تعرضت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، الجمعة، لقصف مدفعي وبالمسّيرات، استهدف مراكز إيواء النازحين والأسواق والأحياء السكنية، وصف بأنه الأعنف منذ أسابيع، فيما تواصل «قوات الدعم السريع» تضييق الحصار على الجيش السوداني والفصائل المساندة له، من محاور عدّة في المدينة.
وقال المتحدث باسم القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، العقيد أحمد حسين، إن «ميليشيا الدعم السريع الإرهابية» بدأت منذ الصباح الباكر في شنّ هجمات عنيفة على مخيمات النازحين، ومراكز الإيواء والأحياء السكنية. ووصف الهجوم بأنه «حملات انتقامية» على مواطنين أبرياء. وعدّ الهجمات العنيفة على الفاشر جزءاً من الانتهاكات، التي ظلت ترتكبها «ميليشيا الدعم السريع» ضد المدنيين في هذه الحرب.
والأسبوع الماضي، تمكن الجيش لأول مرة من فكّ الحصار الجوي على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ مايو العام الماضي، وشملت عملية الإسقاط الجوي عتاداً عسكرياً، ووصفت العملية بالناجحة، في وقت كانت فيه «قوات الدعم السريع» على بعد مسافة قصيرة من القيادة العامة للجيش في الفاشر.
وأضاف حسين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيا نفّذت عملية بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، شملت أجزاء واسعة في المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الذين يجري حصرهم. مشيراً إلى أن الأوضاع على الأرض تحت السيطرة الكاملة للجيش والقوات المتحالفة معه، التي تدافع عن الفاشر، في مواجهة الحملات الانتقامية التي تستهدف الجميع.
ومنذ أكثر من عام، تحاصر «قوات الدعم السريع» الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وهي العاصمة الوحيدة في الإقليم الشاسع، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.
بدورها، قالت «تنسيقية لجان المقاومة المحلية» في الفاشر إن المدينة تشهد منذ وقت باكر قصفاً مدفعياً مكثفاً يستهدف الأسواق والمستشفيات والأسواق. وأضافت، في بيان على موقع «فيسبوك»، أن هذا الهجوم الذي وصفته بـ«الوحشي» يأتي ضمن سلسلة من المجازر المتكررة، التي ظلّت ترتكبها «الميليشيات» يومياً في استهداف المدنيين. وذكرت في البيان أن «القذائف تنهمر على المدينة، ورائحة الموت تملأ الشوارع، ودُمر الكثير من المنازل، فيما يواصل الأهالي انتشال الجثث من تحت الركام».
ومنذ أيام، تواصل «قوات الدعم السريع» تقدمها في عدة محاور بالمدينة، وتُكثف من القصف المدفعي على الأحياء السكنية، واستخدام المسيّرات، ما أدّى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والإصابات، وسط المدنيين والمقاتلين بين الطرفين المتقاتلين.