تمكن علماء من جامعة طوكيو في اليابان من خلال دراسة حديثة أجروها من تقديم وصف مفصل للمرة الأولى للانفجار النجمي الذي يطلق عليه “المستعر الأعظم 1181” من خلال إنشاء نموذج حاسوبي لتطوره، بعد أن كان لغزا بالنسبة لعلماء الفلك منذ حوالي ألف عام تقريبا.
وتضمنت الدراسة، مقارنة النموذج الحاسوبي لتطوره بملاحظات التلسكوب الأرشيفية لبقايا المستعر “سحابة عملاقة من الغاز والغبار مرئية حتى يومنا هذا”.
وأكد العلماء، أن التحليل يشير بقوة إلى أن “sn 1181” ينتمي إلى فئة نادرة من المستعرات الأعظمية من النوع “iax”، حيث يمكن أن يكون الاشتعال النووي الحراري ناتجا عن اصطدام اثنين من الأقزام البيضاء (أحد أنواع النجوم)، لكنهما فشلا في الانفجار تماماً، تاركين وراءهما “نجم زومبي” (نجم لا يموت)، وهو اللغز الذي حيرهم.
ومن جهته قال تاكاتوشي كو المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في علم الفلك بجامعة طوكيو: إن هناك 20 أو 30 من المستعرات العظمى قد تكون من النوع “iax”، لكن هذا هو الوحيد الذي نعرفه في مجرتنا.
وأوضح العلماء، أن تحديد ما حدث للمستعر الأعظم 1181، يمكن أن يساعد علماء الفلك في التوصل إلى فهم أفضل لحياة النجوم وموتها وكيف تساهم في تكوين الكواكب.
الجدير بالذكر أن “المستعر الأعظم 1181” أو (sn 1181)، هو انفجار نجمي بمجرة درب التبانة، رصده علماء الفلك الصينيون واليابانيون عام 1181 ميلادية، ويعد واحداً من عدد قليل من المستعرات التي تم توثيقها قبل اختراع التلسكوبات وحير علماء الفلك لعدة قرون.
وتقع الأجرام السماوية للمستعر الأعظم على بعد حوالي 7000 سنة ضوئية من الأرض، ويوجد في مركزها جسم سريع الدوران بحجم الأرض يسمى القزم الأبيض، وهو نجم ميت استنفد وقوده النووي، وهذه الميزة فريدة بالنسبة لبقايا المستعر؛ لأن الانفجار كان من المفترض أن يمحو القزم الأبيض.