جامع الازهر  الجامع الأول في العالم الذي لعب أدواراً دينية وتعليمية وثقافية وسياسية ومعمارية. إذ يبرز دوره الديني في أداء الصلاة والعبادات ودوره التعليمي يتمثل في دراسة اللغة العربية والعلوم الاسلامية، ودوره السياسى فى مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام وتحريك الثورات ضد المحتل الأجنبى. كما لعب دوراً ثقافياً وفكرياً من مناقشات ومداولات وإلقاء الخطب. أما دوره المعماري فيبدو واضحا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء. لذا ظل الأزهر منارة دينية وتعليمية وثقافية للمسلمين. إنه الأزهر الذي تغني به أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً: قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا.
 
عندما قدم القائد جوهر الصقلي إلى مصر عام 358هـ/969م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها تم له ذلك دون أي عناء لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية، وإذا كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني بمصر الإسلامية فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التي بنيت بها. فمصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي: جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سنة 21هـ/ 641م، وجامع العسكر في مدينة العسكر سنة 133هـ/ 750م وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع سنة 265هـ/ 879م.
 
وقد شرع جوهر الصقلي فى بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة وليكون مركزاً للدعوة لنشر المذهب الشيعي بمصر فبدأ البناء به سنة 359هـ/970م بناء الجامع عامين وأقيمت أول جمعة به سنة 361 هـ/973م وعرف بجامع القاهرة. وكان الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية ويقع بين مكانين يزخران بالآثار الإسلامية، الدرب الأحمر والجمالية، ومن الآثار القريبة منه التي يمكن زيارتها المشهد الحسيني ومسجد محمد أبي الذهب ووكالة بازرعة ووكالة الغوري وحوض قايتباي ومدرسة العيني ومنزل زينب خاتون ومسجد عبدالرحمن كتخدا وبيت الهراوي ومنزل ووقف الست وسيلة وسبيل أبي الإقبال وزاوية أحمد شعبان ووكالة الصناديقية لترى عراقة العمارة القديمة. ويعد المسجد خير مآثر لمعالم المدينة الفاطمية في أوائل القرن العاشر الميلادي.
 
لم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عليه معظم سنوات الحكم الفاطمي، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر. وتسمية الجامع الأزهر اختلفت حولها الآراء وإن كان أبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمناً ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (ص) كما أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة.. وسمي الجامع الأزهر لأنه يكبر الجوامع الأخرى حجماً.. والبعض قال إن تسميته جاءت تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه.