تواصل حديقة الملك سلمان في الرياض، رحلة الإنجاز الفريدة، من خلال استمرار الأعمال والإنشاءات، واتساع رقعة المساحات الخضراء داخل أرجاء الحديقة شاسعة المساحة، لترسم معها أنموذجًا وطنياً فريداً على المستوى العالمي في رحلة البناء الخضراء، حتى الوصول إلى تحقيق رؤية حديقة هي الأولى من نوعها في العالم، تتجلى فيها ملامح مدينة خضراء بلا جدران.
وتتبنى حديقة الملك سلمان تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بصفتها أحد الحلول المبتكرة، التي تعيد تشكيل مفهوم البناء في المساحات الحضرية، وتستخدم هذه التقنية في إنشاء الوحدات الخدمية المنتشرة في أرجاء الحديقة، مثل الخدمات العامة، والأكشاك، ومساحات الاستراحة، وغيرها من المرافق، كما تسهم في تسريع وتيرة الإنجاز مع المحافظة على جودة البناء؛ مما يجعلها أداة رئيسة في تحقيق رؤية الحديقة المستدامة.
وتشكل الحدائق الفرعية امتداداً للغابة المركزية داخل حديقة الملك سلمان، التي تمثل بوابات طبيعية تربط محيط الحديقة، إذ تتفرد كل حديقة فرعية بتصميم يميزها، وأنواع أشجار ونباتات خاصة بها، لتقدم تجارب متنوعة للزوار تعكس ثراء البيئة الطبيعية للحديقة، وتعد هذه الحدائق نقاطاً للعبور والاستكشاف ومساحات رحبة تعزز شعور الزوار بانسجام المدينة مع الطبيعة.
وتعد حديقة الفنون متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق، وفيها تمتزج الأعمال الفنية والنباتات المتنوعة بمشهد البحيرة لتتحول الطبيعة المحيطة بها، إلى معرض دائم للفن والإلهام، فيما تعبر الجسور المعلقة فوق المياه، لتربط بين مناطق الحديقة وتمنح الزوار إطلالات بانورامية، وتعزز تجربتهم وتجمع التصميم الحديث وروح الطبيعة. ويعد مشتل الزوار بمساحته التي تبلغ 7800 متر مربع من ركائز الجهود المستمرة لتوسيع المساحات الخضراء داخل أرجاء حديقة الملك سلمان، وزيادة التنوع البيولوجي، إذ يوفر المشتل ما يقرب من 82.500 شجرة وشجيرة من الأنواع المحلية المتكيفة مع البيئة والشجيرات، التي تضفي جمالاً على الممرات ومناطق الجلوس، فضلاً عن أنه يعد مشتلًا يتعلم من خلاله الجميع رحلة النباتات من البذور حتى الوصول إلى الجذور.
وفي رحلة البناء داخل حديقة الملك سلمان، يبرز تطوير مباني المواقف نقاطَ ربطٍ رئيسة موزعة في أنحاء الحديقة التي تربط الزوار بعالم من الطبيعة بعيدًا عن ضوضاء المدينة، بين المرافق المبتكرة بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد وأعمال الزراعة المستمرة في رحاب الحديقة، وتعد مباني المواقف أول نقاط، التقاء الزوار مع الحديقة، إذ صُممت المواقف لتكون جزءاً من تجربة الحديقة نفسها، وتدمج بين المواقف والمرافق العامة والخدمات المتنوعة في 8 مبانٍ موزعة استراتيجياً لتغطي جميع مناطق الحديقة، وتتنوع تصاميمها لتمنح كل مبنى طابعاً خاصاً به، إضافة إلى تسهيل حركة الزوار، وتنظمها منذ لحظة وصولهم حتى انطلاقها في أرجاء الحديقة.