- تزوجت في الجاهلية من أبو أمية حذيفة بن مخزوم والد أم سلمة
- أسلم زهير ابنها  وسعى لنقض صحيفة المقاطعة التي فرضتها قريش على الرسول

 
 
لعل كثيرا ممن ينكر أن تكون للمرأة قيادة يستند إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها قيادة، وكان ذلك شأنها أيضا في العهد الراشد الذي يمثل العصر الذهبي للإسلام.
وهذه محاولات للإطلالة على قيادة المرأة كما صورتها السنة النبوية.
عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة الرسول وأخت أبيه من أبيه وأمه وأمهما: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
 
 
 
حياتها
تزوجت في الجاهلية من أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والد أم سلمة زوج النبي ، فأنجبت له عبد الله وزهير. لم يسلم عبد الله إلا قبل الفتح ، أما زهير فقد أسلم وكان أحد الساعين لنقض صحيفة المقاطعة التي فرضتها قريش على الرسول وبني هاشم.
رؤيتها
رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها. فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له: يا أخي ، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به. 
فقال لها: وما رأيت؟ قالت: رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها. ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة قال العباس والله إن هذه لرؤيا، وأنت فاكتميها، ولا تذكريها لأحد.
ثم أخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا، فذكرها له واستكتمه إياها. فذكرها الوليد لأبيه عتبة بن ربيعة ففشا الحديث بمكة حتى تحدثت به قريش في أنديتها.
قال العباس فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم فقال لي أبو جهل يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية؟ قال قلت: وما ذاك؟ قال تلك الرؤيا التي رأت عاتكة قال فقلت: وما رأت؟ قال يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقا ما تقول فسيكون وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت من العرب. قال العباس فوالله ما كان مني إليه كبير إلا أني جحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئا: قال. ثم تفرقنا.
فلما أمسيت ، لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني، فقالت أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك غير لشيء مما سمعت، قال قلت: قد والله فعلت، ما كان مني إليه من كبير. وايم الله لأتعرضن له فإن عاد لأكفينكنه.
قالت فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه. قال فدخلت المسجد فرأيته، فوالله أني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأقع به وكان رجلا خفيفا، حديد الوجه حديد اللسان حديد النظر. 
قال إذ خرج نحو باب المسجد يشتد. قال فقلت في نفسي: ما له لعنه الله أكل هذا فرق من أن أشاتمه قال وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث. قال فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر.
 
ما ورد في عاتكة 
وقد تقدم ما أذكره وأكثر منه في أوائل غزوة بدر‏.‏
15395- عن عاتكة بنت عبد المطلب قالت‏:‏ رأيت راكباً أخذ صخرة من أبي قبيس فرمى بها للركن فتفلقت الصخرة، فما بقي دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دور بني زهرة‏.‏ قلت‏:‏ فذكر الحديث إلى آخره‏.‏
رواه الطبراني، وقد تقدم من طريق عروة بن الزبير مرسلاً وهو حسن الإسناد‏.‏
15396- وعن مصعب بن عبد الله وغيره من قريش‏:‏ أن عاتكة بنت عبد المطلب قالت في صدق رؤياها وتكذيب قريش لها حين أوقع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر‏:‏
ألم تكن الرؤيـا بحـق ويأتكم * بتأويلهـا فل من القوم هارب
رأى فأتاكم باليقين الذي رأى * بعينيه ما تفري السيوف القواضب
فقلتم ولم أكذب‏:‏ كذبت وإنما * يكذبني بالصدق من هو كـاذب
‏‏ومـا فر إلا رهبـة المـوت منهم * حكيم وقد ضـاقت عليه المذاهب‏
أفر صبـاح القـوم عزم قلوبهم * فهن هـواء والحلوم عـوازب
مروا بالسيوف المرهفات دماءكم * كفاحاً كما يمري السحائب جانب
فكيف رأى يوم اللقـاء محمداً * بنو عمه والحرب فيه التجـارب
ألم يغشيهم ضرباً يحار لوقعه الـ * ـجبان ‏[‏الجبان‏]‏ وتبدو بالنهـار الكواكب
ألا بـأبي يـوم اللقـاء محمـداً * إذا عض من عون الحروب الغوارب
كمـا برزت أسـيافه من مليكتي * زعازع ورداً بعد إذ هي صـالب
حلفـت لئن عـدتم ليصطلمنكم * بجـأواء يردى حافيتهـا المقـانب
كأن ضيـاء الشمس لمع بروقها * لهـا جانبا نور شعـاع وثـاقب
رواه الطبراني وحديث رجاله حسن ولكن الإسناد منقطع‏.‏
عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية ، عمّة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كانت زوجة أبي أمية بن المغيرة ، والد أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- ، رُزِقت منه عبد الله و زهير وقُرَيْبَة وغيرهما ، أسلمت بمكة وهاجرت الى المدينة ، عبد الله لم يُسلم ، ولكن الزهير كان ممن سعى في نقض الصحيفة التي تعاهدت فيها قريش على مقاطعة النبي -صلى الله عليه وسلم- والذين اتبعوه ، ثم أسلم -رضي الله عنه-. وكانت عاتكة بنت عبد المطلب قد رأت رؤيا أفزعتها ، وعظمت في صدرها ، فأخبرت بها أخاها العباس بن عبد المطلب ، وقالت( اكتم عليّ مما أحدثك ) فقال لها( وما رأيت ؟) قالت( رأيت راكباً أقبل على بعير له ، حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته ، يا آل غُدْرٍ انفروا إلى مصارعكم ، في ثلاث ، صرخ بها ثلاث مرّات ، فأرى الناس اجتمعوا إليه فدخلوا المسجد ، والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مَثَل بِهِ بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها ثلاثاً: ألا تنفروا يا آل غُدْرٍ إلى مصارعكم ، في ثلاث ، ثم مثل به بعيره على رأي -جبل- أبي قُبَيْس ، فصرخ بمثلها ثلاثاً ، ثم أخذ صخرة من أبي قُبَيْس فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل انفضت -تفتت- فما بقي بيتٌ من بيوت مكة ولا دار من دور مكة إلا دخلته منها فلذةٌ ، ولم يدخل داراً ولا بيتاً من بيوت بني هاشم ولا بني زهرة من تلك الصخرة شيئاً . ويقول العباس “فلمّا أمسيت لم تبقَ امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني ، فقالت “ أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ، ثم لم يكن عندك غيرٌ لشيء مما سمعت ؟” قلت “ قد والله فعلت ، ما كان مني إليه من كبير ، وأيم الله لأتعرَّضنَّ له ، فإن عاد لأكفينكُنّه “