وستتناول فعاليات هذا العام عددا من القضايا الملحة أبرزها النمو والاستقرار المالي والحد من الفقر بما في ذلك ديناميكيات الاقتصاد الغذائي وتسريع وتيرة المساواة بين الجنسين وآليات تحقيق التنمية المستدامة والتعقيدات التي تواجه الأسواق المالية العالمية بمشاركة وكيل وزارة المالية في دولة الكويت أسيل المنيفي.
ولاشك أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مختلف الدول والحرب التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين وتداعياتها على الأسواق العالمية ستفرض نفسها بقوة على أجندة اجتماعات الربيع التي تستمر أسبوعا للتباحث والنقاش حول صنع السياسات الاقتصادية المستقبلية.
وكان الرئيس ترامب قد وقع في الثاني من أبريل الجاري أمرا تنفيذيا "تاريخيا" لفرض رسوم جمركية "متبادلة" على جميع دول العالم وهي سياسة قائمة على مبدأ المعاملة بالمثل لكنه أوضح أن التعريفات الجمركية لن تطبق في جميع الحالات بالمستوى ذاته وأن كل دولة سيتم التعامل معها بشكل مختلف.
ومن المرتقب أن تركز الاجتماعات كذلك على كيفية الاستفادة من آفاق الذكاء الاصطناعي وبحث سبل التصدي للتحديات العالمية على نحو مباشر بما في ذلك الحلول اللازمة لزيادة التمويل والمعرفة وتشجيع استثمارات القطاع الخاص والاستعداد والتأهب لمواجهة الأزمات في المستقبل.
ويناقش المجتمعون كذلك حالة الاقتصاد العالمي في ظل مواجهة دول عدة أزمات حقيقية بسبب تراكم معدلات الديون وما تسببه من أزمات معيشية خلال السنوات العشر الأخيرة.
وناشد رئيس البنك الدولي أجاي بانغا في تصريحات صحفية قبل أيام من اجتماعات الربيع للعام الحالي الدول النامية "تحرير التجارة" قائلا إن "كثيرا من هذه الدول تفرض رسوما جمركية أعلى من تلك التي تفرضها الاقتصادات المتقدمة وإن خفضها قد يحد من احتمالات فرض ضرائب مضادة على الواردات".
وأضاف أن "مناخ الأعمال والاقتصاد تسوده حاليا حالة من الحذر وسط الضبابية العالمية التي أثارتها في الأشهر الأخيرة الرسوم الجمركية الأمريكية والإجراءات المضادة التي أعلنتها الصين ودول أخرى".
وذكر أنه "على الدول أن تهتم بالتفاوض والحوار" مؤكدا أهمية ذلك في هذه المرحلة "فكلما أسرعنا في ذلك كان أفضل".
من جهتها حذرت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في كلمة لها الخميس الماضي من تباطؤ الاقتصاد العالمي جراء ما اسمته "تصاعد الحمائية الذي تغذيه دبلوماسية التهديد بالرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس ترامب مما يفاقم من حالة عدم اليقين المكلف ويبطئ النشاط الاقتصادي ويعوق الإنتاجية".
وقالت جورجيفا إن "توقعاتنا الجديدة للنمو ستتضمن تخفيضات ملحوظة في الأسعار لكنها لن تشمل الركود" مضيفة "اننا سنشهد كذلك زيادات في توقعات التضخم لبعض الدول".
ومن المقرر أن يعقد على هامش اجتماعات (البنك الدولي) هذا العام اجتماعا بشأن سوريا تستضيفه السعودية و(البنك الدولي) بهدف توفير الدعم للشعب السوري خلال المرحلة المقبلة.
وبهذا الصدد قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبدالله الدردري إن "هذا يعطي إشارة لبقية العالم ولشعب سوريا بأن لديهم هذه المؤسسات المالية الكبرى الجاهزة لتقديم الدعم".
كما ستركز أولويات الاجتماعات السنوية لهذا العام على تطويع القطاع الخاص كمحفز للالتزام بالعمل المناخي والتنمية المستدامة والتركيز على البلدان الهشة وذات الدخل المنخفض وتطوير فرص عمل مجدية وتحديات التحول الاقتصادي.
وتحرص مختلف الدول على إرسال وفود رفيعة المستوى للمشاركة في هذه الاجتماعات وتبادل وجهات النظر وبحث المصالح المشتركة والتعاون الثنائي على هامشها مع الدول أو المؤسسات الشريكة.