تصدح المساجد بدعاء الإفطار ما إن يدوي مدفع رمضان، ومن ثم يفطر الصائمون على ثلاث تمرات، فيستقبلون القبلة استعداداً لصلاة المغرب.
ويعد مدفع الإفطار من التقاليد الإماراتية الأصيلة، ويرجع تاريخه على الأرجح إلى نهايات القرن التاسع عشر، أو بدايات القرن العشرين، إذ انتقل من مصر في فترة الدولة العثمانية، إلى الشام فالعراق فالخليج.
ويعد مدفع رمضان من عناصر الجذب السياحي في الشهر الفضيل، وتحرص محطات التلفزيون المحلية، على نقل مراسم إطلاقه من مواقع شهيرة في إمارة دبي، مثل برج خليفة ومصلى العيد في المنخول والبراحة، كما يتجمع السياح الأجانب في فورت آيلاند في مدينة جميرا، لمتابعة هذا التقليد التراثي، وكذلك في إمارات الدولة الأخرى، حيث يعد مدفع الإفطار جزءاً أصيلاً وتقليداً مهماً يحرص الجميع على إحيائه.
والعام الماضي، كشفت وزارة الدفاع، ممثلةً في قيادة الوحدات المساندة، عن إحياء تقليد مدفع الإفطار، في أبوظبي والعين والظفرة إضافة إلى إمارتي رأس الخيمة وأم القيوين، في حين أعلنت شرطة الشارقة تخصيص 4 مواقع في الإمارة لإطلاق المدفع.
ويوجد المدفع في أبوظبي عند جامع الشيخ زايد الكبير، وقصر الحصن، وحديقة أم الإمارات في منطقة المشرف، فضلاً عن مواقف فورمولا في الشهامة.
ويقول يعقوب الحمادي، وهو من سكان الشارقة: المدفع أصبح تقليداً تراثياً اليوم، ولكنه كان قبل نحو نصف قرن، حين لم نكن نعرف الهواتف المحمولة والساعات الذكية، الوسيلة التي نعرف بها أن موعد الإفطار قد حان.
ويضيف لصحيفة “البيان”: من الجميل أن يهتم المسؤولون بإحياء هذا التقليد، نحن في زمان تتسارع فيه المستحدثات، وعلينا أن نهتم بتعريف النشء بالعادات والتقاليد الجميلة لمجتمعنا العربي المسلم.