قال التلفزيون الاسباني الرسمي ان إسبانيا استعادت بحلول الساعة الخامسة (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم الثلاثاء 92 في المئة من الطلب على الطاقة بعد الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية في إسبانيا والبرتغال أمس الاثنين.
وأدى خلل بدأ الساعة 33ر12 ظهرا أمس الاثنين إلى انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا في حدث تاريخي وغير مسبوق على حد تعبير الشركة المشغلة للنظام الكهربائي في إسبانيا (ريد الكتريكا).
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بيان قرابة منتصف الليلة الماضية عقب الاجتماع الثاني لمجلس الأمن القومي الإسباني ان السبب هو "اختفاء 15 جيجاوات من الطاقة فجأة من الشبكة الكهربائية لمدة خمس ثوان" وهو ما يعادل 60 في المئة من الطاقة المستهلكة في ذلك الوقت. ولفت إلى ان العمل جار لمعرفة أسباب تلك الظاهرة التي أدت إلى "الانهيار الكامل للنظام الكهربائي في شبه الجزيرة الايبيرية" في وقت أكدت شركة (ريد الكتريكا) ان "التقلبات الحادة في تدفق الطاقة مصحوبة بخسارة كبيرة في توليد الطاقة أدت إلى الانفصال عن الشبكة الأوروبية أي عن فرنسا".
وأضاف سانشيز انه "لا يستبعد أي فرضية حول أسباب ذلك الانقطاع" علما بأن الملك فيليبي السادس سيترأس في وقت لاحق اليوم مجلس الأمن القومي الإسباني الذي سينعقد للمرة الثالثة منذ بدء الأزمة.
من جانبه أعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غرنداي مارلاسكا حالة الطوارئ الوطنية في سبعة أقاليم تتمتع بالحكم الذاتي نتيجة الأضرار التي تسبب بها انقطاع التيار الكهربائي. وبناء على ذلك تتولى الحكومة الإسبانية مسؤولية تنظيم وتنسيق الإجراءات اللازمة لتخفيف آثار انقطاع التيار الكهربائي فضلا عن إدارة جميع الموارد الحكومية والإقليمية والمحلية في تلك الأقاليم.
ولا تزال تفاصيل الأسباب التي أدت إلى تلك الأزمة التاريخية مجهولة علما بأن الكهرباء بدأت تعود تدريجيا إلى الأراضي الإسبانية بدءا من المناطق الحدودية في الشمال وكذلك الجنوب الإسباني ثم المناطق الشرقية وذلك بفضل الترابط الطاقي مع فرنسا والمغرب. وقالت وزارة النقل الإسبانية ان قطارات الركاب في (مدريد) ستستعيد على مدار اليوم 50 في المئة من طاقتها فيما ستعمل القطارات في (كتالونيا) بنسبة 60 في المئة من طاقتها.
من جانبها بدأت البرتغال استعادة التيار الكهربائي تدريجيا بعد الساعة 45ر8 من مساء أمس الاثنين علما بأن الانقطاع العام أدى إلى شلل في حركة المرور مع توقف إشارات المرور عن العمل واضطرابات في المواصلات ولاسيما شبكة القطارات.
وسبب انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات في الأراضي الإسبانية حالة من الاضطراب النسبي حيث توقفت مئات القطارات قبل وصولها إلى المحطات وساد الظلام في شبكات مترو الأنفاق في المدن واحتاج الآلاف إلى مساعدة رجال الإسعاف لإخراجهم من المصاعد التي توقفت بهم وتعطلت أعمال مربي المواشي.
وفتحت كبريات محطات القطارات في المدن الإسبانية أبوابها الليلة الماضية لإيواء المواطنين الذين عجزوا عن العودة إلى منازلهم علما بأن المطارات الاسبانية واصلت العمل بنسبة 80 في المئة من قدرتها وكذلك ميناء (الجزيرة الخضراء) جنوبي البلاد بفضل المولدات الكهربائية التي استخدمتها كذلك المستشفيات في كل انحاء إسبانيا.