عادت مسألة الانفلات الأمني في غرب ليبيا إلى الواجهة مجدداً، بعد ساعات من اشتباكات مسلّحة محدودة في مدينة العجيلات، وسط تضارب حول اختطاف مسؤول حكومي بارز بمدينة الخُمس، في مشهد يعكس استمرار هشاشة الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وشهدت مدينة العجيلات، الواقعة نحو 80 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، توتراً أمنياً عقب تنفيذ «قوة دعم المديريات» بالمنطقة الغربية عملية قبض على أحد المطلوبين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة في شارع الحمام السياحي بين عناصر القوة ومجموعات مسلحة محلية.
ووفق شهود عيان، سمع دوي أسلحة متوسطة وانفجارات ناجمة عن إطلاق قذائف في أرجاء المدينة، تزامناً مع تحركات لآليات مسلحة وسط الأحياء السكنية. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن مقر جهاز دعم المديريات بالعجيلات تعرض لهجوم بقاذف «آر بي جي»، ما تسبب في أضرار مادية دون ورود تقارير مؤكدة عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وفي السياق نفسه، نظم طلاب مدرسة الطليعة بمدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، وقفة احتجاجية داخل المدرسة، استنكاراً لمقتل أحد زملائهم جراء سقوط قذيفة عشوائية على أحد أحياء المدينة، وطالبوا النائب العام بالتحقيق في الحادثة ومحاسبة الجناة، مؤكدين رفضهم استمرار العنف والانقسام السياسي الذي يدفع ثمنه الأبرياء من المدنيين والأطفال.
وفي حادثة منفصلة، تضاربت الأنباء حول حادثة اختطاف مدير عام مركز طب الطوارئ والدعم، الدكتور طارق الهمشري، وأربعة من مرافقيه، أثناء مرورهم على طريق مدينة الخمس شرق العاصمة طرابلس، ما بين تأكيد رسمي بالاختطاف ونفي لاحق من المركز ذاته.
وأعلن المجلس الاجتماعي لمنطقة «سوق الجمعة والنواحي الأربعة» في طرابلس الإفراج في ساعة متأخرة من عن الهمشري ومرافقيه، قبل انتهاء مهلة الـ24 ساعة التي كان قد منحها للخاطفين، معلناً دخوله في حالة انعقاد دائم حتى إطلاق سراحه ومرافقيه، قبل اتخاذ ما وصفه بـ«خطوات حاسمة ومسؤولة»، محذراً من أي محاولة للمساس بأمن المواطنين في العاصمة.