ابتكر علماء في الفيزياء من جامعة هانيانغ في كوريا الجنوبية جهازاً قادراً على تعزيز حاسة الشم من خلال تحفيز الأعصاب الشمية في التجويف الأنفي باستخدام حزم من الموجات الراديوية، ليصبح الجهاز بديلاً آمناً ومريحاً للعلاج العطري والطرق الجراحية لاستعادة حاسة الشم.
وقال البروفيسور تشانغ يون وو عضو فريق البحث، في تعليق على الابتكار: لقد تمكنا لأول مرة من تحسين القدرات الشمية للإنسان بشكل ملحوظ باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية فقط، حيث تعتبر طريقتنا غير جراحية تماما، ولا تتطلب أي مواد كيميائية، وهي آمنة بالكامل ولا تسبب تسخين الجلد أو أي انزعاج، لافتاً إلى معاناة عدد كبير من الأشخاص حول العالم من مشاكل في حاسة الشم، حيث تُستخدم حالياً الإجراءات الجراحية والعلاجات العطرية القائمة على مواد قوية الرائحة لتحفيز الخلايا العصبية الشمية.
واكتشف العلماء قبل عدة سنوات أن حزم الموجات الراديوية المركزة يمكنها تغيير طريقة عمل الخلايا العصبية في الدماغ، مما دفع الفريق الكوري في جامعة هانيانغ لتجربة استخدامها لتعزيز نشاط الخلايا العصبية في البصلة الشمية المسؤولة عن معالجة الإشارات القادمة من مستقبلات الأنف.
وقد شملت الدراسة 28 متطوعا كوريا من الشباب الأصحاء، خضعوا لاختبارات التعرف على الروائح، وطُلب منهم مقارنة روائح عينات تحتوي على كميات مختلفة من كحول البيوتانول، وخضع بعضهم لجلسة تحفيز دماغي لمدة خمس دقائق باستخدام الموجات الراديوية، حيث أظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في حاسة الشم لدى المتطوعين بعد أن أصبحوا قادرين على اكتشاف رائحة البيوتانول بتركيز منخفض يصل إلى 0.0022 % مقارنة بـ 0.016 % قبل التجربة، واستمر هذا التحسن لأسبوع على الأقل، ما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج فقدان حاسة الشم الكلي أو الجزئي.