شهدت ولاية (فرجينيا) الأمريكية، انطلاق معرض لأعمال نخبة من المصورين الفلسطينيين الذين استخدموا عدساتهم لنقل الحقيقة وتوثيق تفاصيل المعاناة والصمود في واحدة من أشد الإبادات الجماعية عنفاً في العصر الحديث، وذلك من خلال مبادرة كويتية لنقل الواقع الإنساني الأليم الذي يعيشه قطاع غزة إلى العالم. 
ويضم معرض مبادرة (منحة التصوير الإنساني) الذي يحمل عنوان (من خلال عدستهم: قصص غزة غير المروية) ويستمر حتى 29 مارس المقبل صورا توثيقية قوية التقطها مصورون محليون في غزة لتروي كل صورة قصة منفصلة تحمل في طياتها معاناة العائلات وصمود الأطفال وتضحيات النساء وأحلام الشباب التي لا تذبل رغم الدمار وتكشف هذه الصور عن الجانب الانساني المرير لما خلفته الحرب والذي غالباً ما يتوارى خلف العناوين السياسية.
وقال رئيس مبادرة (منحة التصوير الإنساني) سامي الرميان لـ (كونا) أمس: إن هذا المعرض ليس مجرد مجموعة صور فحسب بل هو شهادة صادقة أيضاً على معاناة شعب بأكمله ومصدر لنقل الحقيقة التي لا تصل إلى العالم كما هي.
وأضاف: إنه من خلال عدسات هؤلاء المصورين نسلط الضوء على زوايا لم تكشف من قبل ونعيد تقديم غزة للعالم كقصة إنسانية تستحق الاهتمام.
وتهدف مبادرة (منحة التصوير الانساني) إلى دعم المصورين العاملين في المجالات الإنسانية وتمكينهم من توثيق المواضيع الإنسانية التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها عالميا كما تعزز السرد البصري المؤثر الذي يساهم في رفع الوعي وإحداث تغييرات إيجابية في حياة الفئات الأكثر احتياجا حول العالم.
وبهذا الشأن قال الرميان: إن منحة التصوير الإنساني ومن خلال أعمالها السنوية تقدم آلية عمل مناسبة لكل من المؤسسات والمنظمات الخيرية والجهات المانحة بعرض أعمالها ومشاريعها الإنسانية بشكل فني احترافي ومن جهة أخرى تساعد المصورين العاملين في المجال الإنساني بالعمل على تلك المساهمات الإنسانية وتقديمها للعالم بشكل فوتوغرافي من خلال العديد من الوسائط الإعلامية والفنية.
وأوضح أن هذا المعرض يعد شهادة حية ونبضا من أرض تتحدى الموت يومياً من خلال عدسات هؤلاء المصورين كما تكشف للعالم قصصاً تحجب عن الشاشات وتعيد تسليط الضوء على الجانب الإنساني الذي غالباً ما يضيع وسط العناوين الإخبارية.
وقال: إن معرض فرجينيا هو الأول من سلسلة معارض حول العالم لنروي قصة غزة الأرض التي تنزف صموداً والسماء التي تمطر صرخات الأمل ومن هنا تبدأ رحلتنا.. رحلة الوعي والإحساس، حيث تمتد رسالتنا عبر القارات شاهدة على مأساة ودعوة للإنسانية كي تستفيق.
وأشار الرميان إلى أن المعرض يحظى بدعم عدد من الجهات الخيرية والإنسانية بينها (نماء الخيرية - الكويت) و(كاف الإنسانية - البحرين) و(الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت).
ويشارك في المعرض الذي افتتح أول يوم الجمعة الماضي، عدداً من المصورين الفلسطينيين البارزين منهم عبدالرحمن زقوت وأحمد سلامة وعلي جادالله وبلال الحمص وفاطمة شبير وبلال خالد وجهاد الشرافي ومحمود أبو حمدة وفتحي مجدي وأنس عياد وهمام يونس.