دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ ، مثيرا الأمل بإنهاء الحرب المدمرة والمستمرة منذ 15 شهرا والتي خلفت عشرات آلاف القتلى في القطاع الفلسطيني، على أن يتبعه إطلاق سراح المحتجزين بعد ساعات، ما يفتح الطريق أمام نهاية محتملة للحرب.

وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، في وقت مبكر الأحد، أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بإعداد ثلاث محطات قرب الحدود مع قطاع غزة لاستقبال أولى دفعات المحتجزين والذين من المقرر أن يجري إطلاق سراحهم.

وستكون هذه المحطات أولى نقاط الاتصال مع المحتجزين. وبحسب الجيش، فإن أطباء وأخصائيين نفسيين سيقدمون الرعاية الطبية والدعم للمفرج عنهم، ليجري نقلهم بعد ذلك إلى المستشفى للعلاج وإعادة لم شملهم مع عائلاتهم.

وقبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ بساعة ، حذر الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة من الاقتراب من قواته أو من المنطقة العازلة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس "نحثكم على عدم التوجه نحو المنطقة العازلة أو نحو قوات الجيش من أجل سلامتكم" محذرا بأنه "في هذه المرحلة، التوجه نحو المنطقة العازلة أو الانتقال من الجنوب نحو الشمال عبر وادي غزة يعرضكم للخطر، كل من يتوجه نحو هذه المناطق يعرض نفسه للخطر".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت إن بلاده تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهدا إعادة جميع الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم.

وجاء في خطاب متلفز لرئيس الوزراء "نحتفظ بحق استئناف الحرب إذا لزم الأمر، بدعم أميركي"، وذلك عشية بدء سريان وقف إطلاق النار.

وشدد نتنياهو على أن المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما هي "وقف إطلاق نار موقت". وأضاف "إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة"، لافتا إلى أن إسرائيل "غيّرت وجه الشرق الأوسط" منذ بدء الحرب.

وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة.

في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية.

من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، السبت أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيليا في المرحلة الأولى من الهدنة.

وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضا انسحابا إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أنه "تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا" إلى داخل غزة، بينها "50 شاحنة للوقود".

وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع "حد نهائي للحرب"، على ما قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.