حينما نتطرق إلى قصص القرآن الكريم نستذكر الحوادث الواقعة وأحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة كما أخبرنا بها الله في كتابه العزيز، فقد اشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي وذكر البلاد والديار وتتبع آثار كل قوم وحكى صورة ناطقة لما كان يدور في هذه العصور، والمغزى من ذلك قوة التأثير في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق، فهناك قصص عرضت بالكامل في سورة واحدة وأخرى عرض جزء منها في سورة والآخر في سورة أخرى.
 فقد بين الله لنا أصول الدين المشتركة بين جميع الأنبياء. فهذه القصص ليست مفتراة بدليل وجود أمثالها بين الناس، ففيها الحكم والعبر ونستفيد منها الكثير.
وبعد ما ذكرناه، نترككم كي تعايشوا هذا الجو القصصي في حلقات رمضانية متتالية، سيتم نشرها تباعا لكي نستفيد من مغزاها والدروس المستفادة منها، وتكون خير معين لنا في فهم ديننا وإيصاله للناس بالصورة الصحيحة وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى إنه نعم المولى ونعم النصير.

- سمي ذي القرنين لأنه وصل للشرق والغرب ويعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس
- أعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا ثم حسابهم على الله يوم القيامة
- المادة التي استخدمها ذو القرنيين في بناء السد لم يكن يستخدمها غير أهل اليمن

ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن كملك عادل، قد بنى ردماً يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام، ويعرف عند البعض كشخصية أسطورية.
وقد ذكر المفسرون أن سبب تسمية ذي القرنين تعود إلى وصوله للشرق والغرب، حيث يعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس، وقيل لأنه كان له ضفيرتان من الشعر والضفائر تسمى قروناً، وقيل كان له قرنان تحت عمامته، وقيل غير ذلك، ولا يخفى أن هذه التفسيرات لم يقم على واحد منها دليل يجب الأخذ به وبالتالي فإن الأمر يظل أمراً غيبياً.
يحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله، فاتجه غرباً، حتى وصل منتهى الأرض المعروفة آنذاك، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا سورة الكهف، وجاء في تفسير ابن كثير:«أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ».

ذو القرنين في كتب  اليهودية

في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا هو وروش مل الفرس. هو مؤمن بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في كتب العهد القديم ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعيا، (الإصحاح 44 و45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب الأشعياء «راعي الرب» وقال في الإصحاح الخامس والأربعين: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني».

مشهد الملك كورش بباساركاد.

وسئل كعب الأحبار عن ذو القرنين؟ فقال: الصحيح عندنا من أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير “ملوك حمير” من اليمن ، وأنه الصعب بن في مراثد

في الإسلام

يحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله ومحكّماً شريعة الله حسب نص الآيات 86-88 من سورة الكهف. فاتجه غربا، حتى وصل إلى مغرب الشمس التي يقول بعض المسلمين كالباحث أحمد آل الشيخ في كتابه (عين ذي القرنين الحمئة ومكانها) بأن المقصود بها هي قارة أمريكا الشمالية لأنها آخر قارة تغرب عنها الشمس كل يوم فهي بذلك تعد مغرب الشمس في لغة العرب. وقال الباحث أيضاً بأن ذا القرنين وجد في قارة أمريكا الشمالية عيناً كبيرة يستطيع الإنسان رؤية الشمس تغرب فيها كما يستطيع رؤيتها تغرب في البحار وهي عين بحيرة يلوستون. الموجودة في متنزه يلوستون الوطني وأن صفات العين في الآية منطبقة عليها حسب كلام الباحث المذكور آنفاً. وتقول الآية بأن من صفات هذه العين أنها “حمئة” أي ذات طين أسود حسب كلام المفسرين والباحث في كتابه المذكور آنفاً الذي احتوى على رابط من موقع علمي أمريكي يظهر صورة فوتوغرافية لذلك الطين الأسود رابط علمي يظهر صورة الطين الأسود التابع لعين بحيرة يلوستون بأمريكا. فألهم الله ذي القرنين وأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، ليكافئ المحسن ويعاقب المسيء بشرع الله.
ذُكر ذو القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف حين سأل أشار اليهود على كفار مكة بأن يسألوا الرسول عن الروح وعن فتية فقدت وعن ذي القرنين فجاء الرد في سورة الكهف بدءا من الآية 83 حتى الآية 98 وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرً - فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (سورة الكهف، الآيات 83-98).
فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لمنطقة اختلف الناس فيها فقيل عنها إنها إما قد تكون وقت طلوع الشمس أو مكان شروق الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق. ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، وقيل غير ذلك، وسبب التسمية غير متفق عليه، وفيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير. يروي القرآن أن شعبا استنجد بذي القرنين من يأجوج ومأجوج الذين يؤذونهم وطلبوا منه أن يحول بينهم وأن يبني لهم سداً، فما كان منه إلا أن ردم ما بين الجبلين - أي سورا دفاعيا وليس سداً - بعد أن أذاب الحديد والنحاس كما جاء في سورة الكهف.

هويته

لا تعرف هوية ذي القرنين على وجه الدقة، وقد اختلف في تحديدها بين عدد من الشخصيات مثل الاسكندر الأكبر، كورش الكبير ، اخناتون الفرعون المصري أو أحد ملوك حمير التبابعة وتذكر اسمه كاملاً بعض الكتب التاريخية وهو:-
( الصعب بن في مراثد بن الحارث الرائش بن الهمال في سدد بن عاد في منح بن عامر الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. ) 

ملك من حمير

هناك العديد من الشواهد التي ترجح ان ذو القرنين كان أحد ملوك حمير التبابعة مثل اسم ذو القرنين نفسه الذي ورد في القران الكريم فلم يكن أحد في العالم يستخدم أضافة كلمة “ذو” و”ذي” في تسمية الأشخاص والمناطق غير العرب وبالتحديد أهل اليمن مثل اسم القيـل ذو نواس الحميري والملك سيف بن ذي يزن والملك ذو رعين الحميري والملك عمرو ذو غمدان والملك عامر ذو رياش والملك إفريقيس بن ذي المنار والملكة لميس بن ذي مرع وغيرهم كثيرين، وذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحب ذلك وجاء في معجمات اللغة العربية: الذوون: جمع ذو، وهي أسماء وألقاب أختص بها ملوك اليمن كما ان كثير من مناطق وممالك اليمن القديمة حملت أسماء مسبوقة بكلمة “ذو” وعلى راسها مملكة سبأ وذو ريدان.
كما أن المادة التي استخدمها ذو القرنيين في بناء سد يأجوج وماجوج وهي قطر الحديد لم يكن يستخدمها في بناء السدود غير أهل اليمن القدماء فبناء سد مأرب القديم يظهر أستخدامهم لقضبان إسطوانية من النحاس والرصاص في بناء السد.
ويرى ابن كثير أن ذا القرنين أحد التبابعة العظام من الأذواء اليمنيين من نسل ملوك العرب حمّير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود.
وقد ذكره أيضا ابن هشام الذي قال أيضا إنه أحد ملوك حمير التبابعة في كتابه التيجان ، وأبو الريحان البيروني في كتابه الآثار الباقية عن القرون الخالية ، ويرى مثلهم نشوان الحميري في كتبه “شمس العلوم” وكتاب “خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة”،وقد جاء في بعض أشعار الحميريين تفاخرهم بجدهم ذو القرنين منها:
قال المقريزي في الخطط: “أعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز فقال: «و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا» الآيات عربي قد كثر ذكره في أشعار العرب، وأن اسمه الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن الهمال ذي سدد بن عاد ذي منح بن عار الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، وأنه ملك من ملوك حمير ملوك اليمن وهم العرب العاربة، ويقال لهم أيضا العرب العرباء، وكان ذو القرنين تبعا متوجا، تبع لقب يطلق على ملوك اليمن ولما ولي الملك تجبر ثم تواضع لله، واجتمع بالخضر، وقد غلط من ظن أن الإسكندر بن فيلبس هو ذو القرنين الذي بنى السد فإن لفظة ذو عربية، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني وأيضا هذا اليوناني لم يعمر أكثر من 30 عام وقتل وسيرته معروفة.
وقال أبو جعفر الطبري: “وكان الخضر في أيام أفريدون الملك بن الضحاك في قول عامة علماء أهل الكتاب الأول، وقيل: موسى بن عمران (عليهما السلام) وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيام إبراهيم الخليل وإن الخضر بلغ مع ذي القرنين أيام مسيره في البلاد نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم به ذو القرنين ولا من معه فخلد وهو حي عندهم إلى الآن، وقال آخرون إن ذا القرنين الذي كان على عهد إبراهيم الخليل هو أفريدون بن الضحاك وعلى مقدمته كان الخضر وهذا الرأي ضعيف.”
قال أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب “التيجان في معرفة ملوك الزمان”: “وكان تبعا متوجا لما ولي الملك تجبر ثم تواضع واجتمع بالخضر ببيت المقدس، وسار معه مشارق الأرض ومغاربها وأوتي من كل شيء سببا كما أخبر الله، وبنى السد على يأجوج ومأجوج.”
يرى ابن عباس أن الإسكندر غير ذي القرنين، إذ قال عن ذي القرنين أنه “من حمير وهو الصعب بن ذي مرائد الذي مكنه الله في الأرض وآتاه من كل شيء سببا فبلغ قرني الشمس ورأس الأرض وبنى السد على يأجوج ومأجوج”. بينما الإسكندر “كان رجلا صالحا روميا حكيما بنى على البحر في إفريقية منارا، وأخذ أرض رومة، وأتى بحر العرب، وأكثر عمل الآثار في العرب من المصانع والدول”
وقال الهمداني في كتاب الأنساب: وولد كهلان بن سبإ زيدا، فولد زيد عريبا ومالكا وغالبا وعميكرب، وقال الهيثم: عميكرب بن سبإ أخو حمير وكهلان فولد عميكرب أبا مالك فدرحا ومهيليل ابني عميكرب، وولد غالب جنادة بن غالب وقد ملك بعد مهيليل بن عميكرب بن سبإ، وولد عريب عمرا، فولد عمرو زيدا والهميسع، ويكنى أبا الصعب وهو ذو القرنين الأول، وهو المساح والبناء
ذكره نشوان الحميري في قصيدتة الشهيرة والمعروفة بإسم القصيدة الحميرية او “قصيدة التيجان” وهي من أشهر القصائد اليمنية القديمة التي قالها نشوان الحميري المتوفي سنة 573هـ وذكر فيها كل ملوك وتبابعة اليمن.
قال الهمداني: وعلماء همدان تقول: ذو القرنين الصعب بن مالك بن الحارث الأعلى بن ربيعة بن الحيار بن مالك، وفي ذي القرنين أقاويل كثيرة.

اسمه ونسبه للعرب

نسب عدد من المؤرخين المُسلمين ذا القرنين لعدة قبائل عربية، ونقل ابن حجر العسقلاني عدة أقوال في ذلك، فقيل أن اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد بن عدنان، وقيل اسمه الصعب وبه جزم كعب الأحبار، ووقال أبو جعفر بن حبيب في كتاب “المحبر” هو المنذر بن أبي القيس أحد ملوك الحيرة وأمه ماء السماء ماوية بنت عوف بن جشم، وقيل: اسمه الصعب بن قرن بن همال من ملوك حمير، وقال الطبري: هو إسكندروس بن فيلبوس وقيل فيلبس وبالثاني جزم المسعودي، وقيل: اسمه الهميسع ذكره الهمداني في كتب النسب، قال: وكنيته أبو الصعب وهو ابن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ، وقيل: ابن عبد الله بن قرين بن منصور بن عبد الله بن الأزد. وكذلك سرد ابن كثير الدمشقي، ابن عساكر بعد الأقوال.
 

الاسكندر المقدوني

ف&<740; اغلب مسکوکات الت&<740; ترجع ال&<740; عهد الإسكندر الكبير يظهر صورته وعلي رأسه قرنين كبش
رأى عدد من المورخين القدماء من الفرس والعرب أن شخصية ذا القرنين هو نفسها الاسكندر الرومي، منهم:
&<740;قول المورخ المسلم الإيراني اليعقوبي الإصبهاني عن ذي القرنين في كتابه تاريخ اليعقوبي :
« من حكام روم اولهم فيلفوس و من بعده ابنه اسكندر وهو ذو القرنين و كانت والدته المفيدا و معلمه ارسطاطيس»
يقول المفسر الإيراني أبو بكر عتيق السور آبادي وهو من مفسري الفرس الكبار في قرن الخامس للهجرة في كتابه التفسير الكبير عن شخصية ذوالقرنين : « ذوالقرنين هو الذي سأل اهل مكة نيابتأ عن اهل المدينة الرسول  صل الله عليه وسلم ثلاثة اسئله : حديث الروح، حديث اصحاب الكهف وحديث ذوالقرنين ، وذوالقرنين هو اسكندر بن قيصر الرومي»
&<740;قول المورخ الإيراني ابن بلخي وهو من مورخين الفرس في قرن السادس للهجرة في كتابه فارس نامه (رسالة فارس) بالتفصيل عن ذي القرنين ونسبه وهو اسكندر الرومي  « اسکندر الروم&<740; وهو ذوالقرن&<740;ن ات&<740; و قتل دارا (دار&<740;وش الأخميني) و ازال ملكه ، ومدة حكم ذوالقرنين و الروم كان سبعة عشرة سنة وبضعة اشهر، نسب اسكندر في التواريخ و كتب الأنساب كالتالي: ف&<740;لقوس بن مصر&<740;م بن هرمس بن هردس بن م&<740;طون بن روم&<740; بن ل&<740;ط&<740; بن &<740;ونان بن نافت بن نوبه بن سرجون بن روم&<740;ه بن بر&<740;ط بن نوف&<740;ل بن روم بن الاصفر بن البقن بن ع&<740;ص بن اسحاق بن ابراه&<740;م النّب&<740;ّ عل&<740;ه السلم. و اسکندر لقبه وليس اسمه في بعض الروايات»
يقول المورخ الإيراني البلعمي وهو من مورخي الفرس الكبار في قرن الرابع للهجرة عن ذوالقرنين : « سموا الإسكندر، ذو القرنين لأنه وصل من قرن الى قرن و تسمى زواياي العالم بالقرن و إحدى الزوايا مكان شروق الشمس والزاوية الأخرى مكان مغرب الشمس وكل زاوية على حده تسمى قرن و تسميان قرنين مع بعضهما والله عزوجل سماه في القرأن ذوالقرنين»
يقول سيد قطب: “ذو القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض، وييسر له الأسباب، فيجتاح الأرض شرقا وغربا، ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر، ولا يطغى ولا يتبطر، ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان، ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق، ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه، إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به، ويساعد المتخلفين، ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل، ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح، ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله، ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته، وأنه راجع إلى الله”.

كورش الكبير

صورة لإسطوانة كورش الشهيرة في متحف بريطانيا في مدينة لندن، كتب الأسطوانة بالخط المسماري السامي الأكدي بأمر من كورش بعد غزوه لبابل و تحريره لليهود.
يرى أبو الكلام آزاد أن ذا القرنين هو نفسه كورش الكبير الملك الأخميني، ورفض ما سبق من أقوال بأنه الإسكندر المقدوني على أساس أنه لم يعرف عنه فتوحات في الغرب ولا أنه بنى سدودا، كما استند إلى منطلقات عقدية من كون الإسكندر وثنيا وليس كما يبين القرآن أنه مؤمن. كما رفض آزاد ما سبق من أنه عربي قحطاني يمني، على أساس أن سؤال اليهود النبيَّ عنه كان بقصد إحراجه، ولو كان عربيا لكان لقريش علم به ولما كان سؤالهم معجزا. يبني آزاد نظريته على أساس أن أصل تسمية “ذي القرنين” من اسم ورد في التوراة هو “لوقرانائيم” وهو اسم أطلقه اليهود على كورش الذي بجلوه لتسامحه معهم بعد أن كان أسلافه قد قهروهم. ويدلل على رأيه بتمثال شهير له يمثله وعلى رأسه قرنان.