الذهب معروف أنه زينة وفخر للمرأة الشرقية على مر الأزمان إضافة إلى أنه يعكس مستوى وطبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الشرقية.
فالذهب كثيرا ما يشكل أداة ومادة رئيسية لزينة المرأة الشرقية في الأفراح والمناسبات الاجتماعية وكثيرا ما يكون أول هدية تتلقاها الزوجة من زوجها لدى عقد القران وإضافة إلى كل ما سبق هو استثمار ناجح للمرأة والأسرة على حد سواء.
وعلى الرغم من فترة الركود التي قد تشهدها أسواق الذهب بين الحين وآخر فإن السنتين الأخيرتين في الكويت شهدتا حالة من الانتعاش والإقبال على اقتناء المعدن الأصفر إذ عادت المبيعات إلى الارتفاع من جديد وبنسب مقبولة نتيجة الانخفاض الملحوظ في أسعار الذهب إلى مستويات مقبولة للمشترين.
علاوة على ذلك فقد شهد سوق الذهب في الكويت إقبالا كثيفا على شراء الذهب من البنات في مقتبل العمر وخصوصا على الموديلات أو ما يقال بلغة الذهب (الدقات) القديمة التي كانت رائجة في فترة الستينيات والسبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات ولم يعد شراء الذهب حاليا مقتصرا على السيدات المتقدمات في العمر كما كان سابقا.
وحول هذا الموضوع قال تاجر الذهب في سوق الكويت حسن الصراف لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن سوق الذهب يشهد إقبالا كثيفا نتيجة الانخفاض الملحوظ في أسعار الذهب إذ بلغ أقل من 8ر10 دينار كويتي (نحو 4ر32 دولارا) للغرام (عيار 21) وهي قيمة مقبولة للمشترين.
وأضاف الصراف أن الإقبال على شراء الذهب يزداد خلال فترة انخفاض سعره كذلك في مواسم المناسبات الاجتماعية ومن أبرزها عيد الأم في 21 مارس كل عام إذ يقبل الناس على شراء الذهب كهدية ثمينة للأمهات والزوجات.
وأوضح أن سوق الذهب يشهد اقبالا كبيرا من الجيل الجديد أي الفتيات على وجه الخصوص على الدقات القديمة مثل (الليرات) وهي جمع ليرة و(دقة البنك) والبنك هو نوع من البقول أو المكسرات ذات قشرة صلبة و(دقة النخي) أي بحجم حبة الحمص و (دقة الباجيلا) التي أصبحت موضة رائجة بين الشابات.
ولفت إلى الإقبال المتنامي على اقتناء موديلات الماركات العالمية التي تصنع من الذهب بحيث تكون لها قيمة عند البيع أفضل من شراء الماركة الأصلية التي لا تساوي كثيرا عند بيعها.
وعلى الصعيد ذاته قالت المواطنة إسراء عبدالله ل(كونا) إنها من عشاق الذهب بجميع موديلاته القديمة والحديثة مشيرة إلى أن شراء الذهب واقتناءه أصبح موضة رائجة بين الشابات في الجامعة وفي العمل.
وأضافت إسراء أنها تفضل شراء أساور الذهب التي تأخذ موديل الماركة العالمية أفضل من شراء الماركة نفسها لأن الذهب إضافة إلى أنه وسيلة للزينة فهو استثمار وادخار لأنه لا يخسر قيمته المادية.
من جهتها قالت أنوار صالح إنها حريصة على شراء الذهب في المناسبات كالأعياد ومناسبات الزواج إلى جانب تقديمه هدية مميزة وخصوصا في عيد الأم مبينة أنها تميل إلى شراء موديلات الذهب البسيطة وخصوصا ذات الدقات القديمة التي عادت للرواج في الأسواق.
من ناحيتها قالت أم محمد وهي ربة منزل إن الطلب انخفض قبل عدة سنوات على شراء الذهب نتيجة ارتفاع أسعاره بشكل كبير لذا اتجهت النساء إلى شراء أطقم الفضة التي تتناسب أسعارها للجميع.
وأضافت أن الأمر لم يستمر طويلا حيث عاد الإقبال على شراء الذهب مع وصول أسعاره إلى مستويات معقولة وأصبح لا يقتصر على السيدات كبيرات السن بل دخلت الشابات على خط الشراء وخصوصا للموديلات البسيطة كالسلاسل والمشغولات الذهبية الناعمة التي تصلح للاستخدام اليومي كبديل عن الإكسسوار الذي بدأ يخف الإقبال عليه.
وربما من نافل القول إن الذهب يبقى للمرأة عشقها الأول وتردد الأجيال من الجدات وهكذا.. هو زينة وخزينة والإقبال مستمر على شرائه في كل زمان ومكان.