اختتمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة بنجاح فعاليات الموسم الرابع عشر من برنامجها التربوي السنوي «المدارس الخضراء»، والذي استهدف معلمات ومعلمي المدارس الحكومية والخاصة لتفعيل دورهم كعناصر محورية في نشر الثقافة البيئية والتوعية الصحية والتعليمية في المؤسسات التعليمية.
وبهذا الخصوص قالت الدكتورة وجدان العقاب رئيس الجمعية: «واصلنا بقوة تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية على مدار العام الدراسي ضمن برنامج المدارس الخضراء بهدف ترسيخ قيم المواطنة البيئية والصحة العامة داخل الفصول والمدارس»، مؤكدة على «أهمية توظيف العلم والوعي البيئي في دعم أهداف التنمية المستدامة وتعزيز تعليم الطلبة والمعلمين بيئيًا».
ولفتت د. العقاب إلى أن الجمعية في ختام الموسم الحالي أطلقت «دليل المدارس الخضراء»، وهو وثيقة إرشادية شاملة تم تصميمها بأسلوب عملي لتوجيه المدارس نحو تطبيق أفضل الممارسات البيئية، مشيرة إلى أنها «تشمل إطارا تطبيقيا متكاملا لإدارة المخلفات، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وتعزيز المساحات الخضراء داخل المدارس. علاوة على إرشادات فنية وتعليمية لإطلاق أندية بيئية مدرسية وتعزيز مشاركة الطلبة والمعلمين في مبادرات الاستدامة. فضلا عن آليات قياس مدى التقدم في الأداء البيئي المدرسي من خلال معايير قابلة للقياس والتقييم الدوري».
وواصلت «يأتي هذا الدليل تعزيزًا لصوت الجمعية في مجال التربية البيئية، مسلحًا المدارس بالأدوات العملية لإطلاق مبادرات حقيقية نحو بيئة تعليمية صحية ومستدامة، تضم قيما بيئية متجذرة وأنشطة علمية وتوعوية».
ومن جانبها ذكرت جنان بهزاد مديرة البرامج والأنشطة وأمين عام جمعية حماية البيئة أن أبرز نتائج الموسم والآفاق القادمة تمثلت في «المشاركة الواسعة، حيث ضم الموسم ما يقرب من 2000 معلم ومعلمة وطالب وطالبة من مختلف مدارس الدولة، ضمن محاور تشمل تقنيات التحليل البيئي، الإدارة المستدامة للموارد، وتطبيق قانون حماية البيئة. فضلا عن تفعيل التواصل المستمر حيث تم الجمع بين اللقاءات الميدانية والورش الالكترونية عبر تقنية «زووم»، لضمان الوصول الشامل والتفاعل المباشر مع الكوادر التعليمية.
وحول الأهداف الاستراتيجية لبرنامج المدارس الخضراء، قالت جنان بهزاد: «سعينا إلى تعزيز دور المدرسة كمجتمع مصغر قادر على نقل المفاهيم العلمية والبيئية إلى الطلبة والمجتمع المحلي، وتأسيس مدارس تتبنى ثقافة الاستدامة كنهج مستدام وهيكلة بيئية».
وتوقعت أن «يشكل دليل المدارس الخضراء نقطة انطلاق لتوسيع نطاق عمل الجمعية مستقبلاً، عبر فتح آفاق جديدة للتعاون مع وزارة التربية والمؤسسات الأكاديمية لتطبيقه عمليًا داخل المدارس، ودعمه بالمصادر التدريبية والمحتوى التفاعلي».
وختمت بهزاد بالقول: «نجح برنامج المدارس الخضراء العام الدراسي المنتهي في ترجمة الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني إلى أثر ملموس داخل المدارس الكويتية، فيما يمثل إطلاق الدليل كخطوة نوعية نحو تحويل المعرفة البيئية إلى سلوك يومي وتعليم مؤسسي مستدام».