أعلنت دار التقويم القطري، أمس، أن سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية سيكونون على موعد مع رؤية ورصد زخة شهب البرشاويات لهذا العام، حيث ستصل ذروتها مساء اليوم الاثنين، وستمتد حتى بزوغ فجر يوم غدٍ الثلاثاء.
وقال الدكتور بشير مرزوق الخبير الفلكي بدار التقويم القطري: زخة شهب البرشاويات من الزخات الشهابية المميزة، حيث إنها من أكثر الزخات الشهابية كثافة ونشاطاً، إضافة إلى أن معدل سقوطها في السماء عندما تصل ذروتها يتراوح بين 60 - 100 شهابا في الساعة بحسب تقدير خبراء الفلك المتخصصين في رصد الشهب، وهي تنشط سنويا خلال الفترة من 23 يوليو وحتى 24 أغسطس من كل عام، إلا أنها تصل ذروتها خلال يومي 12 و 13 أغسطس من كل عام.
وأضاف الدكتور بشير مرزوق، أن مذنب “سويفت تتل” الذي تم اكتشافه عام 1862م هو مصدر حدوث زخة شهب البرشاويات، وذلك بسبب مرور الأرض بالقرب من حبيبات الغبار التي خلفها هذا المذنب خلال شهر أغسطس من كل عام، فتتقاطع تلك الحبيبات مع الغلاف الجوي للارض ، وتحدث وميضاً في هذا الغلاف ؛ مع العلم أن ظاهرة الشهب بصفة عامة تحدث نتيجة مرور الأرض بالقرب من المخلفات الدقيقة وحبيبات الغبار التي تخلفها المذنبات.
وأوضح أن ما يميز رصد زخات الشهب أن رصدها لا يحتاج سوى مكان بعيد عن التلوثين البيئي والضوئي؛ ولذا فإن سكان منطقتنا سيتمكنون من رصد ورؤية زخة الشهب دون الحاجة إلى أجهزة أو تليسكوبات فلكية، إذ يمكنهم رؤيتها ورصدها بالعين المجردة بدءاً من مساء اليوم الاثنين، وحتى بزوغ فجر غدٍ الثلاثاء، وذلك بالنظر باتجاه الأفق الشمالي الشرقي لسماء الدولة من منتصف الليل وحتى بزوغ الفجر، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام الكاميرات الرقمية الحديثة للحصول على صور لزخة شهب البرشاويات، مع الأخذ في الاعتبار زيادة زمن التعريض أثناء التصوير للحصول على صور مميزة لها .
وعزا الخبير الفلكي بالدار تسمية شهب “البرشاويات” بهذا الاسم إلى أن هذه الشهب تظهر بالقرب من كوكبة “برشاوس” (حامل رأس الغول)، وهذه الكوكبة تظهر على هيئة الرجل الذي يحمل رأس الغول.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن أفضل الأماكن لمشاهدة شهب البرشاويات هي الأماكن الأكثر إظلاما والبعيدة عن المناطق السكنية التي تحوي ملوثات ضوئية وبيئية حيث وجود هذه الملوثات قد تعيق رؤية الشهب، بينما تعتبر أفضل الأوقات لرؤيتها من بعد منتصف الليل وحتى بزوغ فجر اليوم التالي.