برعاية سامية من معالي وزير الإعلام والشباب السيد عبدالرحمن بداح المطيري، افتتحت جمعية الإصلاح الاجتماعي، صباح يوم الاثنين الموافق 21 أبريل 2025، فعاليات الدورة السابعة والأربعين من معرض الكتاب الإسلامي، تحت شعار: "نحو وعي حضاري"، وذلك بمشاركة واسعة من دور النشر المحلية والعربية والدولية، وبحضور نخبة من الشخصيات الرسمية والثقافية، ورواد العمل الفكري والإسلامي.
هذا وقد قالت ممثل معالي وزير الإعلام والشباب السيد عبدالرحمن بداح المطيري المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي: هذا المعرض المبارك للكتاب الإسلامي نفخر بمسيرته الحافلة إذ يبلغ دورته هذه 47 عاماً من النجاح العريض في تحقيق رسالته لتنوير القلب والعقل معاً مشيرة إلى أن رسالة دعم الكتاب الإسلامي والإسهام في نشر الفكر المعتدل وتشجيع الناس على القراءة الواعية امتثالا لأول واجب كرم به الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام حين خاطب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قائلاً "إقرأ باسم ربك الذي خلق" ليغدو هذا الأمر العظيم هو الطريق القويم الذي حينما سلكته الأمة المسلمة استطاعت أن تحلق عاليا نحو آفاق العقل المضئ والفكر المستنير وسرعان ما بنت دولة مهيبة الجانب وسيدت حضارة إنسانية رفعية الشأن وشاسعة الأرجاء شهدت بسموها البشرية قاطبة وقطفت ثمارها الخيرة أمم الأرض جمعاء.
وأوضحت العازمي بأن ما يبشر بالخير في هذه المناسبة أن افتتاح المعرض رفيع الشأن يأتي في سياق احتفال دولة الكويت باختيارها عاصمة للثقافة العربية والاعلام العربي للعام 2025م كي يجسد ما فطر عليه الشعب الكويتي منذ فجر الدولة الحديثة من الاسهام الجوهري والفعال بأعمال الخير في كل المجالات وخصوصاً المجال الثقافي بالتعاون مع مؤسسات الدولة الرسمية مما جعل الأسرة الدولية تضع الدولة والشعب معا في صدارة صناع الخير في عالمنا حيث امتد نهر الخير الكويتي ليروي القريب والبعيد على السواء.
وأكدت العازمي أن من حق جمعية الإصلاح الاجتماعي بل من حقنا جميعا في الكويت حكومة وشعبا أن نفاخر بالجهود الخيرية التي تبذلها هذه الجمعية المباركة عبر تاريخها للإسهام في نهضة البلاد والمشاركة في تنمية المجتمع ويجئ في هذا الاطار معرضها الحالي للكتاب الإسلامي الذي يؤكد حرضها المنهجي على رفع الوعي الديني والثقافي في دوائر واسعة من الناس ليس فقط في الكويت بل أيضا في بقاع عالمنا العربي والإسلامي بأطرافه المترامية ولعلنا في شعار "نحو وعي حضاري" الذي رفعته الجمعية عنوانا لهذه الدورة ما يعكس التزامها وتشبثها بوسطية الإسلام وسماحته وإعلائه للتعايش السلمي مع الآخرين بدلا من الصدام وحثه على التضامن والتكامل بين دول العالم عوضا عن التناحر والصراع وهو ماينبع من الرؤية العميقة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بأن ذلك لا يتحقق إلا بمزيد من الثقافة والاطلاع على أطياف مختلفة من عالم الكتاب لأن الكتاب المتعدد الأفكار والقراءة الحافزة للعقل المستنير يمهدان الطرق أمام الفرد كي يصبح مسلما حقيقيا يستمسك بعقيدته الغراء ويحرص على الوعي بهويته وتاريخه ويتطلع في الوقت ذاته إلى الدور المنوط به كي يكون جزءاً من عصره ومشاركا أصيلا في حضارة عالمه ولا جدال في أن تحقيق هذه الرسالة النبيلة هو أحد أهم التحديات الثقافية والحضارية التي تواجه المسلمين حاليا ومن هنا نثمن هذا المعرض الثقافي الوازن الذي ينشر الوعي ونقدر دوره المحوري في ترسيخ العقيدة وتعزيز المعرفة.
هذا وقد توجهت العازمي بالشكر إلى د. خالد المذكور رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي على جهوده الطيبة.
  وقد استُهل الحفل بكلمة ألقاها فضيلة د.خالد المذكور، رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، الذي أكد في كلمته على مكانة الكتاب الإسلامي كرافعة وعي وحضارة، ومصدر لبناء الإنسان المسلم الواعي في زمن التحديات والتغيرات، كما أشار إلى حرص الجمعية على ترسيخ هوية الأمة، وتقديم المعرفة في أبهى صورها عبر فعاليات موجهة لجميع الفئات العمرية.
وأضاف د. المذكور: ينطلق معرضنا هذا العام تحت شعار " نحو وعي حضاري " إيماناً منا بأن بناء الإنسان هو أصل كل حضارة ومن واجبنا أن نغرس في قلوب شبابنا قيم الحق والعدل والنصرة والوعي الراسخ لقضايا أمتنا الإسلامية وسعينا أن يكون معرض الكتاب الإسلامي هذا العام شاملاً ومؤثراً يخاطب جميع الفئات رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً وأُسراً ومعلمين ومربين عبر كتب نوعية وفعاليات فكرية تربوية وتطوعية ومسابقات ثقافية تسهم في نشأة أجيال قارئة مثقفة مؤمنة بدورها في بناء وطنها وخدمة أمتها.
وتابع د. المذكور: نقيم هذا المعرض في ظرف دقيق تمر به أمتنا العربية والإسلامية حيث تتجدد آلام إخواننا في أرض فلسطين والقدس وغزة وتُختبر في هذه المحنة مشاعر الانتماء والولاء ولغزة وللقدس والمسجد الأقصى نصيب وافر في معرضنا هذا العام وقد ناسب معرض الكتاب الإسلامي لهذا العام اختيار دولة الكويت لتكون عاصمة للإعلام والثقافة وإيصال هذه الثقافة وتيسيرها لأجيالنا وشبابنا عبر زيارة الموقع الإلكتروني الذي وفرناه ليكون بوابة تفاعلية تتيح للزائر استكشاف أبر الكتب ودور النشر المشاركة والتي بلغت مائة وعشرون دار نشر لنؤكد مكانة الكويت الثقافية ونؤكد الانفتاح المعرفي وتنوع المدارس الفكرية والثقافية.
وأضاف د. المذكور: إن معرض الكتاب الإسلامي ليس مجرد فعالية ثقافية، بل هو وقفٌ إيماني، ونفَسٌ تربوي، ومنبرٌ للحق والوعي، نُعلن فيه أن الكلمة لا تموت، وأن الشعوب تُبنى بالفكرة، وأن الأمم تُنهض بالعلم، وأن الهُوية الإسلامية تبقى ما تمسكنا بكتاب الله وسنة نبيه &o5018;، مبيناً أن المعرض الذي تنظمه الجمعية منذ ما يقارب نصف قرن، منارة معرفية، وجسرًا يربط بين الأجيال، وينير طريق الوعي في زمن تتعاظم فيه التحديات مبيناً أن رعاية الدولة الكريمة، ممثلة بمعالي وزير الإعلام، لهذا الحدث الثقافي الوطني، ليست إلا ترجمة صادقة لمكانة الكتاب في وجدان الكويت، وحرص هذا الوطن العزيز على صناعة الإنسان الواعي، والمواطن الصالح، عبر أدوات المعرفة، ومرتكزات الفكر، ومصادر القيم التي تنبع من المنهج الرباني، ومن كتاب الله وسنة نبيه &o5018;.
وقال د. المذكور: سعينا في هذه الدورة إلى أن يكون المعرض شاملاً ومؤثرًا، يُخاطب الأطفال والشباب، الأسرة والمربين، عبر كتبٍ نوعية، وفعاليات فكرية وتربوية وتطوعية، ومسابقات ثقافية تُسهم في صناعة أجيالٍ قارئة، مؤمنة بدورها في إعمار الأرض، وبناء وطنها، وخدمة أمتها مبيناً أن الجمعية تفتخر اليوم أن المعرض بات منصة ثقافية دولية، بمشاركة أكثر من 120 دار نشر من دول عربية وخليجية وأوروبية، ليؤكد مكانة الكويت الثقافية في المنطقة، ويعكس روح الانفتاح المعرفي على تنوع المدارس الفكرية والثقافية، مؤكداً أن الجمعية حرصت في هذه الدورة المباركة على إطلاق "مسابقة تحدي الثقافة الإسلامية"، إيمانًا منا بأن بناء الوعي يبدأ من صفحات الكتاب، وأن الحفاظ على الهوية الإسلامية لا يتم إلا بترسيخ الفهم الشرعي الأصيل في نفوس الأجيال.
وتقدم د. المذكور بالشكر لمعالي وزير الإعلام، على دعمه ورعايته لهذا الحدث، والشكر موصول لوزارة التربية، ولشركائنا من مؤسسات الدولة، وجهات النفع العام، والجمعيات الخيرية، والفرق التطوعية، معلنا عن إطلاق تطبيق إلكتروني ذكي خاص بمعرض الكتاب الإسلامي، يُمكن تحميله على الهواتف الذكية، ليكون منصة متكاملة لزوار المعرض، ووسيلة تفاعلية حديثة تفتح أبواب الاطلاع على دور النشر، وتُعرّف بالمؤلفين، وتُتيح للمستخدم استكشاف الكتب الإسلامية المقترحة.
ومن جانبه قال عبدالرحمن الشطي نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض أن هذا المعرض ليس مجرّد مناسبة لعرض الكتب، بل هو منصّة تتلاقى فيها العقول، وتتحاور فيها الثقافات، ويُبنى فيها الإنسان الذي نؤمن بأنه محور النهضة، وصانع الحضارة، وحامل الرسالة، وفي نسخة هذا العام، نفتخر أن نشهد مشاركة غير مسبوقة من دور نشر ومؤسسات ثقافية محلية ودولية، تمثل أكثر من 120 جهة من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، بل وحتى من أوروبا، في تأكيد واضح على البعد الإنساني العابر للحدود الذي يميز هذا المعرض.
وأضاف الشطي: إيمانًا منا بدور النشء، فقد خصصنا برامج تعليمية وتثقيفية بالشراكة مع وزارة التربية، ونستهدف بها أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة، لتكون القراءة جزءًا من وجدانهم، والحوار غذاءً لعقولهم، والمعرفة طريقًا إلى بناء مستقبلهم، أما الطفل، فله في المعرض عالمه الخاص، من أدب وقصص ومعرفة ولعب وتعليم، بلغات تُخاطبه وتُحبّبه في الكلمة منذ نعومة أظفاره، ولا ننسى جمهورنا الواعي، الذي نُطلق له هذا العام باقة من الندوات والمحاضرات والمسابقات، منها ما يُحفّز العقل، ومنها ما يُكرم العطاء، ومنها ما يُشعل التنافس الثقافي في أجواء من الفكر والمرح، بل ونُقدّم جوائز قيمة، لأننا نؤمن أن المعرفة تستحق التكريم.
وتابع الشطي: ولم تغب المرأة عن المعرض، بل كانت حاضرة بفكرها وقضاياها واهتماماتها، فقد خُصص لها ركن زاخر بالكتب التي تُلامس واقعها، وتُشجّعها على مزيد من العطاء والوعي، كما تضمّن المعرض فعاليات حوارية وتربوية تُسلّط الضوء على دور المرأة في الأسرة والمجتمع مؤكداً أن جمعية الإصلاح الاجتماعي، وهي تُنظم هذا الحدث منذ سبعة وأربعين عامًا، تُدرك تمامًا أن المعرض لم يعد فعالية سنوية فقط، بل أصبح مسؤولية حضارية، وموعدًا منتظرًا، ورسالة تُجدد الأمل في أن هذه الأمة لا تزال تُنتج، وتقرأ، وتنهض.
وتقدم الشطي بالشكر لكل من أسهم في تنظيم هذا المعرض، من مؤسسات الدولة، والجهات الإعلامية، والفرق التطوعية، وعلى رأسهم شركاؤنا في مركز أثر التطوعي، الذين أضاءوا جوانب المعرض بحيوية الشباب، وإيمانهم برسالتهم.