أعلنت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي عن إطلاق حملتها الرمضانية للعام الحالي 1446 هـ – 2025 م تحت عنوان “لايطوفك الخير”، والتي ستنفذ في 25 دولة تشمل دولة الكويت و24 دولة حول العالم، ويُستهدف من خلالها أكثر من مليون مستفيد، اعتماداً على التبرعات المتوقعة من أهل الخير في دولة الكويت ودعمهم الكريم للمشروعات الإنسانية على مدار العام.
رؤية الحملة وأهدافها
أكد نائب الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية عبدالعزيز الكندري في عن اعتقاده الراسخ بأهمية استغلال قرب حلول شهر رمضان المبارك لتعزيز العمل الخيري، موجهًا أطيب التهاني والتبريكات للكويت قيادةً وحكومةً وشعباً وللمقيمين على أرضها، وشدد الكندري على أن هذه الحملة الرمضانية ليست مجرد استجابة مؤقتة للأزمات، بل هي رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق أهداف تنموية شاملة تواكب الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بتحقيق التنمية الصحية والاجتماعية والاقتصادية للمستفيدين في الدول المنكوبة.
وأكد الكندري أن نماء الخيرية تحظى بثقة أهل الكويت الذين دعموا حملاتها الرمضانية السابقة، داعياً الجميع إلى مواصلة هذا الدعم السخي من أجل تحقيق الأرقام المستهدفة والوصول بخير مشاريع الحملة إلى الملايين من النازحين واللاجئين والمحتاجين عبر العالم.
استراتيجية الحملة: العمل داخل الكويت وخارجها
وأوضح الكندري، أن استراتيجيتنا تعتمد على تقسيم الجهود بنسبة 70% داخل الكويت و30% خارج الكويت، هذه النسبة تعكس التزام نماء الخيرية بتوطين العمل الخيري والإنساني داخل الوطن، مع تعزيز دور الشراكات الدولية لتحقيق أثر تنموي مستدام.
العمل داخل الكويت
تُوجه 70 % من جهود الحملة إلى دعم الأسر المحتاجة المسجلة على منصة وزارة الشؤون الاجتماعية، وتشمل المشاريع داخل الكويت:
مشروع إفطار الصائم: توزيع وجبات الإفطار على الصائمين في أكثر من 35 موقعًا داخل دولة الكويت، لا سيما للعمال ذوي الدخل المحدود، حيث تُقام موائد إفطار في خيم مجهزة لتوفير الطعام يوميًا طوال الشهر الفضيل.
مشروع زكاة الفطر وكسوة العيد: توزيع زكاة الفطر على الأسر المحتاجة وفقًا للضوابط الشرعية، وتوفير كسوة العيد وعيدية الأطفال والأيتام لتعزيز فرحة العيد ودعم الأسر ذات الدخل المحدود.
المشاريع الاجتماعية والإنمائية اليومية: دعم الأسر المتعففة من خلال تقديم مساعدات نقدية وعينية، وتمويل المشاريع التعليمية والتنموية التي تُسهم في تحسين مستوى المعيشة.
العمل خارج الكويت
تُخصص 30 % من الحملة لدعم الدول الأشد احتياجاً، حيث تُنفذ المشاريع عبر شركاء محليين معتمدين من وزارة الخارجية الكويتية، وتشمل:
مشروع إفطار الصائم: تنفيذ حملات إفطار جماعي للصائمين في مناطق الأزمات مثل الداخل السوري، تركيا، الصومال، بنغلاديش، فلسطين، بالإضافة إلى اللاجئين الروهينجا، وغيرها من الدول التي تشهد أوضاعاً إنسانية كارثية.
مشروعات تنموية متنوعة: إطلاق ما يصل إلى 30 مشروعًا متنوعًا خلال شهر رمضان، تشمل مشروعات المياه (حفر الآبار وتوفير مياه الشرب النظيفة)، مشروعات الكسب الحلال لتحسين سبل العيش، مشاريع عمليات العيون لعلاج أمراض العيون مثل المياه البيضاء، بالإضافة إلى مشروعات تعليمية، وبرامج لتحفيظ القرآن الكريم، التي تهدف إلى بناء قدرات المجتمع وتعزيز الوعي الثقافي والديني.
دعم قطاعات الصحة والتعليم: إرسال قوافل طبية لتقديم الفحوصات والعلاج للمحتاجين في الدول المتضررة، وكذلك دعم بناء وترميم المدارس والمراكز التعليمية لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للفئات الضعيفة.
مشاريع الحملة الرمضانية: تفاصيل وإنجازات
في إطار حملة “لايطوفك الخير”، ستُنفذ نماء الخيرية مجموعة من المشروعات الرمضانية المتكاملة التي تسعى لتلبية احتياجات الفئات المستهدفة في الدول المختلفة، ومن أبرزها:
مشروع إفطار الصائم:
تُقدم نماء الخيرية وجبات إفطار يومية للصائمين داخل الكويت وخارجها، مع تنظيم موائد إفطار للعمال والأسر ذات الدخل المحدود، عبر توزيع السلال الغذائية والوجبات الجاهزة التي تغطي الاحتياجات الأساسية للصائمين.
مشروع زكاة الفطر وكسوة العيد:
يتم توزيع أموال زكاة الفطر وفق الضوابط الشرعية، وتوفير كسوة العيد للأطفال والأيتام، بهدف رسم البسمة على وجوههم وإدخال الفرح على قلوبهم في يوم العيد، مما يُعتبر صدقة جارية وأثرًا اجتماعيًا إيجابيًا.
مشاريع اجتماعية وتنموية:
تشمل تقديم المساعدات المالية والعينية للأسر المحتاجة داخل الكويت، وتوفير الدعم لتنفيذ مشروعات صغيرة تُسهم في تحسين سبل العيش، مثل دعم التعليم وتوفير فرص التدريب المهني.
مشروعات صحية وإغاثية خارج الكويت:
يتم تنظيم قوافل طبية تُقدم الخدمات الطبية والعلاجية للمحتاجين في مناطق الأزمات، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات إمداد الغذاء والمستلزمات الطبية في الدول التي تشهد كوارث طبيعية أو أزمات حرب، مع تأكيد دعم القطاعات الصحية من خلال إنشاء مستشفيات تعليمية وعيادات متنقلة.
مشروعات المياه والكسب الحلال:
يهدف المشروع إلى حفر آبار مياه نظيفة في المناطق التي تعاني من نقص المياه، إضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة التي تُمكن الأسر من تحقيق اكتفائها الذاتي وتحسين مستوى معيشتها، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وفق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة.
مشروعات تعليمية وثقافية:
تشمل بناء وترميم المدارس، وتوفير المنح الدراسية للطلاب المحتاجين، بالإضافة إلى دعم برامج تحفيظ القرآن الكريم والمبادرات الثقافية التي تعزز من القيم الإسلامية والإنسانية، مما يساهم في بناء جيل واعٍ قادر على المشاركة في تنمية مجتمعه.
التوطين والشراكة المجتمعية
وأكد الكندري، أن نجاح حملات نماء الخيرية يرتكز على توطين العمل الخيري، إذ تُعتبر المبادرة جزءًا من رؤية طويلة الأمد لتعزيز القدرات المحلية في دولة الكويت. فالتبرعات والمساعدات التي تُجمع تُستخدم بطريقة تضمن نقل المعرفة والخبرة إلى المجتمع، بحيث تُصبح المؤسسات الخيرية محركًا رئيسيًا لتحقيق التنمية المستدامة داخل الوطن وخارجه.
وأشار إلى أن نماء الخيرية تعمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الحكومي والأهلية والتجاري، لضمان تنفيذ المشاريع وفق أعلى المعايير، وتحقيق أقصى أثر إنساني واقتصادي. ومن هنا، تأتي أهمية إنشاء لجنة متخصصة تترأسها إدارة العلاقات العامة لتطوير الأوقاف والاستثمار، بهدف دعم استدامة المشاريع وتحقيق التكافل الاجتماعي.
التوافق مع رؤية الكويت 2035 والأهداف الإنمائية للأمم المتحدة
يُعد إطلاق حملة “لايطوفك الخير” جزءًا من الجهود الرامية لتحقيق رؤية الكويت 2035، التي تركز على تطوير قطاعات التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية، وتعمل على بناء مجتمع يتمتع بالاستدامة والرفاهية، وأكد الكندري أن هذه الحملة تُعد نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري، حيث تُترجم القيم الإنسانية إلى مشاريع عملية تُحدث فرقًا ملموسًا في حياة المحتاجين.
ومن جهة أخرى، تأتي مشروعات نماء الخيرية متوافقة مع الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، ولا سيما الهدف الثالث المتعلق بـ الصحة الجيدة والرفاه، والهدف الرابع الذي يسعى إلى تعزيز التعليم الجيد، فمشاريعنا الصحية مثل توفير العلاج لمرضى التصلب العصبي والروماتويد، وإنشاء القوافل الطبية والمستشفيات التعليمية، تُسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية وتخفيف معاناة المرضى، كما يُعد دعم التعليم وتوفير المدارس والمراكز الثقافية خطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا.
واعلن الكندري عن مجموعة من المشاريع الإعلامية والبرامج الرمضانية ضمن حملتها الرمضانية، تطلق نماء الخيرية برامج نوعية تهدف إلى نشر ثقافة العمل الخيري وتعزيز القيم الإنسانية، ومن أبرز هذه البرامج برنامج “لحظة خير» – والذي يُعرض عبر تلفزيون الراي، حيث يحكي المتطوعون في العمل الخيري والإنساني قصصًا ملهمة عن تجاربهم في مساعدة المحتاجين والتأثير الإيجابي الذي أحدثوه في حياة الآخرين إضافة إلى برنامج “ملخصات فقهية» – سلسلة مقاطع قصيرة تُبث على منصات التواصل الاجتماعي، تقدم إجابات فقهية بسيطة وواضحة حول أحكام الصيام والعبادات خلال شهر رمضان.
ختام التصريحات:
دعوة للمشاركة والتبرع
وأعرب الكندري عن شكره العميق لكل من ساهم ودعم حملات نماء الخيرية على مدار العام، داعيًا أهل الكويت إلى الاستمرار في دعم الحملة الرمضانية “لايطوفك الخير”، لضمان وصولها إلى الأرقام المستهدفة وتقديم الخير للملايين من النازحين واللاجئين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
وقال الكندري:»إن كل تبرع منكم هو بذرة خير تُزرع في قلوب المحتاجين، وتُثمر حياةً كريمة، ورحلة أمل لا تنتهي، ندعوكم لأن تكونوا شركاء في هذه الرحلة الإنسانية، ولتدعموا مشاريعنا الرمضانية التي تُعيد بناء الأمل في حياة من يفتقرون إلى أبسط حقوقهم. إن عطاؤكم لا يقتصر على تغطية الاحتياجات، بل هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.»
وأكد الكندري على أن هذه الحملة ستُنفذ بنهج متكامل يشمل أنشطة إعلامية وتطوعية ومشروعات تنموية وإغاثية، تُمكن نماء الخيرية من تحقيق أثرٍ إيجابي واقتصادي واجتماعي، سواء داخل الكويت أو على المستوى الدولي.
تأتي حملة “لايطوفك الخير” في رمضان 1445 هـ – 2025 م لتكون بمثابة رسالة أمل وبوابة للتغيير، تُترجم مشاعر التكافل والعطاء إلى مشاريع عملية تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة من هم بأمسّ الحاجة، من خلال تنفيذها في 25 دولة، وتسليط الضوء على أهمية توطين العمل الخيري وتعزيز الشراكات المجتمعية، تثبت نماء الخيرية أنها رائدة في مجال العمل الإنساني والتنمية، وتضع نفسها ضمن قائمة المؤسسات التي تسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة ورؤية الكويت 2035.
إن كل خطوة تُخطوها نماء الخيرية تُذكرنا بأن الخير لا حدود له، وبأن الأمل يُبنى يومًا بعد يوم، بفضل العطاء الذي يجمعنا على رسالة إنسانية سامية تهدف إلى إعادة بناء المجتمعات وتمكينها من تحقيق مستقبل أفضل.