تشكل صناعة الخوص بمنطقة الباحة أهمية كبيرة للنساء خصوصاً، وهي من الحرف التقليدية العريقة التي تبرز التراث الثقافي والحضاري للمنطقة، وتُستخدم في إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات مثل السلال، والأكياس، والأغطية، والأثاث، وغيرها من العناصر التي تجمع بين الجمالية والوظيفية، وهي إحدى الحرف اليدوية والتراثية التي مارسها أهالي المنطقة منذُ القدم.
وتعود جذور صناعة الخوص إلى العصور القديمة، حيث كان الخوص يُستخدم بشكل رئيس في صناعة الأدوات المنزلية والحرف اليدوية، ومع مرور الزمن، تطورت التقنيات والأساليب المستخدمة، وأصبح هناك تنوع كبير في التصاميم والأشكال، مما أسهم في تعزيز مكانة هذه الحرفة في السوق.
وقالت الحرفية عهود بنت محمد الغامدي لوكالة الأنباء السعودية: إن صناعة الخوص تستند إلى استخدام نباتات معينة، منها نباتات النخيل التي تُعد المصدر الرئيس للخوص، حيث يجمع الخوص ويجفف ثم يُعالج ليكون جاهزًا للاستخدام في الصناعة، ويعتمد الحرفيون والحرفيات على مهاراتهم في تقنيات التجديل والتشابك لإنتاج قطع فنية تفوق الوصف.
ويستخدمون تقنيات تقليدية تعتمد على اليد تتطلب دقة وصبراً كبيراً، ومن أبرز تلك التقنيات التجديل، حيث يُشكّل الخوص بأشكال متنوعة من خلال ربطه بطريقة معينة، وتلوّن بعض المنتجات لإضفاء جمالية إضافية عليها.
وفي ظل تزايد الاهتمام بالبيئة تعد المنتجات المصنوعة من الخوص خياراً صديقاً للبيئة، حيث تُستخدم بديلاً عن المنتجات البلاستيكية، إضافة إلى صناعة الهدايا التذكارية، من خلال تشكيلها بأشكال فريدة تعكس الثقافة المحلية للمنطقة خصوصاً وللمملكة عموماً، ما يجعلها جذابة للسياح، فيما دخلت حرفة الخوص في عالم الموضة وتُستخدم في صناعة الحقائب والإكسسوارات، مما يضفي لمسة طبيعية على الأزياء.
وترسيخاً لأهمية الحرف اليدوية عمومًا جاءت موافقةَ مجلس الوزراء على تسمية عام 2025 بـ “عام الحِرف اليدوية”؛ للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الحِرف اليدوية في الثقافة السعودية منذ سنواتٍ طويلةٍ، وليعكس الإبداعات التي تميّزها من صناعةٍ إبداعية، ومشغولاتٍ يدوية فريدة من نوعها، وإظهار إبداعات الحِرفيين السعوديين.