قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» خطوة تأتي استشعاراً بمسؤولية بلاده للتحرك الجاد في سبيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان في كلمة ألقاها أمام المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس السبت ضرورة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأسسه والعمل لإيجاد الحلول السلمية طويلة الأمد التي تضمن حماية المدنيين وتنهي القتال والحروب.
وأضاف أن العديد من الأزمات التي يشهدها العالم تفاقمت بسبب «الاكتفاء بإدارة تلك الأزمات من دون إيجاد حلول عملية لمعالجتها».
وعزا ذلك إلى «تراخي الجهود الدولية الفاعلة والانتقائية» في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الأمر الذي أدى إلى «توسع دائرة العنف والصراعات وتهديد مبادئ الشرعية الدولية».
وجدد وزير الخارجية السعودي رفض بلاده وإدانتها لجميع جرائم الاحتلال الإسرائيلي الشنيعة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني معتبراً إياها فصلاً من فصول معاناة هذا الشعب الشقيق الذي استمرت معاناته على مدار عقود من الزمن.
وأشار إلى القرارات التي صدرت عن القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت في الرياض في نوفمبر الماضي مؤكدا أنها تمثل إرادة الشعوب العربية والإسلامية.
وأوضح أن القرارات الصادرة عن القمة «دعت إلى حقن الدماء وإيصال المساعدات من دون قيود وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة باستعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة».
ورحب الأمير فيصل بن فرحان بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يتضمن أن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
كما رحب بـ«القرار الإيجابي» الذي اتخذه عدد من الدول بالاعتراف بدولة فلسطين داعياً بقية الدول إلى المضي قدماً بالاعتراف بها.
وأعلن الأمير فيصل بن فرحان عن تقديم المملكة العربية السعودية أكثر من خمسة مليارات دولار من المساعدات للشعب الفلسطيني مضيفاً أنه منذ بداية الأزمة الراهنة في قطاع غزة قدمت المملكة من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مساعدات إغاثية وإنسانية تقارب 185 مليون دولار.
وأكد مواصلة دعم السعودية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لتمكينها من تقديم خدماتها الإغاثية وتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للأشقاء اللاجئين الفلسطينيين لافتا إلى أن إجمالي دعم المملكة للوكالة الأممية تجاوز مليار دولار.
وفي سياق متصل حذر وزير الخارجية السعودي من التصعيد الذي يشهده لبنان مشدداً على أنه «لن يحقق الأمن والاستقرار لأي طرف وينذر بعواقب خطرة وتوسيع رقعة العنف والحروب والمزيد من التهديد لأمن المنطقة واستقرارها».
وأكد الأمير فيصل بن فرحان في هذا السياق أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال إن السعودية اتخذت «خطوات واضحة» للدفع نحو التهدئة والتنمية على الصعيد الإقليمي مشيرا إلى استئناف العلاقات مع إيران «بما ينعكس إيجاباً على ترسيخ الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية والازدهار الإقليمي».
كما أشار إلى استئناف السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع سورية لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين بشأن القضايا المشتركة إيماناً من المملكة بأن حل الأزمة السورية سيسهم في تنمية المنطقة واستقرارها.
وحول الشأن السوداني أكد الأمير فيصل بن فرحان مواقف السعودية الثابتة بشأن الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره وتماسك الدولة ومساندته في مواجهة تطورات الأزمة الحالية وتداعياتها.
ولفت في هذا السياق إلى استضافة المملكة محادثات السلام السودانية في مدينة «جدة» لتأكيد ضرورة التهدئة وإيقاف العمليات العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية.
يذكر أن الأمير فيصل بن فرحان أعلن خلال مشاركته في اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 بمدينة «نيويورك» الخميس الماضي عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين.
وقال الأمير فيصل بن فرحان في كلمته خلال ذلك الاجتماع «إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة» مؤكدا بذل الجهود كافة «لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادل وشامل».