قال الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (aeo) - أوابك سابقا - جمال اللوغاني أمس الخميس إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من مفاوضات خفض الانبعاثات الكربونية من قطاع الشحن البحري أثار قلقا دوليا ويشكل تحديا بالغ الأهمية أمام الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وأضاف اللوغاني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن هذا القرار يعكس التوتر القائم بين الاعتبارات الاقتصادية والالتزامات البيئية ويجسد توجه الإدارة الأمريكية الحالية نحو إعلاء المصالح الوطنية على حساب التوافقات الدولية في القضايا البيئية.وأوضح أن قطاع النقل البحري يعد من المصادر الرئيسية للانبعاثات الكربونية إذ تسهم عملياته بنحو 3 في المئة من إجمالي الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون وهو ما يضعه في قلب النقاشات الدولية المتعلقة بالتغير المناخي.
وذكر أنه في ظل هذا التأثير الكبير فإن غياب الولايات المتحدة باعتبارها من أبرز الفاعلين في هذا القطاع عن المفاوضات الجارية ضمن المنظمة البحرية الدولية قد يعرقل التوصل إلى توافق دولي حول السياسات المقترحة للحد من هذه الانبعاثات.
وأبدى قلقه من أن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى انقسامات داخل المنظمة البحرية الدولية في وقت تتباين فيه مواقف الدول الكبرى لافتا إلى أنه في حين تدفع دول الاتحاد الأوروبي نحو فرض رسوم بيئية على الشحن البحري كوسيلة ضرورية للحد من التلوث تتخوف الولايات المتحدة من أن تؤثر هذه الإجراءات سلبا على اقتصادها الوطني.
وأفاد بأن هذا الخلاف قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية وزيادة القيود على حركة التجارة العالمية في حال استمرت واشنطن في معارضتها لمثل هذه السياسات البيئية.
وذكر أن التحديات الناتجة عن غياب الدور الأمريكي قد تخلق فرصة للدول الأخرى لتولي زمام المبادرة في قيادة التحول البيئي بقطاع الشحن البحري مبينا أنه يمكن للدول الأوروبية إلى جانب دول نامية طموحة مثل جزر مارشال تطوير مبادرات إقليمية تستند إلى تشجيع تقنيات الشحن النظيف وزيادة الاعتماد على الوقود منخفض الانبعاثات والطاقة المتجددة.
وأكد أهمية استمرار الحوار الدولي في هذا المجال وضرورة التوصل إلى آليات عادلة ومتوازنة تراعي المصالح الاقتصادية للدول دون إغفال الحاجة الملحة إلى الحد من الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة البحرية للأجيال القادمة.