تحظى الأكلات الشعبية بأقبال كبير من أهالي وزوار المنطقة التاريخية بجدة، خاصة في ليالي رمضان المبارك، التي تشهد حركة نشطة من المتسوقين والزوار.
 وبيّن عبق الماضي الجميل وروح الحاضر تختلط روائح الأكلات الشعبية في أزقة وساحات جدة التاريخية لتشعر الزائر وكأنه في رحلة في الماضي الجميل بين المباني القديمة ووسط سكانها، يقف العديد من الطهاة من الشباب السعودي بزيهم التراثي أمام صاجات الكبدة الذي تعدّه أيديهم بخبرتهم ومهارتهم التي اكتسبوها وتوارثوها جيلاً بعد جيل وتحظى تلك البسطات بإقبال كثيف من الزبائن بمختلف انتماءاتهم، خصوصاً أنهم لا يجدون تلك الأطعمة إلا خلال شهر رمضان.
واعتاد أغلب المواطنين والمقيمين بجدة بعد رحلة التسوق في جنبات أسواق البلد على تذوق الكبدة الطازجة، وهي من الأطعمة الشعبية التي لا زالت تحتفظ بمكانتها كتقليد سنوي يحرصون على عدم تفويته بما لها من مذاق وطعم مختلف في أجواء وليالي رمضان.  وعبّر العديد من المتسوقين خلال جولة لوكالة الأنباء السعودية بالمنطقة التاريخية عن حرصهم على عدم تفويت الفرصة للمرور على بسطات الكبدة.
 يعيشون من خلالها أجواء رمضانية اجتماعية خاصة بعد الفراغ من صلاة التراويح والتسوق في منطقة البلد، فهي تمثل وجبة خفيفة، ويكون لها نكهة خاصة خلال تناولها في المنطقة التاريخية التي تحيط بها المنازل الأثرية وهو ما يضفي قيمة وموروث يستذكرون فيها الماضي الجميل الذي تعيشه هذه المنطقة.
 بدورهم أشار عدد من البائعين إلى أن الإقبال يتزايد على كبدة الحاشي الصغير، والحري من الخراف، لافتين إلى أن تحضيرها يعتمد على مهارات خاصة تبدأ من اختيار نوع الكبدة، وتنتهي بطريقة طبخها، ويكون الطلب غالبية الزبائن على الصحون، فيما يكتفي آخرون بالساندويتش كوجبة خفيفة وسريعة، كما تكون من الأطباق الرئيسية على مائدة الإفطار لكثير من أهالي جدة.