي الاحتياجات الخاصة والفئة المستهدفة من المشروع الطلبة المتميزون والجامعيون غير القادرين على سداد الرسوم الدراسية وتقديم المنح الدراسية والمالية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها أيضا مشروع «سقيا الماء» وهو مشروع انساني يتم من خلاله تقديم صدقة الماء للمحتاجين وغيرهم طوال العام في الكويت ونستهدف في هذا المشروع المساجد وعمال النظافة والمهنيين.
هذا بالإضافة إلى مشروع الماهر لخدمة القرآن الكريم ومشروع سنبلة لدفع البلاء والصدقات والزكوات.
خدمة القرآن الكريم
وقد اتخذت المبرة الإسلامية الخيرية من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» شعارا لها وآلت على نفسها أن تعمل مجتهدة على خدمة القرآن الكريم وعلومه ومساعدة الأبناء على حفظه وربطهم الأمة بكتاب الله تعلما وتعليما، وإعداد جيل صالح ينشأ على أخلاق القرآن وآدابه وأحكامه، وشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالخير والسعادة.
ومن أبرز مشاريع المبرة القرآنية مشروع الماهر للحلقات والأسانيد القرآنية الذي تشرف المبرة على تنفيذه داخل الكويت.
مشروع سقيا الماء
وأما مشروع سقيا الماء يستهدف توزيع المياه على المساجد والمستشفيات وعلى من يعملون في الحر من العمال والمحتاجين، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسقي الماء، وحث عليه وجعل من أعظم الصدقات سقي الماء.
ويقوم متطوعو المبرة مؤخرا بتوزيع المياه على عدد المساجد في عدد من مناطق الكويت، بالإضافة إلى استمرار توزيع الماء على العمال لخفيف معاناتهم.
تبريد الأكباد في الأجواء شديدة الحرارة من أعظم أبواب الأجر التي تقود صاحبها إلى الأجر و الفوز بالجنان قال ابن بطال رحمه الله تعالى: سقي الماء من أعظم القربات إلى الله تعالى، كما قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء.
وختم اللوغاني بتوجيه الشكر إلى أهل الخير لإسعاد إخوانهم وأخواتهم المعسرين وإضفاء السعادة على قلوبهم، مستذكرا الشعار الذي كان أهل الخير سببا فيه «أسعد الناس من أسعد الناس»، داعيا أهل الخير إلى دعم مشاريع المبرة من خلال التبرع على موقعها على الإنترنت khairkw.org أو من خلال الخط الساخن 94113411، راجيا من الله العلي القدير التوفيق والسداد والقبول، وأن يحفظ الكويت وأهلها وجميع بلاد المسلمين من البلاء والوباء وسيئ الأسقام.