نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في إجراء أول عملية زراعة مـضختين صناعـيتين لدعم بطيني القلب بمساعدة الروبوت في العالم، لمريض يعاني من فشل متقدم في القلب، لتفتح هذه العملية آفاقاً جديدة في طرق دعم الدورة الدموية للمرضى ذوي الحالات القلبية المعقدة، وتُسجّل إنجازاً طبياً تكلّل بتعافي المريض خلال فترة وجيزة بعد العملية.
 وتمثّل العملية نقلة نوعية في علاج الفشل القلبي ثنائي الجانب، حيث كانت تُجرى تقليديًا بفتح كامل للصدر، مما يزيد المخاطر الجراحية وفترة التعافي، إلا أن فريق جراحة القلب في “التخصصي” بقيادة د. فراس خليل، نجح في تنفيذ العملية عبر شقوق صغيرة باستخدام أذرع الروبوت عالية الدقة عن بعد، مما قلّل من فقدان الدم، وخفّض خطر العدوى، وسرّع من تعافي المريض.
 وكان المريض الذي يبلغ من العمر 61 عاماً، قد أدخل المستشفى بعد أكثر من شهرين قضاهما وهو طريح الفراش، ويعاني من فشل متقدم في القلب غير مستجيب للعلاج الدوائي، إلى جانب أمراض مزمنة أخرى كالسكري والسكتة الدماغية والقصور الكلوي، وصنف بعد تقييم حالته غير مؤهل لزراعة القلب، ما جعل الجراحة الروبوتية خياراً حيوياً وفريداً يتلاءم مع وضعه الصحي.
 ويعكس هذا الإنجاز تكامل العمل بين أقسام جراحة القلب، وأمراض القلب، والتخدير، والدعم الحيوي، والعناية الحرجة، والهندسة الطبية الحيوية، حيث خُطّط للعملية بدقة عالية، والاستفادة من تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد، والتوجيه اللحظي في أثناء الجراحة، إلى جانب حلول مبتكرة لتثبيت الأجهزة الداعمة للقلب بصورة آمنة.
 ويسعى التخصصي إلى نشر نتائج هذه العملية في المجلات العلمية المحكمة، وعرضها في مؤتمرات القلب العالمية، بهدف تبادل الخبرات، وتأسيس شراكات ابتكارية مع مراكز ريادية دولية في مجال الرعاية الروبوتية وفشل القلب المتقدم.
 ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من النجاحات التي حققها التخصصي في مجال الجراحة الروبوتية، من أبرزها إجراء أول عملية زراعة قلب باستخدام الروبوت في العالم، وأول عملية زراعة مضخة قلب اصطناعية  باستخدام الروبوت بالكامل في العالم، الأمر الذي يُعد شاهدًا على ريادة “التخصصي” في تبني أحدث تقنيات طب القلب، وقدرته على التعامل مع الحالات الحرجة بأعلى معايير الأمان والدقة، مما يعزز مكانته مركزاً أكاديمياً رائداً على المستويين الإقليمي والدولي.