تعكف دول عدة على صياغة «خطة عربية» للرد على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مستقبل قطاع غزة. وأوضحت مصادر مصرية وعربية أن «الخطة ستتضمن إلى جانب إعادة إعمار غزة والتعافي المبكر، مقترحات بشأن تحقيق السلام الشامل»، وأن يكون «التطبيع» مع إسرائيل في مقابل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، إن الوزير بدر عبد العاطي، أكد خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على هامش الاجتماع الوزاري بشأن سوريا الذي عُقد في باريس، الخميس، أن «القاهرة بصدد بلورة تصوّر شامل لإعادة إعمار غزة، دون تهجير سكان القطاع».
وذكرت «الخارجية» في بيان أن عبد العاطي أبلغ ماكرون، بأن هذا التصوّر يهدف إلى مساعدة سكان غزة «من خلال تنفيذ برامج ومشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار، بوجود الفلسطينيين على أرضهم».
كما أكد وزير الخارجية المصري، خلال لقاءات منفصلة مع نظرائه في إسبانيا والنرويج وآيسلندا وبولندا ورئيس المجلس الأوروبي، الجمعة، على هامش أعمال «مؤتمر ميونيخ للأمن»، «اعتزام القاهرة تقديم تصور شامل للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه»، وشدد في هذا الصدد على «أهمية البدء في عملية التعافي المبكر».
وقالت «رويترز» نقلاً عن 10 مصادر عربية، لم تسمِّها، إن النقاشات العربية العاجلة تهدف إلى إيجاد خطة بشأن مستقبل غزة في مواجهة طموح الرئيس الأميركي لتحويل القطاع إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» وإخلائه من سكانه الفلسطينيين. وأكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السعودي، اللواء محمد الحربي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك تنسيقاً عربياً وتحركات ككتلة واحدة ترفع صوتاً واحداً وهو (لا للتهجير)». وذلك في مواجهة «فكرة ترمب التي لاقت رفضاً واسعاً عربياً وعالمياً».
وأضاف أن «العرب سيوجهون رسالة إلى ترمب تتضمن موقفاً راسخاً وقوياً لا رجعة فيه»، موضحاً أن المقترح العربي «سيتضمن إعمار غزة في وجود أهلها»، لافتاً إلى ضرورة «وجود ضمانات كبيرة حتى لا يتكرر تدمير غزة مرة أخرى».
وذكر الحربي أن «الدول العربية ستؤكد موقفها الراسخ والثابت بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وأن لا سبيل للسلام إلا بحل الدولتين».
وأثار مقترح الرئيس الأميركي بـ«السيطرة على قطاع غزة» بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر، ردود فعل إقليمية ودولية رافضة على نطاق واسع،