كشفت مصادر سياسية منذ قليل ان حركة حماس توجهت إلى تركيا لحل الأزمة العالقة بالمفاوضات ، ، وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة للمنطقة، خاصة في ظل تصاعد حدة الصراع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. 
وفقًا لتقارير صحفية حديثة، يبدو أن حماس تحاول الترويج لهذه المبادرة عبر وساطات إقليمية ودولية، وبالتحديد عبر تركيا وعلاقتها الجيدة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. إلا أن هذه المبادرة تثير تساؤلات حول مدى جدية حماس في تنفيذ مثل هذه التسويات، في ظل تاريخ من المراوغات والتقلبات السياسية.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن أصدر ورقة تقدير موقف ، وهي الورقة التي تناولت ما يجري حاليا من مفاوضات وتحركات سياسية تتعلق بحركة حماس. 
تشير الورقة إلى أن المبادرة الجديدة التي طرحتها حماس تتمثل في عدة مطالب أبرزها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ووقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة. على الرغم من أن هذه المبادرة قد تبدو إيجابية من حيث الدعوة إلى وقف التصعيد، إلا أن هناك الكثير من النقاط التي تشير إلى وجود مراوغات من قبل حماس.
1. الركيزة السياسية لمبادرة حماس:
o المبادرة ترتكز على فكرة "الصفقة الشاملة"، والتي تشمل شروطًا متبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إلا أن هذه الشروط تتعارض مع تصريحات الحكومة الإسرائيلية التي ترفض فكرة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في ظل الظروف الحالية. كما أن إسرائيل ترفض التعامل مع حماس بشكل رسمي.
o يبرز هنا سؤال أساسي: هل حماس جدية في تقديم هذه المبادرة أم أنها مجرد محاولة لكسب الوقت وتعزيز موقفها السياسي في إطار عملية تفاوضية؟
2. التعاون مع تركيا وعلاقته مع الإدارة الأميركية:
o تواصل حماس مع المسؤولين الأتراك، وتحديدا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن، في محاولة للحصول على دعم تركيا في نقل رؤيتها إلى واشنطن.
o تركيا، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، تسعى لplaying دور الوسيط في هذه المبادرة. إلا أن الموقف الأميركي قد يكون مترددًا في تبني رؤية حماس، خاصة في ظل العداء المستمر بين الحركة وإسرائيل.
3. التحديات المتعلقة بالموقف الأميركي:
o تذكر المصادر أن حماس تعول على تصريحات المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، الذي أكد أن وقف الحرب قد يكون ممكنًا بشرط تسليم حماس لجميع الرهائن. إلا أن رفض إسرائيل لهذا الطرح يعكس التحديات الكبيرة في تبني أي اتفاق.
o التحرك الأميركي قد يتأثر بتوجهات السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية. وفي حال استمرار رفض إسرائيل، من غير المتوقع أن تتمكن إدارة ترمب من فرض أي حل حاسم.
4. مراوغات حماس في التفاوض:
o تاريخ حماس في المفاوضات مليء بالمراوغات والتقلبات. فقد سبق أن قدمت الحركة عدة مبادرات لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه المبادرات كانت دائمًا مشروطة بشروط معينة لا يمكن تحقيقها دون تدخل الأطراف الأخرى.
o على الرغم من طرح حماس لمبادرات متعددة، فإن سلوكها في التفاوض غالبًا ما يظهر مرونة تكتيكية تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية طويلة الأمد، مثل تحسين وضعها العسكري والسياسي داخل قطاع غزة، بدلاً من تقديم حلول حقيقية ودائمة للصراع.
التقييم والتوصيات:
1. احتمالية فشل المبادرة:
o من المرجح أن تواجه المبادرة الجديدة لحماس تحديات كبيرة في الحصول على الدعم المطلوب من جميع الأطراف المعنية. حيث إن رفض إسرائيل للمقترحات الأساسية لحماس، بالإضافة إلى الموقف الأميركي المتردد، يعزز من احتمالية فشل هذه المبادرة.
o يجب على الأطراف الدولية المعنية مراقبة المواقف بدقة والعمل على خلق ظروف مناسبة لنجاح أي اتفاق إذا كانت هناك رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية دائمة.
2. مراوغات حماس واستراتيجيتها السياسية:
o يظل التاريخ السياسي لحماس مليئًا بالمراوغات التي تهدف إلى تعزيز موقفها داخل الساحة الفلسطينية والإقليمية. من المحتمل أن تكون هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية حماس لتعزيز قوتها الإقليمية والتفاوض على صفقة مع إسرائيل في وقت لاحق.
o من المهم أن تكون المفاوضات شاملة وصادقة، مع وجود ضمانات دولية تمنع أي جهة من المراوغة أو المماطلة في تنفيذ الاتفاقات.
وفي الختام تقول الورقة: إن مبادرة حماس الأخيرة لوقف إطلاق النار تمثل خطوة سياسية جديدة في سياق معقد من الصراع المستمر. إلا أن التحركات السياسية المستمرة من جانب حماس، إلى جانب رفض بعض الأطراف لشروطها، تشير إلى أن تحقيق السلام في غزة يتطلب خطوات أعمق وأكثر جدية من جميع الأطراف المعنية.