مع انتهاء الحرب في لبنان واستعادة بعض من الاستقرار النسبي هناك، وجدت غزة نفسها تواجه مصيرًا مغايرًا تمامًا. قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية كارثية نتيجة الحصار المستمر والتصعيد العسكري الأخير، بينما تبرز مآسي شعبها بشكل أوضح في ظل الانتباه العالمي الذي كان مركزًا على لبنان. الورقة تهدف إلى تقييم تداعيات هذه العزلة المتزايدة على الأوضاع الإنسانية والسياسية في غزة، في سياق المقارنة مع الوضع اللبناني.
 
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن وضع ورقة تقدير موقف ، وهي الورقة التي ناقشت عددا من النقاط وهي : انتهاء الحرب في لبنان وتأثيره على الاهتمام الدولي
 
1. عودة الاستقرار النسبي في لبنان:
o رغم التحديات الاقتصادية والسياسية، ساهم توقف العمليات العسكرية في لبنان في خلق بيئة استقرار نسبي.
o الجهود الدولية تركزت على إعادة الإعمار وتقديم الدعم الإنساني، مما أعاد لبنان إلى جدول الأولويات الدولية.
 
2. تحول الانتباه عن غزة:
 
o مع تركيز المجتمع الدولي على لبنان، أصبحت غزة خارج دائرة الضوء.
o ضعف الضغط الدولي لحل الأزمة الإنسانية في غزة يعكس تغييبها من الأجندة الدبلوماسية العالمية.
وناقشت الورقة أيضا تداعيات الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة
 
1. الأوضاع المعيشية:
 
o تفاقم نقص الغذاء، الدواء، والوقود بسبب الحصار وتدمير البنية التحتية.
o ضعف الوصول إلى المساعدات الدولية بسبب القيود المفروضة على المعابر وتزايد التوترات الداخلية.
 
2. المآسي اليومية لشعب غزة:
 
o تصاعد معدلات البطالة والفقر مع تدمير وسائل العيش.
o معاناة الأطفال والنساء في ظل غياب أي أفق لحلول دائمة أو حتى تخفيف مؤقت للوضع.
فضلا عما سبق عقدت الورقة مقارنة مع الوضع في لبنان
 
1. التباين في الدعم الدولي:
 
o الدعم الدولي للبنان جاء سريعًا نسبيًا بعد انتهاء الحرب، عبر مساعدات مالية وسياسية.
o في المقابل، يعاني قطاع غزة من عزلة شبه تامة، مع ضعف استجابة المجتمع الدولي للأزمة.
2. الاختلاف في الجغرافيا السياسية:
o لبنان يحظى بدعم قوي من دول إقليمية ودولية كبرى تسعى لتحقيق الاستقرار فيه.
o غزة تعاني من انقسام داخلي وغياب توافق إقليمي أو دولي لدعمها.
وعن التداعيات السياسية والإنسانية على غزة قالت الورقة
 
1. التداعيات السياسية:
o استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي يعقد إمكانية الوصول إلى أي حل سياسي.
o تصاعد الإحباط الشعبي مع غياب قيادة قادرة على التعامل مع الأزمة بفعالية.
2. التداعيات الإنسانية:
o احتمالات تزايد الهجرة غير الشرعية وازدياد أعداد اللاجئين الفلسطينيين.
o انهيار الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
وعن التوصيات لتخفيف الأزمة أشارت الورقة بما يلي: 
1. دبلوماسية إنسانية مكثفة:
o الضغط على المجتمع الدولي لإعادة غزة إلى أولويات العمل الإنساني.
o تعزيز دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تقديم مساعدات عاجلة.
2. تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية:
o إطلاق مبادرات فلسطينية داخلية لتوحيد الجهود السياسية والاجتماعية في مواجهة الأزمة.
o تقوية التعاون مع المجتمع المدني لتعزيز صمود سكان القطاع.
3. إعادة طرح غزة في المحافل الدولية:
o تنظيم حملات توعوية إعلامية ودبلوماسية لتسليط الضوء على معاناة غزة.
o التركيز على مقارنة المعاناة في غزة بما حدث في لبنان لجذب الانتباه العالمي.
 
الخلاصة 
 
وقالت الورقة في نهايتها إنه وبينما تعافت لبنان نسبيًا من آثار الحرب الأخيرة، تقف غزة وحيدة في مواجهة أزمة إنسانية وسياسية خانقة. تتطلب هذه المرحلة جهودًا فلسطينية ودولية متواصلة للتخفيف من معاناة سكان القطاع وضمان عدم ترك غزة فريسة للعزلة والتهميش. التحدي الأكبر يكمن في استعادة الاهتمام الدولي بغزة والعمل على إيجاد حلول حقيقية ومستدامة للأزمة.