أصبحت “الجبة” تشكل حالياً اللباس التقليدي في تونس، ويعدها الأهالي رمزاً من رموز الأصالة التونسية وشاهداً على مرور ثقافات وحضارات عدة على البلاد، رغم أنها من أصول أمازيغية.
ويقول أهل الاختصاص، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”: إن الجبة التونسية تأثرت بحضارات عدة مرت على تونس، مما جعلها متغيرة من خلال التطريز والقماش والألوان، حتى اعتمدها التونسيون لباساً يومياً ورسمياً لهم.
والجبة عبارة عن لباس خارجي فضفاض يغطي كامل الجسم ما عدا الذراعين والساقين، مقارب للثوب في بلدان عربية أخرى، ولكن له فتحة مطرزة مكان الرقبة، إضافة إلى فتحتين مكان الذراعين، ويصنع من الصوف أو الحرير وعادة ما يرتديه الرجال في المناسبات الخاصة والأعياد. وتشبه الجبة التونسية بعض الأزياء التقليدية الخاصة ببعض الدول العربية الأخرى، إلا أنّها تتميز بطابع خاص بها، حيث تتميز بالتطريز على صدرية الجبة بشكل يدوي يتفرّد بالرموز والرسومات، وجرت العادة في تونس أن يرتدي الرجل هذا اللباس في ليلة زفافه أو يوم عقد قرانه.
ومن أشهر الأنواع “جبة الحرير” المصنوعة من الحرير الأصلي الطبيعي التونسي، وهي خاصة بالمناسبات الرسمية والاحتفالات والأعياد ويتجاوز ثمن بعضها ثلاثة آلاف دولار، كونها تطرز يدوياً من قبل أمهر الصناع، وتستغرق حياكة وتطريز بعضها ثلاثة أشهر.
أما جبة “المقردش” فيتكون قماشها من الحرير والصوف على شكل أضلع متناوبة ومتتالية تحاك على المنسج اليدوي التقليدي، وهي معروفة أكثر في توزر بالجنوب التونسي. وفي أيام الشتاء الباردة يلتجئ التوانسة إلى ارتداء جبة “الملف” التي تنسج من الصوف الصرف المستورد من الشرق وأوروبا وخاصة إنجلترا، وتصبغ بألوان متعددة كالأخضر والأزرق والرمادي. أما جبة “القمراية” فهي الأشهر، وتنسج عادة من نوع من الكتان يستورد من إنجلترا، وتلبس في الاحتفالات والمناسبات والسهرات العائلية أما غير الأبيض منها كالجوهري والرمادي فهي اللباس اليومي لفصل الصيف.