على شاطئ الخليج الغربي يبرز الحي الثقافي (كتارا) باعتباره منارة تشع من شمال شرقي الدوحة لاحتضان حضارات وثقافات العالم وتشكل مظلة يستظل بها العالم المحب للثقافة والإبداع والابتكار والفن.
وتكتسب المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) مع مرور الوقت ومنذ افتتاحها عام 2010 أهمية متزايدة بعدما تحولت إلى ملتقى عالمي للثقافة والفن ومعلم سياحي بارز يجمع حضارات وثقافات العالم المختلفة والمتنوعة في قلب العاصمة القطرية الدوحة.
وتمتزج في (كتارا) الحداثة والأصالة والثقافات المتنوعة من شرق الأرض ومغاربها في مبادرة تجمع ثقافات العالم وتساهم في التعريف بتراث قطر وتقاليدها والتوعية بأهمية الثقافات والحضارات الأخرى من خلال المهرجانات والمعارض والفعاليات المحلية والإقليمية والعالمية.
ويقدم الحي الثقافي القطري نفسه باعتباره مشروعاً استثنائياً يزخر بالآمال والتفاعلات الإنسانية لإطلاق حوار حقيقي يساهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم.
ويساهم (كتارا) في نشر الثقافة القطرية وعاداتها وتقاليدها للعالم إضافة الى تعريف الزائر والسائح بثقافات العالم من خلال استضافة العديد من المعارض والفعاليات المحلية والإقليمية والعالمية بجانب المهرجانات المتنوعة والورش التي تبرز أهمية الثقافة في بناء الحضارة.
ونشأت فكرة (كتارا) من أن يكون الحي الثقافي بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطي حدودهم الوطنية الجغرافية وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية.
وتعتمد رؤية (كتارا) على الريادة العالمية في الأنشطة الثقافية المتعددة إضافة الى المساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 عبر الفن والتبادل الثقافي والعمل على بناء مجتمع من مبدعين ومطلعين على ثقافات إقليمية وعالمية.
وينشط الحي الثقافي (كتارا) طوال السنة من خلال الأنشطة التي يقوم بها سواء ثقافية او معارض منوعة او مسابقات تراثية أو حفلات غنائية أو مهرجانات ضخمة أو المحاضرات وكلها تساهم في إبراز الثقافية والتراث القطري والخليجي للزائر والسائح والمواطن والمقيم.
وما يميز الحي الثقافي في قطر جمعه بين الأنشطة الثقافية والتراثية والأنشطة السياحية حيث يقع على شاطئ الخليج الغربي.
كما يضم العديد من المطاعم والفنادق إضافة إلى شارع (21 هاي ستريت) المكيف وساحة الحكمة التي بها نافورة كبيرة ومسرح مكشوف يعتبر تحفة فنية ومركزاً تجارياً وقبة الثريا الفلكية إضافة إلى دار أوبرا.
كما يضم (كتارا) عدداً من الجمعيات والمراكز الثقافية والفنية أهمها جمعية القناص القطرية ومؤسسة الدوحة للأفلام والجمعية القطرية للفنون التشكيلية ومتحف طوابع البريد العربي واستديوهات كتارا للفن ومجلس قطر للشعر وأكاديمية قطر للموسيقى وأوركسترا قطر الفلهارمونية ومركز الفنون البصرية إضافة الى مساجد مبنية بطريقة معمارية فريدة.
وأصدرت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في مايو الماضي مؤشرها الثقافي السنوي الذي يرصد الإنجازات والأنشطة والفعاليات التي قامت بها المؤسسة خلال العام الماضي 2023، إذ شهدت إقامة 1570 فعالية تنوعت بين المعارض الفنية والمهرجانات التراثية والحفلات والورش الفنية والملتقيات والندوات والمحاضرات.
وذكرت المؤسسة أنها أقامت 86 ورشة ودورة و122 جلسة حوارية ونقاشية في الثقافة والفن والتراث ونظمت نحو 45 معرضاً بمشاركة 251 من الفنانين عرضوا 998 قطعة فنية ما بين لوحات ومنحوتات وجداريات وأقيمت 76 ما بين ندوة ومحاضرة وأقيمت كذلك 48 من التجمعات والملتقيات و22 مهرجاناً و11 حفلاً و111 نشاطاً دينياً متنوعاً.
وشهدت قاعات (كتارا) ومسارحها عرض 83 فيلماً عربياً وأجنبياً بالتعاون والتنسيق مع الجهات والسفارات العربية والأجنبية بالدولة و39 جائزة ومسابقة إضافة إلى الألف من الزوار من مختلف دول العالم.
وأعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في مارس الماضي اختيار مؤسسة (كتارا) وتصنيفها (مدينة الموروث الثقافي للخيل العربية) وذلك تقديراً لجهودها المستدامة في تعزيز المشهد الثقافي والمحافظة على الموروث الثقافي المتعلق بالخيل العربية.
وبحسب الموقع الرسمي للمؤسسة فإن (كتارا) هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 الميلادي.
وقد ظهر هذا الاسم للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150م والتي صدرت عام 882 هـ - 1477 م وبعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام حيث حددت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي.كما حددت موقع قطر الجغرافي تحت اسم كتارا catara جنوب غرب مدينة الجرهاء غرب مدينة كدارا.
أما اسم كتارا (katara) فظهر في الخرائط الجغرافية والتاريخية في أوائل القرن ال18 الميلادي وفي خريطة فرنسية للساحل شبه الجزيرة العربية وللبحر والخليج حيث كتب اسم (كتارا) على شكل katara بدلاً من catara واستخدمت هذه التسمية من قبل الجغرافيين منذ صدور خريطة بطليموس عام 150 وحتى عام 1738 م.
وفي هذا الإطار ارتأت مؤسسة (كتارا) أن تعيد إحياء اسم قطر القديم دعماً للروابط التي تجمع الإنسان بجذوره التاريخية وتكريماً لموقع قطر الهام والمتميز منذ فجر التاريخ.