خلال شهر رمضان المبارك، يمارس ربع سكان العالم من المسلمين، البالغ عددهم 1.9 مليار، الصيامَ اليومي من الفجر حتى غروب الشمس، وقد ثبت بالأدلة العلمية أن للصيام آثار إيجابية على صحة الصائم، جسدياً، فضلًا عن تعزيز صحته النفسية وعافيته وتحسين مزاجه ومساعدته في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب.
والصيام في شهر رمضان المبارك يتطلب تغييرا في مواعيد تناول الطعام، مما قد يؤثر على توازن العناصر الغذائية في الجسم.
ويمكن للصائم تلبية احتياجاته الغذائية خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور من خلال تناول وجبات متوازنة غنية بالعناصر الأساسية، ومع ذلك، هناك عادات غذائية غير صحية قد تؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن، أو تفاقم لأعراض صحية كزيادة الوزن والصداع وضغط الدم والكولسترول وغيرها ، مما يستدعي الانتباه إلى التغذية السليمة.

 
- تجنب مشاهدة التلفاز بكثرة ومتابعة المسلسلات الرمضانية لساعات متأخرة من الليل
- حدد مواعيد النوم والاستيقاظ
- خصص عادات قبل النوم ومارسها بإستمرار
- تجنب التعرض كثيرا للضوء الأزرق المنبعث من الاجهزة الذكية  
- تجنب الأطعمة الدسمة في وجبة السحور.
- تعرض لضوء الشمس الصباحي وتجنّب الهدوء خلال النهار
- لا تكثر من الكافين و المنبهات بعد الافطار أو تناوله في ساعات الليل الأولى
- مارس بعض التمارين الرياضية السريعة

 
 
 
تتميز أيام شهر رمضان المبارك بأجواء مختلفة عن باقي أيام العام، وخاصة خلال الليل الذي يحييه المسلمون بالعبادات، ويتناولون خلاله الطعام الذي يمتنعون عنه طوال ساعات النهار، ويقومون ببعض الأنشطة التي لا يقوون عليها خلال الصيام. 
ويعاني بعض الأشخاص اضطرابات النوم، فكيف يتعاملون معها في شهر رمضان؟ وما أبرز النصائح لنوم صحي في شهر الصيام؟
ماذا نعني باضطرابات النوم؟
يقول الطبيب النفسي الألماني أولريش فودرهولتسر إن اضطرابات النوم تعني عدم القدرة على التمتع بنوم هانئ ومريح في ما لا يقل عن 3 ليال أسبوعيا على مدار فترة تزيد على 4 أسابيع، وذلك في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية.
أعراض اضطراب النوم في رمضان
تتمثل بعض أسباب اضطرابات النوم في :
أمراض الغدة الدرقية.
الأمراض العصبية.
اضطرابات التنفس الليلية، بأن تكون لدى الشخص صعوبة في التنفس في أثناء النوم، ومن أعراض ذلك الشخير.
وجود مشاكل في العمل أو العلاقات الشخصية.
الاكتئاب.
الصدمات النفسية.
كيف يؤثر شهر رمضان على النوم؟
تقول مؤسسة حمد الطبية في قطر إن كثيرا من الناس ينامون بشكل متكرر وغير منتظم في أثناء اليوم الواحد خلال شهر رمضان، وذلك بسبب طبيعة الشهر الكريم والعبادات الدينية والعادات الاجتماعية المحفزة على السهر، ومن ثم الاستيقاظ في وقت متأخر من النهار، وخروج نمط النوم عن نسقه الطبيعي.
كما يلجأ بعض الأفراد إلى حرمان أنفسهم من النوم في أثناء النهار بسبب ارتباطهم بمواعيد العمل، حتى يصيب النوم المتقطع الإنسان بدرجة من الحرمان من النوم أو عدم الاكتفاء من النوم أو النوم والاستيقاظ في أوقات غير مرغوبة من الليل أو النهار.
وتؤكد المؤسسة أن هذا السلوك يرفع نسبة الإصابة باضطرابات الساعة الحيوية كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ ليلا بدلا من النهار.
وقد يستوفي كثير من الأفراد معظم ساعات نومهم خلال النهار، إلا أن كثيرا منهم يشكو من أعراض نقص النوم بسبب التغيير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ، واضطراب إفراز بعض الهرمونات كالميلاتونين، حيث تصل قمة إفرازه في الليل خلال فترة النوم، ومستوى هذا الهرمون ينخفض كثيرا خلال النهار، مما يساعد الجسم في الحفاظ على التوازن لأنه يتحكم في الساعة الطبيعية بالجسم، التي تتمثل في دورات النوم والاستيقاظ المتزامنة مع الليل والنهار.
في المقابل، فإن التعرض للإضاءة القوية في الليل والجلوس أمام التلفزيون يقللان من إفراز هذا الهرمون ويسببان الأرق، ومن العوامل السلبية المؤثرة على جودة النوم في أثناء نهار رمضان الضوضاء والارتباط بجدول العمل اليومي.
أعراض اضطراب النوم في رمضان
زيادة النعاس.
الخمول.
الصداع.
تعكر المزاج.
ويمكن للإنسان التوفيق بين النوم والعبادات في رمضان من دون أي تقصير، وذلك وفق النصائح التالية:
تنظيم الأوقات والحفاظ على راحة الجسم.
الالتزام بأسباب النوم السليم.
عدم السهر أمام التلفاز والهاتف الجوال.
تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة، خاصة مساء قبل النوم.
إذا شعرت بالتعب نهارا يمكنك القيلولة، شريطة ألا تتجاوز 30 دقيقة، حتى لا تؤثر على نومك ليلا.
تقليل المشروبات المحتوية على الكافيين.
توفير بيئة ملائمة في غرفة النوم، ولهذا الغرض ينبغي أن تتراوح درجة حرارة غرفة النوم بين 17 و22 درجة مئوية، وأن تكون معتمة وخالية من الضوضاء.
أسباب تغير نمط النوم في رمضان
هناك عدة أسباب وعوامل تؤدي إلى تغير نمط النوم في رمضان، والتي تتمثل في:
تناول الطعام في وقت متأخر أي بعد غروب الشمس، بالإضافة إلى وجبة السحور ما قبل أذان الفجر والإمساك عن الطعام.
بدء العمل في وقت متأخر من ساعات الصباح.
زيادة الواجبات الاجتماعية ولقاء الأقارب والأصدقاء في فترة المساء ولساعات متأخرة من الليل.
التأخر في الخلود إلى النوم وتقطع النوم لتناول وجبة السحور.
مشاهدة التلفاز بكثرة ومتابعة المسلسلات الرمضانية لساعات متأخرة من الليل.
ومع اجتماع هذه العوامل جميعها في شهر رمضان يتأثر نمط النوم الطبيعي لدى الصائمين مما يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للصائم.
تأثير تغير نمط النوم على الصائم
إن أسباب تغير نمط النوم في رمضان مجتمعة وبالأخص تناول الطعام في وقت متأخر من ساعات المساء يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم في الليل بسبب زيادة العمليات الأيضية، في المقابل عادة ما تنخفض درجة حرارة الجسم في ساعات الليل لتساعد الجسم على الاسترخاء والخلود إلى النوم بسهولة.
بالتالي فإن ارتفاع درجة حرارة الجسم في ساعات الليل تساهم في زيادة نشاطه وقلة النوم في الليل، وللأسف تنخفض درجة حرارة الجسم خلال ساعات النهار بسبب الصيام وعدم تناول الطعام والشراب لتؤدي إلى قلة اليقظة والشعور المستمر بالنعاس وتغير المزاج. 
وبشكل عام تؤثر قلة النوم في رمضان على الجسم مسببة الآتي:
صعوبة في قدرات التعلم والتفكير
حيث تعيق قلة النوم في رمضان القدرة على الانتباه واليقظة والتركيز والمنطقية، مما يؤدي إلى صعوبات في التعلم.
كما أن قلة النوم تجعل القدرة على تذكر الأمور أصعب، فهذه العملية أي تجميع الذكريات وتدعيمها تتم خلال النوم في الليل لتكون عرضة أكثر للنسيان.
احتمال حوادث أكبر
من المعروف أن قلة النوم في رمضان تؤدي إلى ارتفاع في خطر حدوث الحوادث وبالأخص حوادث السير، حيث أن الخمول من شأنه أن يقلل من الشعور بالوقت بشكل ملحوظ.
ليس هذا فحسب بل أوضحت الدراسات العلمية المختلفة أن التعب وقلة النوم يرفعان من خطر الحوادث في العمل.
حدوث اضطراب في المزاج
قلة النوم في رمضان وجودته تؤثر على الصحة النفسية تمامًا مثل الجسدية ليصاب الإنسان باضطراب في المزاج بوتيرة أعلى من المعتاد.
تأثيرات قلة النوم في رمضان الأخرى
من شأن قلة النوم في رمضان أن تؤدي إلى مضاعفات ومشاكل صحية خطيرة، مثل: أمراض القلب، والنوبة القلبية، والفشل القلبي، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية.
نصائح لنوم صحي خلال رمضان
إن الحفاظ على نمط صحي خلال النوم صحي في رمضان يساعد في تقليل والتقليل من الآثار السلبية المترتبة على قلة النوم، ولتحقيق ذلك إليكم النصائح الآتية:
تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم كونه من المنبهات.
عدم ممارسة أي نشاط بدني قبل ساعة من النوم تقريبًا.
تجنب تناول الطعام قبل ثلاث ساعات تقريبًا من النوم.
تجنب تناول الأطعمة التي من شأنها أن تؤدي إلى الأرق في النوم خلال وجبة السحور.
محاولة الخلود مبكرًا إلى النوم.
العمل على تنظيم بيئة النوم من سرير وفراش مريح، بالإضافة إلى التأكد من أن تكون درجة حرارة الغرفة لطيفة وتعتيمها.
معلومات تهمك حول دورة النوم
يتم تنظيم دورة النوم من خلال تفاعل خلايا عصبية مخصصة في منطقة الوطاء (hypothalamus) الموجودة في الدماغ، ليدخل الجسم في 6 دورات من النوم في الليلة الواحدة، تشمل كل واحدة منها على مرحلتين، علمًا أن كل مرحلة تستغرق 90 دقيقة تقريبًا، وهذه المراحل هي:
المرحلة الأولى
وهي مرحلة حركة العين غير السريعة (non rapid eye movement-nrem)، والتي تحدث في النصف الأول من الليل ولها عدة مراحل فرعية، وتكون على النحو الآتي:
المرحلتان الأوليتان: تشكلان 40 % من دورة النوم ويكون فيها النوم سطحيًا.
المرحلتان الأخيرتان: تشكل 20 % من دورة النوم ويكون النوم خلالها عميقًا جدً.
المرحلة الثانية
هي مرحلة حركة العين السريعة (rapid eye movement - rem) والمعروفة باسم نومة الأحلام، وهي تحدث عادة خلال النصف الثاني من الليل، ويميزها الحركة الدائرية للعين وشلل الجسم.
وتحتل هذه المرحلة ما يقارب 20-25 % من دورة النوم.
كما ذكرنا سابقًا فإن الجسم يدخل في 6 دورات خلال الليلة الواحدة وأثناء النوم، حيث يكون الشخص قد دخل في النوم الخفيف خلال الدورة الأولى والثانية، بمعنى أن الدماغ لا يزال نشطًا وبالإمكان إيقاظ النائم بسهولة خلال هاتين الدورتين.
أما في الدورتين الثالثة والرابعة يبدأ نشاط الدماغ في الانخفاض، إلا أن الجسد يكون مشغولًا في تصليح وتعديل بعض العمليات في الجسم والتي حدثت خلال اليوم عن طريق إطلاق بعض المواد الكيميائية، ويكون من الصعب خلال هاتين الدورتين وبالأخص الرابعة إيقاظ النائم.
بعد ذلك يبدأ الدماغ باستعادة نشاطه تدريجيًا وندخل في مرحلة النوم الخفيف ويحدث هنا ما يسمى بحركة العين السريعة، أي يستعيد الدماغ نشاطه تمامًا كما لو كان الإنسان مستيقظًا في حين يسترخي الجسم تمامًا ويكون بإمكان النائم أن يحلم.
وتشير التوصيات العالمية بضرورة الحصول على 6-8 ساعات من النوم في الليلة إلا أن هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر كما يقل مع تقدم الإنسان بالعمر، وتبين أن ما هو مهم في موضوع النوم هو الجودة وليس كمية الساعات.
فالنوم الجيد ضروري للحفاظ على صحة نفسية وجسدية جيدة، بالتالي خلال شهر رمضان تتغير دورة النوم بشكل كبير لدى الصائمين، حيث يبدأ الصائم بتناول الطعام والشراب بعد غروب الشمس وفي فترة المساء، وتبعًا لذلك ينشط في هذه الفترة أيضًا مما يؤخر عملية النوم ويقلل من ساعاته وجودته.