قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور سعود الحربي اليوم الاثنين ان دولة الكويت سباقة في المحافظة على التراث المعماري وحمايته مضيفا أنها من أوائل الدول التي سنت قانونا لهذا الغرض في عام 1960.
ودعا الحربي في تصريح صحفي على هامش انعقاد الملتقى الإقليمي الثالث لضباط اتصال مرصد التراث المعماري والعمراني بالألكسو الدول إلى الاهتمام بالتراث وإصدار قوانين لحمايته والمحافظة عليه وتوعية الشعوب وخصوصا الناشئة بأهمية الإرث المعماري والعمراني. وأضاف أن الكويت من الدول السباقة في هذا الخصوص فقد أصدرت قانون الآثار في العام 1960 أي قبل الاستقلال وهي خطوة تحسب لدولة الكويت خصوصا مع التحديات والتهديدات الراهنة التي تستهدف التراث المعماري والعمراني العربي.
وأوضح ان دولة الكويت تتمتع بسمعة جيدة على المستوى الإقليمي والدولي في مجال حماية التراث "فمن خلال زياراتي للعديد من الدول العربية هناك إشادة واسعة بدور دولة الكويت وبسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في حل الأزمات العربية وفي دعم الجوانب الثقافية والحفاظ على الإرث الحضاري العربي".
وحول الملتقى الاقليمي الثالث لمرصد التراث العمراني والمعماري ذكر الحربي أنه يعقد تحت عنوان (توثيق التراث العمراني والمعماري ضمان لحمايته وديمومته) وهو عبارة عن اجتماع لخبراء عرب متخصصين في التراث المعماري والعمراني ويعكس الأهمية الكبرى التي توليها الألكسو لهذا التراث لاسيما في مناطق النزاعات والحرب "حيث أصبح تراثنا العربي والإسلامي مهددا بشكل غير مسبوق فضلا عن التحديات والتهديدات التي تفرضها الكوارث الطبيعية على معالمنا التاريخية والحضارية".
وأشار الحربي إلى مساعي الألكسو لإيجاد مرصد يشتمل على جميع ما يتعلق بالتراث العربي والمدينة العربية من أجل الحفاظ عليه واتخاذ خطوات عمليه لحمايته من مختلف التهديدات ليس فقط من حيث جمع البيانات بل نعمل على إدراج هذا التراث ضمن مناهج التدريس والسعي لتكريس مبدأ المحافظة على التراث كقيمة انسانية أساسية في حياتنا".
من جانبه دعا وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين في كلمة امام الملتقى الذي انطلقت اعماله بمقر الالسكو إلى إطلاق محادثات بين الدول العربية تستهدف الحفاظ على الإرث المعماري والعمراني لاسيما في مناطق النزاعات.
وقال زين العابدين "لابد أن نعير اهتماما أكبر في سياساتنا العمومية والثقافية بإرثنا التاريخي والحضاري ونعيد النظر في مقاربتنا لهذا الإرث بإضفاء بعد اقتصادي واستثماري يضمن المحافظة عليه وحمايته".
وأضاف أن "توثيق الإرث المعماري والعمراني عمل مهم جدا ويساهم في ضمان لحمايته لكنه لابد أن يتحول أيضا لمسار نحو تنمية اقتصادية وبشرية واجتماعية بما يمكننا من استرجاع قيمتنا ومكانتنا كعرب في هذا الحيز الجغراسياسي الذي لا ينطق إلا بلغة الاقتصاد والتجارة والمال".
وطالب الوزير التونسي بتوثيق الإرث المعماري العربي وإطلاق تعاون دولي جدي بين الحكومات العربية من أجل مناقشة وإطلاق مشاريع استثمارية تدخل هذا الإرث في الدورة الاقتصادية وتضمن المحافظة عليه وحمايتهز ودعا إلى التفكير في "إطلاق سياسات عربية تستثمر حقيقة في التراث ولا تقتصر في هذا الصدد على البعد السياحي فقط".
ويشارك في الملتقى مهندسون معماريون متخصصون في التراث الأثري والتاريخي وممثلون عن وزارات عربية معنية بالشؤون الثقافية والتراث وكذلك من المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بمجالات التراث الثقافي والمعماري.
ومن المقرر أن تستعرض جلسات الملتقى تقارير فرق العمل التي شكلت للغرض ومناقشة دور كل من المرصد والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني في حماية التراث المعماري وتوثيقه والتصدي للاعتداءات المتكررة التي تستهدف المعالم التاريخية والمواقع الأثرية.