طور فريق بحثي في جامعة جنوب فلوريدا الأمريكية نظاماً جديداً قائماً على الذكاء الاصطناعي، قادرا على رصد اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال، من خلال تحليل حركات الوجه الدقيقة أثناء المقابلات، دون انتهاك الخصوصية.
واضطراب ما بعد الصدمة هو ما يحدث عندما تستمر ذكريات حدث مزعج للغاية في العودة مراراً وتكراراً لغزو الأفكار، ويستمر هذا أكثر من شهر، ويمكن أن يستمر فترة أطول بكثير، ويمكن لهذه الذكريات أن تكون مخيفة جدا وواقعية ومزعجة.
ويعد تشخيص هذا الاضطراب لدى الأطفال أمرا بالغ الصعوبة، بسبب محدودية تعبيرهم عن مشاعرهم، لكن النظام الجديد يتجاوز هذه العقبة بتحليل إشارات غير معرفة للهوية مثل حركة العينين والفم ووضعية الرأس.
ويعتمد النظام على خوارزميات متقدمة ترصد تعابير وجهية ترتبط بالحالة النفسية، دون استخدام الفيديوهات الأصلية، ما يضمن الحفاظ على هوية الطفل وسلامته النفسية.
وأظهرت الدراسة أن الأطفال المصابين بـ ptsd أظهروا أنماطا تعبيرية مميزة كانت أكثر وضوحا خلال جلساتهم مع الأخصائيين مقارنة بجلساتهم مع والديهم، في انسجام مع ما تشير إليه الأبحاث النفسية حول سهولة التعبير أمام المختصين.
وقد حللت الخوارزميات أكثر من 185 ألف إطار فيديو لعدة جلسات، واستطاعت التمييز بين تعابير الأطفال المصابين وغير المصابين، بدقة لافتة.
ويأمل الباحثون في توسيع التجربة لتشمل فئات عمرية وثقافية مختلفة، مع إمكانية استخدام النظام مستقبلا لمساعدة الأطباء خلال جلسات العلاج النفسي، دون الحاجة إلى تكرار المقابلات المرهقة.
وقال الدكتور شون كانافان أحد قادة الدراسة: إذا أثبت هذا النظام فعاليته على نطاق واسع، فقد يغير مستقبل تشخيص الاضطرابات النفسية لدى الأطفال.