تشارك الكويت دول العالم الاحتفال بيوم الصحة العالمي الذي يصادف اليوم الإثنين، ويحمل هذا العام شعار «بداية صحية لمستقبل واعد»، وتدشّن فيه منظمة الصحة العالمية حملة توعية تستمر عاماً تعنى بصحة الأمهات والمواليد والأطفال لضمان حصولهم على رعاية عالية الجودة.
ومن خلال هذه الحملة تدعو المنظمة في رسالتها الحكومات والمجتمعات الصحية إلى تكثيف الجهود في مختلف أنحاء العالم والتركيز على موضوع حالات وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها، وإعطاء الأولوية لصحة المرأة ورفاهها على المدى الطويل علاوة على الدعوة إلى دعم الصحة في مرحلتي الحمل والولادة وما بعد الولادة.
وفي دراسة حديثة للمنظمة تشير التقديرات إلى أن نحو 300 ألف امرأة يفقدن حياتها كل عام بسبب الحمل أو الولادة، وأن أكثر من مليوني مولود يتوفون في شهرهم الأول بينما يولد نحو مليونين آخرين متوفين.
وعن جهود وزارة الصحة الكويتية لتعزيز صحة الأمومة والطفولة، أكد المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور عبدالله السند اليوم، أن الوزارة ماضية في التزامها الراسخ برعاية صحة الأم والطفل إدراكاً منها بأن اللحظات الأولى من الحياة تشكل الأساس المتين لبناء إنسان سليم ومجتمع معافى.
وقال السند إن الوزارة تواصل تنفيذ برامج نوعية تعنى بالأم منذ بداية الحمل وتمد يد العناية للطفل في أيامه الأولى وترافقه في مراحل نموه، بما يشمل الرعاية الطبية الشاملة والتوعية والتغذية والتحصين عبر منظومة صحية تتكامل فيها الوقاية مع العلاج والرعاية مع التمكين.
وأوضح أن هذا التوجّه الوطني ينسجم مع رؤية «كويت 2035» التي جعلت الرعاية الصحية عالية الجودة أحد مرتكزاتها الرئيسية بالتوازي مع أهداف التنمية المستدامة لاسيما الهدف الثالث المتعلق بالصحة والرفاه الذي يشدد على أهمية توفير سبل العيش الكريم والصحي لأفراد المجتمع كافة في مختلف مراحل العمر.
وأضاف أن شعار هذا العام ليوم الصحة العالمي «بداية صحية لمستقبل واعد» ينطوي على رسالة إنسانية بالغة الأثر مفادها بأن البداية السليمة هي بوابة المستقبل الآمن ودعوة لتكاتف الجهود من أجل توفير بيئة صحية عادلة تراعي احتياجات الأمهات والأطفال، وتعزز فرص الحياة الكريمة لهم.
وأعرب السند عن اعتزازه بجميع منتسبي القطاع الصحي في دولة الكويت ممن نذروا أنفسهم للعناية بالإنسان منذ نشأته الأولى، مشيداً بتفانيهم في العمل وإخلاصهم بأداء رسالتهم النبيلة، مؤكداً أن وزارة الصحة ستظل على عهدها في تطوير منظومة صحية راسخة تعلي قيمة الإنسان وتليق بمكانة الكويت وأهلها.
من جانبها أكدت رئيس مجلس أقسام أمراض النساء والولادة في وزارة الصحة الدكتورة أمل خضر، الالتزام بتقديم خدمات صحية عالمية المستوى لضمان مستقبل صحي أفضل للمرأة في الكويت.
وأشارت خضر إلى ما تشهده أقسام أمراض النساء والولادة من تطورات مهمة في مجال خدمات صحة المرأة، مما يعكس التزام الدولة ممثلة بوزارة الصحة بتعزيز البنية التحتية الصحية وتوسيع نطاق الخبرات الطبية وتبني أحدث التقنيات لضمان أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرأة في مختلف مراحل حياتها.
واستعرضت أبرز محطات التطوير منها افتتاح قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى الفروانية الجديد، والمجهز بأحدث التقنيات الطبية والوحدات التخصصية لتقديم رعاية شاملة وكاملة للمرأة وافتتاح مختبر الخصوبة في مستشفى الفروانية الجديد.
ولفتت إلى تشغيل عيادات أمراض النساء والولادة في مستشفى الولادة الجديد بمنطقة الصباح الصحية، تمهيداً للافتتاح الكلي قريباً حيث يعتبر صرحاً طبياً متميزاً سيقدم خدمات متقدمة ومتنوعة للنساء يشمل كل التخصصات الدقيقة في أمراض النساء والولادة وخدمات حديثي الولادة، وسيكون مركزاً متخصصاً في طب الأم والجنين وصحة المرأة الإنجابية.
وأوضحت أن المركز مصمم وفق أحدث المعايير العالمية في مجال تشخيص وعلاج أمراض النساء والولادة وبمواصفات المباني الخضراء الحديثة الصديقة للبيئة والموفرة للطاقة وعلاج الأطفال الخدج حديثي الولادة ومجهز بأحدث الأجهزة.
وأشارت خضر إلى قرب افتتاح قسم النساء والولادة في مستشفى الأمومة والطفولة الجديد في العدان، وهو مرفق متطور مصمم للارتقاء بخدمات رعاية الأمومة وحديثي الولادة المجهز كاملاً بكل التقنيات والأجهزة الحديثة وأدوات ومستلزمات العمليات الجراحية التي تساعد على الحفاظ على صحة المرأة فضلا عن وحدة الخصوبة.
وقالت إن من بين محطات التطوير دمج أحدث التقنيات الطبية مثل الجراحات الدقيقة والإجراءات الجراحية المدعومة بالروبوت والتشخيص بالذكاء الاصطناعي لتحسين نتائج العلاج.
كما لفتت إلى توسيع برامج التدريب المتخصص لأطباء النساء والولادة مع التركيز على التعليم الطبي المستمر وتطوير المهارات في مجالات طب الأم والجنين والخصوبة وأطفال الأنابيب وجراحات الأورام النسائية والمسالك البولية النسائية وجراحات الحوض الترميمية.
وأكدت أيضاً على تعزيز البحث والتعاون الدولي مع المؤسسات الطبية العالمية لاعتماد أفضل الممارسات التي تساهم في تقدم صحة المرأة في الكويت، ودعم الرعاية الوقائية والتوعية المجتمعية من خلال برامج الفحص المبكر ومبادرات صحة الأم والتثقيف حول الصحة الإنجابية للحد من المضاعفات وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل.
وأشارت خضر إلى أن هذه التطورات التي تشهدها مستشفيات وأقسام النساء والولادة تتماشى مع رؤية الوزارة الأوسع لتحقيق عدد من الأهداف، منها تعزيز الرعاية الصحية من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية وزياد كفاءتها وتقديم خطط علاجية مخصصة تلبي احتياجات المرأة في مختلف مراحل حياتها.
ويأتي الاحتفال بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل كل عام إحياء لذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية في العام 1948، ويتم سنوياً اختيار موضوع يسلط الضوء على مجال ذي أولوية تحظى باهتمام المنظمة.
ويعتبر يوم الصحة العالمية بمنزلة حملة دولية تدعو الجميع دولاً وحكومات ومجتمعات إلى التركيز على تحد صحي واحد له أثر عالمي وعلى القضايا الصحية الجديدة والمستجدة، ويمثل فرصة للشروع في عمل جماعي من أجل حماية صحة الناس وعافيتهم.