أكدت الكويت أهمية دور الأمم المتحدة البارز في العمل المتعدد الأطراف لمساعدة الشعوب المنكوبة ودعمها بجميع السُبل، بما يترجم العمل الجماعي الإنساني في أبهى صوره.
جاء ذلك في كلمة وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها الملحق الدبلوماسي عبد الله بوعباس أمام اللجنة الثانية للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والمالية تحت بند «القضاء على الفقر وقضايا التنمية».
وقال بوعباس «نتطرق اليوم لقضايا حساسة متعلقة بالقضاء على الفقر والتنمية الزراعية والأمن الغذائي والتغذية لما لها من أهمية بالغة في حياة الشعوب وديمومتها» في ظل ما يشهده العالم من مآسي.
وتطرق بوعباس إلى التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والمتعلقة بأزمة المياه التي تشير إلى أن 40 بالمئة من سكان العالم يعانون اليوم من شحّ المياه كما سيتعرض ما يصل إلى 700 مليون شخص إلى خطر التهجير بسبب شح المياه الشديدة بحلول عام 2030.
وأضاف أن التقرير حذّر من أن 80 بالمئة من مياه الصرف الصحي يتم ضخها من دون معالجة في البيئة وتمثل الكوارث المرتبطة بالمياه 90 بالمئة من الكوارث الطبيعية الأكثر تدميرا منذ عام 1990.
وأشار الملحق الدبلوماسي كذلك إلى التقرير الصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي ذكر أن هنالك نحو 346 مليون شخص في أفريقيا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد مما يعني أن ربع سكان القارة ليس لديه ما يكفي من الطعام.
وذكر بوعباس أن نحو 96 بالمئة من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة حول مخاطر المجاعة المرتفعة بدولة فلسطين.
وفي السياق لفت الملحق الدبلوماسي إلى دور دولة الكويت وجهودها المبذولة لمساعدة الدول المنكوبة من خلال وضع آليات خارجية لمساعدة تلك الدول وبرفع المعاناة عنها.
واستشهد بالدور البارز للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي يقدم المنح والقروض الميسرة من غير الالتفات لأي حسابات سياسية أو دينية لـ105 دول في العالم ليكون الهاجس الإنساني هو الأسمى والخط الثابت الذي يسير عليه.
وعلى الصعيد المحلي أبرز بوعباس دور دستور دولة الكويت الذي ينص بعدد من مواده إلى تعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين من خلال توفير الرعايا الصحية والتعليم والمعونة الاجتماعية مما يساهم بتحقيق رفاه شامل للمجتمع.
ولفت أيضاً إلى رؤية «كويت جديدة» التي تحدد الأولويات طويلة المدى للتنمية مثل إنشاء منطقة تتمتع بقوانين وأنظمة خاصة جاذبة للاستثمار واكساب الأفراد مهارات الإبداع والابتكار وتعزيز صحة ورفاه المجتمع.
وتحدث المحلق الدبلوماسي عن الخطة الاستراتيجية الثانية لهيئة الغذاء والتغذية (2024 -2026) كمرحلة جديدة من مسيرة التطوير المستمر في مجال السلامة الغذائية والتغذية المجتمعية لتحسين صحة المواطنين وتوفير بيئة غذائية آمنة وصحية.
وأكد بوعباس أن دولة الكويت طورت نظاماً شاملاً للمجتمع حقق انخفاضاً ملحوظاً لمعدلات الوفيات بين الرضع والأطفال والأمهات إلى جانب تطوير خدمات واسعة النطاق في مجال توفير المياه الصالحة للشرب والاستخدام المعيشي والصرف الصحي.
وأضاف أن الكويت خطت خطوات مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية مع تركيز اهتمامها بشكل كبير على البيئة والحفاظ على التزام ثابت تجاه الشراكة العالمية والتضامن الدولي.
وختم الملحق الدبلوماسي كلمة الكويت بالتأكيد على حرصها على المشاركة الفاعلة مع المجتمع الدولي بكل ما يصب بمصلحة الشعوب من خلال تقييم شامل للتحديات والفرص ووضع أهداف واضحة وملموسة لتحقيق التغيير الإيجابي والمستدام.