أعلنت روسيا، أنها سيطرت بشكل كامل على مدينة سودجا الواقعة في منطقة كورسك، التي سقطت في أيدي القوات الأوكرانية بعد وقت قصير من هجومها المفاجئ في أغسطس الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها «حررت» سودجا، بالإضافة إلى بلدتين أخريين في المنطقة الحدودية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن العملية الروسية لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك غربي روسيا دخلت مرحلتها الأخيرة.
وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كورسك، لأول مرة منذ سيطرة القوات الأوكرانية على أجزاء منها في أغسطس.
إلى ذلك، قال مصدران مطلعان إن روسيا قدمت للولايات المتحدة قائمة مطالب للموافقة على اتفاق ينهي حربها على أوكرانيا ويعيد ضبط العلاقات مع واشنطن.
ولم تتضح بعدُ مطالب روسيا على وجه الدقة، أو ما إذا كانت مستعدة للدخول في محادثات سلام مع كييف قبل قبولها.
وقال المصدران إن مسؤولين روسيين وأميركيين ناقشوا الشروط خلال محادثات حضورية وافتراضية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
ووصف المصدران شروط الكرملين بأنها فضفاضة ومشابهة للمطالب التي سبق أن قدمها لأوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وشملت تلك الشروط السابقة عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وإبرام اتفاق بعدم نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، واعترافاً دولياً بمزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتبعية شبه جزيرة القرم و4 مقاطعات لروسيا.
كما طالبت روسيا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خلال السنوات الأخيرة بمعالجة ما وصفتها بـ«الأسباب الجذرية» للحرب، بما في ذلك توسع الحلف شرقاً.
وينتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً من بوتين بشأن موافقته على هدنة مدتها 30 يوماً، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه سيقبلها بوصفها خطوة أولى نحو محادثات السلام. ولا يزال التزام بوتين باتفاق محتمل لوقف إطلاق النار غير مؤكد، ولم تُحسم تفاصيله بعدُ.
ويخشى بعض المسؤولين والمشرعين والخبراء الأميركيين أن يستغل بوتين، الضابط السابق في جهاز المخابرات السوفياتية (كي جي بي)، الهدنة لتكثيف ما يصفونها بمحاولة لإحداث شقاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا، وتقويض أي محادثات.
ويقول الخبراء إن مطالب روسيا لا تهدف على الأرجح إلى صياغة اتفاق نهائي مع أوكرانيا فحسب، بل تهدف أيضاً إلى أن تكون أساساً لاتفاقيات مع داعميها الغربيين.
وسبق لروسيا أن قدمت مطالب مماثلة للولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين، وهي مطالب من شأنها أن تحد من قدرة الغرب على بناء وجود عسكري أقوى في أوروبا، وربما تسمح لبوتين بتوسيع نفوذه في القارة.