تحتضن كلية العلوم التربوية بجامعة انقرة متحفا صغيرا يجذب الكبار قبل الصغار لألعاب الأطفال القديمة من بينها ألعابا كانت تمارس بالكويت قديما مثل (الدوامة) و(التيلة) و(النباطة).
 ورغم صغر مساحة المتحف إلا أنه يحمل دلالات ومعاني كبيرة خاصة للذين لديهم حنين للماضي وذكريات جميلة قضوها مع مقتنياتهم من الألعاب التي انقرضت في الوقت الحالي.
 ويستضيف المتحف أكثر من أربعة آلاف لعبة قديمة جمعت من تركيا وبعض دول العالم معظمها جمع من ألمانيا واليابان والبعض الآخر من بريطانيا والنمسا وروسيا واليونان وأندونيسيا والهند والسعودية ويعود تاريخ بعضها الى عام 1890.
 وللتعرف اكثر على هذا المتحف التقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت مع الباحثة المساعدة في المتحف جيران كارادينيز التي قالت ان المتحف الواقع تحت مظلة جامعة انقرة تأسس في أبريل 1990 على يد البروفيسور الدكتور بكر أونور المختص في علم تنمية الطفل والفلسفة.
 وأضافت ان أونور جال في مختلف المدن التركية وبعض الدول الأوروبية وقام بجمع العديد من ألعاب الأطفال الشعبية القديمة ومن ثم أراد ان يعرض ما اقتنى تحت سقف واحد ليطلع عليه الجمهور.
 وأوضحت كارادينيز ان الهدف من انشاء المتحف هو تقديم الخدمات للأطفال والطلبة والأكاديميين والمهتمين بألعاب الأطفال القديمة والبحث عن المراحل المهمة للطفولة وتنمية الطفل وقصص الأطفال وثقافة الألعاب في تركيا والدول المجاورة.
 وذكرت انه تم انشاء المتحف ايضا لتشجيع زائريه على جمع الألعاب القديمة في جميع أنحاء تركيا وفهم أهمية تلك الألعاب ليس للأطفال فحسب وانما للكبار أيضا.
 واشارت كارادينيز الى ان عملية جمع ألعاب الأطفال القديمة لم تقتصر على الشراء من محلات التحف القديمة أو الأماكن الأخرى بل كان هناك تبرعات من الزائرين للمتحف لأن الجامعة لا تمتلك ميزانية خاصة لشراء تلك الألعاب.
 وقالت ان محتويات المتحف ضمت منتجات ألعاب من شركات تركية عريقة من بينها (جيفيك) و(ألاسيا) و(نيكور) و(إرسان) و(جولييت ألتين) و(آرتين شكر) و(فاتوش) في حين سجلت الشركات الأجنبية حضورها بالمتحف من خلال شركات (ماركلين) و(ليمان) و(غوبونغين) الألمانية و(دوبين) و(ميكانو) و(دينكي) و(لينزي) الإنجليزية.
 واضافت ان مصانع ألعاب الأطفال التركية أنشأت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي إلا ان غزو المنتجات الصينية واليابانية لاسيما الألعاب البلاستيكية اضطر الشركات الى اغلاق مصانعها في الثمانينات.
 وبينت ان المتحف ينقسم الى تسعة أقسام مختلفة وهي ألعاب وسائل النقل وألعاب الذكاء وأدوات المدرسة وعروض الترفيه وألعاب الشارع والموسيقى والدمى والحيوانات والأثاث المنزلي المصغر.
 ولفتت كارادينيز الى ان بعض محتويات المتحف يعود الى محلات بيع لعب الأطفال الشعبية التركية في بلدة (أيوب) بمدينة اسطنبول في القرنين الرابع وال15 ابان عهد الأمبراطورية العثمانية حيث وجه السلاطين ببناء محلات بيع لعب الأطفال.
 وذكرت ان حياكة ألعاب الدمى خاصة على شكل الجمال والتي تمثل ثقافة مدينة (غازي عنتاب) جنوب شرق تركيا لا تزال مستمرة على يد الفنانة التي تقوم بذلك وهي تبلغ من العمر حاليا 89 عاما.
 في المقابل أوضحت كارادينيز ان الألعاب المصنوعة من الصفائح المعدنية والتي تعود الى عام 1946 وهي من عمل الفنانة جولييت ألتين التي كانت تصنع تلك الألعاب باستخدام الصفائح التي يخزن بها الأكل انقرضت بعد وفاة ألتين في عام 1955.
 وعن أهم مقتنيات المتحف من الألعاب القديمة قالت كارادينيز ان (لعبة علبة الكبريت) تعد من التحف المهمة وتعود قصتها الحزينة الى القرنين السابع وال18 في انجلترا حيث لا يوجد قانونا لحماية حقوق الأطفال الذين كانوا يعملون بمصانع انتاج علب الكبريت مقابل جنيهين أو ثلاثة استرليني (الجنيه البريطاني 3ر1 دولار أمريكي).
 وأضافت ان القوانين تغيرت أواخر القرن ال 18 ومنحت الحقوق للأطفال ولم يعد هناك أطفالا يعملون بمصانع الكبريت ولهذه المناسبة انتجت شركة (لينزي) الإنجليزية (لعبة علبة الكبريت) إحياء لهذه الذكرى وبيعها مقابل دولار واحد ويتضمن المتحف نحو 500 لعبة.
 وأعربت كارادينيز عن سعادتها في المشاركة في عرض مقتنيات المتحف في معارض نظمت في الكويت وعمان والامارات والسعودية في يونيو 2017.
 ونظرا لأهمية ثقافة الطفل لدى القائمين على المتحف أوضحت كارادينيز ان المتحف تضمن أيضا قاعة للأنشطة يستضيف من خلالها طلبة المدارس بعد اجراء جولة في متحف الألعاب ويتم توزيع أسئلة ورسومات تتعلق بمحتويات المتحف الى جانب اتاحة الفرصة للأطفال بصناعة ألعاب ورقية ودمى من واقع ما شاهدوه بالمتحف.
 وأشارت الى ان ممر المتحف احتوى على العديد من اعلانات إقامة معارض لألعاب الأطفال القديمة من مختلف دول العالم يعود تاريخ أقدمها الى الدعوة لحضور متحف مدينة (نورنبيرغ) الألمانية في عام 1970.