المولد والنشأة
هو حمد بن خالد بن خضير بن علي بن فيصل زعيم آل خالد من كبار وجهاء الكويت «آنذاك»، تميز بحسن محادثته لكل من يجالسه وقد عرف عن «بيت آل خالد» أنه بيت عزّ وجاه، وعلم وأدب، ولد عام 1278هـ الموافق 1861م.
أوجه الإحسان في حياته
عــرف بعلاقته الطيبة بـالـنـاس، فقيرهم وغنيهم صغيرهم وكبيرهم وكــان عالماً بالأنساب كما عرف بشدة عطفه ورحمته فكانت تدمع عيناه إذا ما رأى محتاجاً لا يجد قوت يومه كان مجاملاً في غير نفاق مواسيا بلا شماتة يحمل قلباً نقي السريرة وعقلاً صائب الرأي.
مساعدة الفقراء
كان (رحمه الله) محسناً يخفي صدقاته وينفق على المحتاجين والمدينين واليتامى، وكان يقصد بيته كـل ذي حاجة مـن الكويتيين وعـابـري السبيل وعــن بيت الخـالـد كتب الشيخ عبد العزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت يقول: لهذا البيت من العز والشرف في الكويت ما جعله القطب الـذي تـدور حوله الأمـور المهمة هناك وكان لشيبه وشبانه ميزة بين مواطنيهم في الذكاء والفطنة وبمناصرة كل مشروع خيري وعلمي وأدبي وبالثبات الذي هو سر النجاح في الأعمال ومن الغبطة في هذا البيت الكريم أن رجاله كما قال الشاعر:
من تلق منهم تقل لا قيت سيدهم
مثل النجوم التي يهدى بها الساري
في تفريج الكرب
كان يحث الناس على البذل والعطاء والتآزر وقت الشدة ويذكر عنه الشيخ عبد الله النوري أن سفينة كويتية لعائلة مستورة الحال غرقت وقد كانت هذه السفينة هي المصدر الوحيد الذي تعيش عليه هذه الأسرة وكان الناس في ذلك الوقت يعانون أزمة اقتصادية ولكن ذلك لم يوهن من عزمه في فعل الخير بل قام المحسن حمد بن خالد يطوف الأسواق ومعه ورقة للاكتتاب الخيري يطلب العون لهذه الأســرة ويحث الناس على المساهمة وفعل الخير قائلاً: «اكتتبوا ولله علي عهد أن أضع مثلكم كلكم» فكان رحمه الله رقيق القلب أمام كل محتاج أو مكروب، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، مـن كــان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» )متفق عليه).
مجال التعليم
عندما اتفق أهل الخير على إنشاء مدرسة نظامية لتعليم الأبناء عام 1328هـ - 1910م وهي المدرسة المباركية كانت للمرحوم حمد الخالد أياد بيضاء في تأسيسها وجهود فاعلة في إنشائها فقد تبرع بمنزل له لتقوم عليه تلك المدرسة ولم يتوقف عطاؤه وإحسانه عند ذلك بل تبرع أيضاً بمبلغ خمسة آلاف روبية ويعتبر مبلغاً كبيراً في ذاك الوقت وبعد أن تم تشييدها وافتتاحها اختير حمد بن خالد رئيساً لأعضاء مجلس إدارتها وعمل في تنمية ماليتها وإدارة عقارها أكثر من المعارف فأمر (رحمه الله) بتسليم الأمانة إلى أهلها. ما يــدون في سجل إحسانه أيضا في هذا المجال حبه للعلم والعلماء فقد خصص في ديوانه مكانا مجهزاً لإقامة العلماء الزائرين للكويت وكان يتكفل بالإنفاق عليهم طيلة فترة إقامتهم مـع إفـسـاح المـجـال للقائهم بالناس لنشر العلم والتفقه في الدين.
العناية بالمساجد
كان حمد بن خالد رحمه الله تعالى غيورا على بيوت الله تعالى حريصا على المساهمة في بنائها وإصلاحها، ففي عام 1341 هـ - 1923م أوشك مسجد آل يعقوب على الانهيار فسارع إليه حمد بن خالد وقام ببنائه على أحدث طراز «آنـذاك» وهو البناء القائم الآن وإن أدخلت عليه بعض التحسينات وسيظل التاريخ يذكر لهذا المحسن حرصه على إتمام البناء في أقل من ثلاثة أشهر فالمسجد هـدم بعد صـلاة عيد الفطر وأعـيـد بناؤه وأقيمت فيه صلاة عيد الأضحى المبارك من نفس العام، وقد بذل فيه من المـال ما يقدر بأربعة عشر ألف روبية، كما عرف عنه حبه للخير وتسخير ما أعطاه الله من مال في البر والإحسان امتثالاً لقوله الله تعالى: «من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون» «سورة النمل». وقد أنشد الشيخ عبد العزيز أحمد الرشيد مادحاً حمد آل خالد على مواقفه النبيلة في الأعمال الخيرية قائلاً:
يــا حـمـد نجــل الطيبين ومــن همو
فــي الـلـيـلـة الـظـلـمـاء بـــدر مسفر
أنــــت الــعــمــود لأســــرة مـــا همها
إلا اقــتــفــاء طــريــق مـــن يتبصر
أنـــت الــزعــيــم لـهـم وأنـــت أمـامـهـم
فـــي كـــل مــعــضــلــة تجـــل وتـكـبـر
كما قال فيهم يوسف بن عيسى القناعي مادحا
آل خالد بمناسبة إصلاح مسجد اليعقوب:
لـــو قــيــل مـــن هـــم فـــي الــكــويــت
أولـــــــــو المــــــكــــــارم والمحــــامــــد
الـــــطـــــيـــــبـــــون المحــــســــنــــون
عـــلـــى المدارس والمـــسـاجد
الــراحـمون الـثابـتون
عـلى المــبادئ والمــقـاصـد
لأجــبـتهم هـــذي الـــصــفـات
تجـمعـت فــي آل خـــالــد
1 -
2 - صورة تاريخية يظهر فيها بيت آل خالد
صالح بن صالح آل إبراهـ&<740;م
المولد والنشأة
هـو صالح بن صالح بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد المحسن بن إبراهـ&<740;م من أسرة لهـا مكانتهـا من الشرف والجاه، وجدّه هـو إبراهـ&<740;م بن ريمان بن خن&<740;فر العنجري من بني تم&<740;م من نجد بالجزيرة العرب&<740;ة وقد هـاجروا إلى الكويت.
ولد صالح الإبراهـ&<740;م عام 1270 هـ الموافق 1853 م في حي آل إبراهـ&<740;م بالكويت وتعلّم القراءة والكتابة في «كتّاب» كان مخصّصا لأبناء « آل إبراهيم» ومن حولهـم. تولى إدارة أملاك آل إبراهـ&<740;م عام 1300 هـ، وكانت عبارة عن مقاطعت&<740;ن كب&<740;رت&<740;ن من النخ&<740;ل هـما: الدورة، والقطعة وقد بذل جهـودا كب&<740;رة في إصلاحهـما وتنم&<740;ته وقد نعمتا بالازدهـار بفضل حكمته وقوة إرادته.
عرف الش&<740;خ «صالح» بالحزم والعزم، منظما في ح&<740;اته وعلمه ويحبّ العمل ويكرم عمّاله المجدّين، ورغم ما أعطاه الله من سعة في الرزق لم يغتَر بذلك وكان يقول لأولاده إنني ما شبعت منذ أدركت إلى أن أصبح الآن عمري فوق الثمان&<740;ن، وهـذا يدل على الإرادة القوية وعلى اقتدائه بقول رسول الله صلى الله عل&<740;ه وسلم:
« نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع» كما عرف بالتزامه بواجباته الدين&<740;ة وكان يحث خدمه على الصلاة في المسجد.
أوجه الإحسان في ح&<740;اته:
مواقفه الوطن&<740;ة
كانت له صداقات حم&<740;مة مع الش&<740;خ مبارك الذي كان يقدره تقديرا كب&<740;را وكذلك الش&<740;خ سالم المبارك، والش&<740;خ أحمد الجابر، كان سندا للكويت وأهـلهـا، فساعد في حرب الجهـراء، وفي بناء السور، وتبرّع بس&<740;ارت&<740;ن للحكومة أثناء معركة.
مساعدة الفقراء
عرف الش&<740;خ صالح بمساعدته للمحتاج&<740;ن والفقراء، وكانت له أياد ب&<740;ضاء في مساعدة المتضررين من الأمطار الشديدة التي أتت في سنة «الهـدّامة» عام 1353 هـ - 1934 م ح&<740;ث هـدّمت الأمطار معظم الب&<740;وت الضع&<740;فة المبن&<740;ة من الط&<740;ن في الكويت فانبرى الش&<740;خ صالح آل إبراهـ&<740;م ينفق من ماله في مساعدة المتضررين وإعانة المحتاج&<740;ن.
العناية بالمساجد
قام الش&<740;خ صالح آل إبراهـ&<740;م بتجديد مسجد الدورة في جنوب البصرة سنة 1314 هـ
وكان يحثّ على الصلاة بالمساجد ويعمل على إصلاح ذات الب&<740;ن.
وفاته
انتقل الش&<740;خ «صالح آل إبراهـ&<740;م» إلى رحمة الله تعالى عام 1354 هـ الموافق 1935 م وللش&<740;خ صالح أربعة من الأولاد هـم: حمد، وإبراهـ&<740;م، وعبد اللط&<740;ف، ومحمد.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فس&<740;ح جنّاته.